جاليات

الاسدي مكرّما في ذكرى غيابه الخمسين وكوسا: مشروع اليوم هو بداية لمشروع أكبر

احتضنت مقبرة حمزة الاسلامية، وهي إحدى مقابر مدينة لافال، حدثا عربيا هو من الاهمية ما جمع حوله كوكبة من المثقفين والمهتمين والاعلاميين، والمتعلق باحياء الذكرى الخمسين لرحيل العلامة خير الدين الاسدي الرجل الذي ترك بصماته الادبية في اذهان الكثير من الاجيال الطالعة هو الذي لا يعرف مكان قبره احد. حضر التكريم الذي حضّر له تلميذه البار ناهد كوسا، مهتمون بأدبه، شخصيات سياسية وبلدية وثقافية وإعلامية ودينية وجاليوية.بدأ الاحتفال بازاحة الستار عن حجر تذكاري يخلّد اسم الاديب السوري خير الدين الاسدي، ثم كانت كلمة ترحيبية لتلميذه البار ناهد كوسا تحدث فيها عن أهمية المشروع، وعلى تواضعه ومما قاله: “مشروع اليوم هو مشروع متواضع، لكنه بداية لمشروع أكبر، لجدارية تحمل ذكرى أدباء وكتاب وشعراء ومبدعين… الحجر ليس فقط للاسدي بل هو مبادرة كي لا تتكرر مأساة شخصيّات كرّست نفسها لخدمة بلادها وتراثها فالأسدي وقبل وفاته أوصى بوضع حجر يحمل اسمه” خير الدين الأسدي. “وأضاف: “حاولت في هذا المشروع، وعلى رغم صغره، ان أُشرك أكبر عدد ممكن من الأشخاص، من كل المشارب والأطياف، حتى لا يكون عملاً فردياً، انه عمل جامع كصاحبه، كتاباته للجميع ومشروعه للجميع”. وختم متوجها بالشكر الى المشرفين على المقبرة، سماحة الشيخ نديم الطائي والحاج علي الطائي لاستقبالهم وتقديمهم الارض لهذا المشروع، محييا “أسرة برنامج ليالي يا مال الشام”، البرنامج الاذاعي السوري الذي قدم الكثير من مؤلفات وآثار خير الدين الاسدي.والقى الشاعر جاسم دندشي قصيدة من وحي المناسبة.

وفي كلمتها شكرت عضو بلدية لافال مستشارة المجلس البلدي فيها، السيدة  ألين ديب -وبصفتها مسؤولة ملف الثقافة والفنون في البلدية- الدكتور كوسا على اهتمامه بالفن والثقافة منذ أمد طويل مشيرة الى اهمية الثقافة والكتابة عبر التاريخ ومما قالته: “بعد مراجعة حياة الاسدي وجدت انه مرجعية كبيرة ومؤلفا لاحدى اكبر الموسوعات التي تركت اثرا مهما للاجيال، ولا تزال المؤلفات التي تركها الاسدي موضع استلهام للكثيرين من رواد الفكر وهذا ما يهمنا في مدينة لافال لاننا نشجع الفن والثقافة”، متمنية للدكتور كوسا والمنظمين الاستمرارية والنجاح.وفي الختام وضعت الزهور الى جانب الحجر التذكاري  كعربون وفاء وتكريم لروح العلامة الكبير وللعلم والعلماء ..

كي لا ننسى

قصته تشبه قصص الف ليلة وليلة، وصفة علّامة صنعت لتاريخه ذاك المجد الممزوج بالتألق المنسوب الى الوحدة، فلا حياته كانت بالسهلة اطلاقا  ولا قصة موته ودفنه كانت بالطبيعية على غرابتها وتفرّد العبر في تفاصيلها. فخير الدين الاسدي الوافر العطاء، عاش حياة لا حياة فيها، حبه لا بل عشقه للأدب عوّض له الكثير من الحرمان هو البعيد لا بل المبعد عن الناس والاهل والاصدقاء، ومات فقيرا معدما رغم غناه الادبي، بعد صراع مرير مع مرض ساهم بتقريب عقارب الموت اليه، فشيّع وحده والى مثواه الاخير رحل وحده ولما حان موعد التكفير عن الذنب، وبعد اجتماع لاصحاب الراحل للقيام بواجب التأبين في ذكرى اربعينه، لا قبر، لا جثمان ولا ولا… وحده الاسم كفيل باضفاء هيبة خاصة فيها من المعارف ما ساهم بتكريمه واعادة الرونق الذي يستحقه من خلال تلميذ اجتهد كثيرا للتعبير عن اعجابه باستاذه، ذاك التلميذ، ناهد كوسا، الذي لما يزل يعمل على تكريم معلمه وتخليد ذكراه بما يستحق ويليق به.

ترك الراحل الكبير إرثا ثقافيا كبيرا نذكر منه موسوعة حلب المقارنة (سبعة أجزاء)، الموسوعة في النحو، قواعد الكتابة العربية، تاريخ القلم العربي، أيس و ليس، السماء، ربّ، يا ليل، البيان والبديع، عروج أبي العلاء للشاعر الأرمني أويديك إسحاقيان (ترجمة بالاشتراك)، حلب (الجانب اللغويُّ من الكلمة)، أحياء حلب، أغاني القبة (نفحات صوفية)، عرس الرّها اضافة الى العديد من الدراسات والمخطوطات.

اليوم، ووفاء من تلميذ على عطاءات استاذه الخالدة، اقام ناهد كوسا حفل التكريم، بوضع حجر تذكاري في مقبرة حمزة الاسلامية، كعربون وفاء وتقدير من تلامذته على بعد آلاف الكيلومترات عن مدينة حلب التي نشا فيها وأفنى سنيّ عمره في حاراتها، لالقاء الضوء على هذه الشخصية الخالدة بمساندة لفيف من اصحاب الخير والوفاء والايادي البيضاء.

May be an image of one or more people, people standing, flower and outdoors

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى