أخبار كندا

استخدام كلمة “نيغر” من قبل أستاذة في جامعة أوتاوا يثير الجدل

توالت ردود الفعل والتعليقات عقب استخدام أستاذة في جامعة أوتاوا كلمة “نيغر” وهي تحوير مهين لكلمة زنجي، خلال إعطاء درس  باللّغة الفرنسيّة .

وقرّرت إدارة الجامعة تعليق الأستاذة فيروشكا ليوتنان دوفال التي تدرّس بدوام جزئي عن العمل بسبب استخدام الكلمة.

وندّد طلّاب في الجامعة برسالة وجّهها بعض الأساتذة للتعبير عن دعمهم لزميلتهم فيروشكا ليوتنان دوفال والدفاع عنها بعد أن تمّ تعليقها عن العمل.

وقرّرت إدارة الجامعة تعليقها عن العمل في 23 أيلول سبتمبر الماضي  بعد شكوى تلقّتها كليّة الفنون من إحدى الطالبات.

وأكّد اتّحاد الأساتذة  العاملين بدوام جزئي في الجامعة ما قالته الطالبة، من أنّها أطلعت الأستاذة على أنّه لا يمكن استخدام كلمة “نيغر” من قبل شخص أبيض.

وأثار تعليق الأستاذة عن العمل ردود فعل بين أساتذة الجامعة، ووقّع 34 منهم رسالة دعم لها يوم الجمعة الفائت في اليوم الذي استأنفت فيه التدريس،  مشيرين إلى أنّ استخدام الكلمة يقدّم قيمة تعليميّة، وأنّ قاعة الدراسة هي مساحة للنقاش.

” من المهمّ أن تتأكّد إدارات الجامعة، في وقت تساعد في الكشف عن كلّ أشكال العنصريّة الممنهجة وإلغائها، من حماية نقل المعرفة وتطوير الفكر النقدي والحريّة الأكاديميّة” كما ورد في رسالة كتبها الأساتذة دعما لزميلتهم.

ووصف اتّحاد طلّاب جامعة أوتاوا في بيان نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي الرسالة بأنّها مقلقة.

وأعربت مجموعة من طلّاب الحقوق وأخرى من طلّاب الطبّ عن قلقهم العميق من رسالة الدعم الموجّهة للأستاذة ليوتنان دوفال، ودعوا إلى سياسة “صفر تسامح” في استخدام كلمة “نيغر” من قبل أيّ شخص في جامعة أوتاوا.

“لا أستطيع أن أفهم ما هي الحريّة الأكاديميّة لأنّني هنا لأقول إنّ استخدام كلمة “ن” ينفّرني ولا يمنحني حريّة الوجود في هذه المساحات” قالت الطالبة في جامعة أوتاوا حنان محمود التي وقّعت على الرسالة إلى جانب طلّاب الحقوق وأضافت بأنّها كطالبة سوداء تشعر بأنّها معزولة.

ووصفت سيلفي باكرو الأستاذة المساعدة في قسم العلوم السياسيّة في جامعة أوتاوا وواحدة من بين موقّعي رسالة الدعم، الوضع بأنّه “مشكلة خطيرة”.

وأفادت جامعة أوتاوا في بيان أنّ الأستاذة سيلفي ليوتنان دوفال اعتذرت لاستخدامها هذه الكلمة في قاعة الصفّ و دعت تلاميذها إلى البحث في المسألة.

كما أنّ معهد الفنون ترك للتلاميذ خيار متابعة الدراسة مع أستاذ آخر غير ليوتنان دوفال.

وقال جاك فريمون رئيس جامعة أوتاوا في رسالة موجّهة إلى مجتمع جامعة أوتاوا إنّ الجامعة على غرار جامعات أخرى، تعي “المظاهر المختلفة للعنصريّة الممنهجة، المتجذّرة في طرق عملنا، وتعهَّدَت بالعمل على معالجة الوضع”.

وأكّد على أهميّة التوفيق بين مبدأين اثنين هما حريّة التعبير والحقّ في الكرامة.

ودافع فريمون عن الطلّاب الذين شعروا بالغبن من قبل الأستاذة، مذكّرا بعدد من الأحداث العنصريّة التي وقعت في حرم الجامعة في السنوات الماضية.

وأشار رئيس الجامعة جاك فريمون إلى أنّ الأستاذة المعنيّة بقيت موظّفة في جامعة اوتاوا، وأوضح أنّه أمكنَها أن تستأنف التدريس يوم الجمعة الماضي ، وبإمكان من يرغب من الطلّاب متابعة هذه الدروس في قسم آخر ليتسنّى لهم متابعة تحصيلهم الجامعي.

وعلّق عدد من السياسيّين على ما جرى في جامعة أوتاوا، وقال جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد إنّه من الممكن أن يشعر الطلّاب بالإهانة لاستخدام كلمة نيغر حتّى لو كان ذلك في إطار أكاديمي.

وأضاف سينغ أنّه لا مجال للمجادلة حول استخدام هذه الكلمة أم لا، ومن المهمّ أن تكون الأوساط الأكاديميّة آمنة بالنسبة للجميع وخالية من أيّة عنصريّة ممنهجة كما قال.

وفي كيبيك، انتقد رئيس الحكومة فرانسوا لوغو جامعة أوتاوا، واعتبر أنّه لا يتبغي حظر أيّة مفردة أو كلمة، وينبغي دائما أن ننظر إلى الإطار الذي تُستخدم فيه الكلمات ، ويبدو الأمر كما لو أنّ لدينا شرطة رقابة وهذا مرفوض كما قال لوغو.

وشاطره الرأي  كلّ من وزير العائلات الكيبيكي ماتيو لاكومب خرّيج جامعة أوتاوا ونائبة رئيس الحكومة جنفياف غيلبو.

ورأت غيلبو أنّ الجدل هو حول الحريّة الفكريّة والحريّة الأكاديميّة والحريّة في إطار نوفّر فيه تأهيلا يتطلّب مفاهيم تاريخيّة.

كما أيّدت أحزاب المعارضة في الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة ( البرلمان) موقف الحكومة، وندّدت بالرقابة على الكلمات في الجامعات.

وقالت دومينيك انغلاند زعيمة الحزب الليبرالي المحلّي المعارض وأوّل سيّدة سوداء تتولّى زعامة المعارضة إنّه من المهمّ  أن يكون بإمكاننا تسمية الأشياء وتعليم التاريخ لأطفالنا.

ورأت مانون ماسيه المتحدّثة المشاركة باسم حزب التضامن الكيبيكي المعارض أنّه لا يمكن أن نمنع أنفسنا عن التفكير الجماعي.

وقال بول سان بيار بلاموندون زعيم الحزب الكيبيكي المعارض إنّه لا يمكننا، إن أردنا أن نتعلّم من أخطائنا في الغرب أن نحرق كتب التاريخ لأنّها مزعجة.

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى