جاليات

تأبين الامام قبلان في مونتريال والسيد نبيل عباس في رسالة الى المسؤولين اللبنانيين.”أوقفوا الفساد والإفساد

اقام امام المركز الاسلامي اللبناني وممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في كندا السيد نبيل عباس مناسبة تقبل للعزاء لمناسبة رحيل رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان وذلك عند الساعة السادسة من عصر يوم الثلاثاء في المركز الاسلامي اللبناني حضرها النائب الفدرالي فيصل الخوري ،القنصل اللبناني العام في مونتريال طوني عيد ،ممثل دار الفتوى في كندا الشيخ سعيد فواز، ممثل مشيخة عقل الطائفة الدرزية في كيبيك الشيخ عادل حاطوم ، مطران الموارنة في كندا بول مروان تابت، المتقدم في الكهنة في طائفة الروم الارثوذكس الاب ميشال فواز ، المشرف على مؤسسة الزهراء العالمية الشيخ نديم الطائي، امام المجمع الاسلامي الشيخ علي سبيتي، امام المركز الايراني الشيخ صالح سيبويه،امام مؤسسة الامام الخوئي في مونتريال الشيخ الباقري ، امام مسجد صلاح الدين الشيخ احمد بدرا ، الشيخ حسن الطائي رئيس بلدية سانت لوران الان ديسوزا، عضو بلدية سانت لوران عارف سالم، عضو بلدية شمال مونتريال عبد الحق ساري ،  عضو بلدية مون رويال الاستاذ جوزيف دورة ،المرشح لرئاسة بلدية مونتريال دني كودير ومرشحين للانتخابات الفدرالية والبلدية وممثلين عن احزاب لبنانية في مونتريال وجمعيات وشخصيات جاليوية .

افتتحت المناسبة باي من الذكر الحكيم للمقرىء الحاج اكرم بحسون ثم كانت الكلمة لسماحة السيد نبيل عباس مما جاء فيها  :في جو عابقٍ بالعلم والورع والتقوى، نشأ الإمام قبلان قدس سره، فتتلمذ على يد والده المرحوم المقدس الشيخ محمد علي قبلان، رجل البر والتقوى وصاحب الأثر البارز في الحركة العلمية والسياسية آنذاك في جبل عامل، والذي اصطحبه معه إلى النجف الأشرف ليتابع تحصيله في السطوح والبحث الخارج بعدما أنهى له المقدمات في ميس الجبل. وتتلمذ على يد كبار المراجع من العلماء ومنهم السيد الحكيم قدس سره والسيد الخوئي قدس سره والسيد إسماعيل الصدر قدس سره والسيد كاظم شريعة مدار قدس سره.

وبعد مسيرته التحصيلية العلمية في النجف الأشرف مجاوراً لإمام البلغاء والفصحاء علي (ع) عاد إلى لبنان سنة ١٩٦٣ وتولى إمامة مسجد برج البراجنة، وانخرط إلى جانب الإمامين الصدر وشمس الدين في النشاطات الاجتماعية والإنسانية وتميز بحمل هموم الفقراء والمساكين والمحرومين ورعاية شؤونهم.

وفي العام ١٩٦٩ كان مشاركاً للإمامين الصدر وشمس الدين في إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كمؤسسة مرجعية ذات التزام وطني وبُعد إنساني فانتُخِبَ في العام نفسه عضواً في الهيئة الشرعية الأولى للمجلس وفي العام ١٩٧٠ عُيِّنَ مفتياً جعفرياً ممتازاً للجمهورية اللبنانية، وعند انتخاب الإمام شمس الدين رئيساً للمجلس في العام ١٩٩٤ بعد استمراره منذ فقد الإمام موسى الصدر وتغييبه الآثم في ليبيا على يد القذافي السيء الذكر بالعمل من خلال نيابة الرئاسة.

أُنتُخِبَ الشيخ قبلان نائباً أول للرئيس ثم تولى مهام الرئاسة الفعلية بعد وفاة الراحل الكبير الإمام محمد مهدي شمس الدين في العام ٢٠٠١.

وأضاف :”لقد كان الراحل مشاركاً للإمامين الصدر وشمس الدين نظرتهما إلى لبنان ودرور المسلمين الشيعة فيه ومن خلاله وتحديداً في حفظ كيانه وصون وحدته وحماية استقلاله وتعزيز حرياته وديمقراطيته فكانت له مواقف مشهودة خلال الحرب الفتنة والتي عصفت بلبنان الوطن والشعب، وقد عمل بقوة إلى جانب رفيقيه على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين وعلى مد جسور الحوار والألفة والتفاهم بين رؤساء الطوائف وبين مختلف فئات المجتمع اللبناني وتياراته.

وهو الذي قال: ” ان الجنوب لا يُحفظ إلا بالوحدة الوطنية وبعودة اللحمة الوطنية إلى كل المناطق اللبنانية”.

وقد تلاقى اللبنانيون على الإشادة بحكمته وطيبته ورحابة فكره مرسخاً في مواقفه وأعماله الخط التاريخي الأصيل للشيعة في لبنان وهو خط الوحدة والإندماج في الوطن النهائي لجميع أبنائه. وخط الانفتاح على الجميع والتعاون مع الجميع وفي كل المجالات وخط الاعتدال والحوار الدائم ومواصلة الجهود لتحصين السلم الأهلي وتثبيته ولتوطيد العيش المشترك ليكون عيشاً واحداً.

وقد عُرفَ عن الشيخ قبلان حرصه الشديد على السماحة والابتعاد عن التعصب الذميم لذا عمل جاهداً مع اخوانه على رعاية الوحدة بين المسلمين ونبذ المذهبية مقدمة لتلاقي وتعاون اللبنانيين فيما بينهم ونبذ الطائفية. والتزم بقضايا العرب الكبرى وفي مقدمتها القضية المركزية قضية فلسطين.

وتابع يقول:”لقد سعى مع كل المخلصين في لبنان لإقامة نظام سياسي واجتماعي عادل ومنصف يحترم الأشخاص وجميع الاتجاهات التي يتألف منها البلد وفي هذا الصدد قال : ” لا استقرار في لبنان إلا ضمن سياسة المساواة والعدالة، ولا أمن لأحد إلا من خلال شرعية وطنية عادلة تعطي لكلِ ذي حقٍ حقهُ. إننا مع الدولة الديمقراطية، ولن يقف الشيعة حجر عثرة في طريق قيام لبنان العادل والمتكامل والحر والمتساوي… نحن نريد دولة المواطن اللبناني بقطع النظر عن انتمائه الطائفي او السياسي .. ونقول للمسيحيين في لبنان اننا لا نقبل أن تحل طائفة محل أخرى، أو أن تُنقل امتيازات طائفة إلى طائفة أخرى، ولن نقبل هيمنة الطائفة الشيعية على القرار اللبناني”.

هذا هو الإمام قبلان باختصار عاش وعمل وارتحل كما عاش وعمل من قبله الإمامان الصدر وشمس الدين أمناء على الوطن والكيان والمصير والطائفة في آن ولكن هذا اللُّبنان الوطن اين سار به وبأهله سياسيوه وإلى أي منحدر ومأزق كارثي أوصلوه. اللهم أن لبنان هذه النعمة التي خصصتنا بها وهذه الأمانة التي حملتنا إياها، عرفناه عندما جفوناه، وعصيناك فيه ونسينا نعمتك به علينا… فاهديِ قلوبنا وعقولنا إلى طاعتك في انفسنا وفي وطننا حتى لا نخسره أو يخسرنا، فلا نجد من يعوضه علينا ولا من يعوضنا عليه، اللهم أنت العوض وفيك ومنك وبك وعليك العوض، فعوضنا عما اسلفنا من خطايا  تجاه بعضنا بعضاً قبولاً لتوبتنا وخلوصاً في نيتنا وإخلاصاً في عملنا وخلاصاً من ذنوبنا.

اللهم سددنا لأن نحب عيالك كل عيالك وأن نكره المعصية لا العاصي والمرض لا المريض والفقر لا الفقير وأن نحب الوطن في المواطن والمواطن في الوطن وأن نحب في لبنان المعنى ونصون المبنى وافتح بصرنا وبصيرتنا على معنى لبنان وابعث فينا الهمة على العناية به فينا والعناية بأنفسنا فيه.

اللهم أن قيمة الإيمان لدى المؤمنين فيما يرعون من قيم، وأن قيمتنا الأعلى والأغلى هي الإنسان واختبارنا هو لبنان، فاجعلنا صائنين للحقوق في انفسنا وأهلنا وشركائنا في الإيمان والوطن والإنسان.

اللهم وفق كلاً منا لأن يكون في موقعه المناسب لا يمد عينيه إلى مجال غيره وحقله حتى تتكامل الحقول خيراً وزرعاً وغلالاً ويقوم لبنان على التوازن العادل والتكامل الشامل ويعمه العدل والأمن والأمان. هذا بالأمس القريب وأما اليوم فنحن نخاف على الوطن والمواطن في آن… نخاف على أمنه وعيشه ولقمته وسرير استشفائه ودوائه وتعليمه ولباسه وسائر حاجياته ولا ندري أيستفيق من بيدهم أزِمّةِ الأمور أم لا قبل فوات الأوان.

أوقفوا الفساد والإفساد… أوقفوا الاحتكار والاستغلال… أوقفوا اللعب بلقمة عيش المواطن ودوائه وسائر احتياجاته ولكن وبكل صراحة أقول وأردد مع القرآن الكريم ” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ “. أوقفوا التلاوم المتبادل والانحاء باللائمة كلٌ على الآخر.

وختم قائلا”اللهم تغمد فقيدنا الراحل الكبير الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان بواسع رحمتك والهمنا جميعاً جزيل الصبر والسلوان وقلبنا ليس على المجلس الشيعي من بعدك فحسب بل على الوطن برمته اللهم نسألك اللطف في القضاء والستر والعافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى