أخبار دولية

مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية فارس العبيد ل “الكلمة نيوز” : جيل الشباب هو الطاقة الجديدة والداعم الرئيسي لأي تغيير أو أي إنجاز وطموحه لا حدود له

حاوره مازن مجوز

بصراحته المعهودة وعفويته الشبابية يؤكد الممثل الرسمي لحكومة دولة الكويت في الامتحان الوطني للبرنامج ومستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية فخره وإعتزازه بالأدوار الموكلة إليه من بلده الحبيب مشددا على أنه لن يألو جهدا في إيصال الشباب الكويتي إلى أرقى المراتب الأممية، مبديا أرادة وتصميم عاليين بالأخذ بيد كل شاب كويتي وشابة كويتية حتى نهاية المسار الأممي الطويل والشاق الذي يحتاج إلى جهد وصبر عاليين مبديا رهانه على الخبرات والمعارف التي إكتسبها الشباب الكويتي سواء بصفة شخصية أو عن طريق الدولة ونقلها الى الداخل كي تستفيد منها الأجيال الصاعدة في سبيل الإرتقاء بالكويت إلى مصاف الدول التي تجعل من الإنسان محور التغيير وهدفه في آن واحد. ومع العبيد كان هذا الحوار الشامل :

1  – كنت أول شاب كويتي يحصل على شهادة وعضوية لجنة ( قادة جدد للمستقبل ) من منتدى ” كرانس مونتانا” العالمي للشباب القياديين في تموز 2013 . بين تكريمك بتلك الشهادة وبين نشاطك وجهودك اليوم .ما الانجازات التي قدمتها لبلدك الام الكويت لرفع اسمه عاليا خصوصا أن تلك الشهادة تعد أمانة ومسؤولية مجتمعية ؟

– في جعبتي الكثير من الإنجازات التي أفتخر بها وبتقديمها لدولة الكويت، لعل أبرزها تنظيم أكبر إكسبو لمدة 5 أيام للمشاريع الصغيرة والمتوسطة،  والثاني هو تقديم أكبر مؤتمر ميداني بفكرة جديدة كانت برعاية رئيس مجلس الوزراء آنذاك والهدف كان لتسويق رؤية الكويت 2035  خارج الكويت وكانت أول مبادرة عالمية لتسويق أبرز عناصر رؤية صاحب السمو للعام 2035 وباللغة الإنجليزية( مع الترجمة إلى العربية ) والحمد لله تمت بنجاح،  والثالث كان في العام 2016 عندما تم تكليفي بمهام الممثل الرسمي للحكومة الكويتية في الامتحان الوطني لبرنامج المهنيين الشباب، وكمستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية من قبل الوزيرة آنذاك هند الصبيح .

وبناء على هذا التكليف تم التنسيق مع الجهات الرسمية الفرنسية التي تشرف على المدرسة الوطنية الشهيرة ENA   وهي أرقى وأقدم مدرسة وطنية لتدريب القياديين حيث أعددت في ذلك العام برنامجاً تدريبياً متكاملاً  لمدة 10 أيام، حيث قمنا بتدريب قياديين وتأهيلهم للمناصب القيادية، وبلغ عددهم حيث دربت 30 قياديا وقيادية.

وبناء على pilot project  قامت الدولة بتأسيس مدرسة وطنية للقياديين للتدريب والتأهيل، إنسجاماً مع  البرنامج الذي هو مبادرة لتوظيف المواهب الجديدة بالأمم المتحدة من خلال إمتحان قبول سنوي، حيث كلفتني الحكومة بالتنسيق الكامل وبمهام الممثل الرسمي في الامتحان المذكور، والذي يخول الناجحين والناجحات بالعمل في وظائف مدنية دولية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أو المنظمات التابعة لها. وهذا يشكل الانجاز الرابع بالنسبة لي .

2- لكل قيادي مستقبلي طموح خاص بشخصه الكريم وآخر متعلق بجيل الشباب في وطنه بالدرجة الأولى يعمل على ترسيخه في مبادئهم وفي اتجاهات مستقبلية واعدة ومختلفة. هلا تحدثنا عن كلا هذين النوعين من الطموح الذين يندرجان ضمن سلم أولوياتك ؟

من ضمن أولوياتي كشاب قيادي يطمح بالوصول إلى أهدافه المستقبلية وفي صناعة بصمة له وقيمة مضافة، لا بد من توافر عنصرين هامين هما الثقة بالنفس والعلم والمعرفة ( الخبرة ) والأولى لا يكتسبها الإنسان إلا عن طريق الثانية، أي عن طريق الشهادات العلمية والدورات التدريبية، أو عن طريق التجارب الشخصية في سوق العمل وصقل الخبرات المهنية والمواهب .

وهنا يبرز المستوى المتقدم الذي حققه جيل الشباب الكويتي من خلال التجارب التي خاضها محليا وإقليميا ودوليا، وخوضه غمار العمل في أكبر المؤسسات والشركات العالمية وتكلمه أكثر من لغة، وهذا ما يذكرنا بمبدأ “ادارة المعرفة” الذي يساهم في زيادة الاتصال بين الافراد والمؤسسات، ويعد ذلك ضرورياً لبناء آلية التشارك في المعرفة وتبادل الخبرات في ما بينها، فالنهج التشاركي في عالم اليوم ( عالم القرية الكونية الصغيرة ) مهماً في كافة المجالات، وهذه الاهمية تزداد وتتجلى بشكل أكثر وضوحاً في مجال التشارك في المعرفة في المؤسسات المختلفة في السوق المحلي، من أجل دفع عجلة التنمية البشرية ومن بينها القيادية نحو النمو والرقي والحداثة، خصوصاً في ظل الخبرات والمعارف التي إكتسبها الشباب الكويتي سواء بصفة شخصية أو عن طريق الدولة ونقلها الى الداخل. فعلى سبيل المثال أنا أتحدث ثلاث لغات : العربية والانكليزية والفرنسية، ووالدي كان قنصلاً في السفارة في باريس لمدة 15 عاماً .

3- معروف عنك نشاطك المتمثل في دعم قضايا الشباب حول العالم ومشاركاتك في التجمعات الشبابية العالمية التي تركز نشاطها في المجالات المجتمعية الحيوية  كالاجتماع والسياسة والاقتصاد والتنمية وغيرها . ما ابرز نقاط القوة التي يتمتع بها الشباب العربي ونقاط الضعف التي يعاني منها إنطلاقا من خبرتك على مدار ما يقارب ال 10 سنوات ؟

المفتاح الأساس اليوم هو الاستثمار في جيل الشباب أي الإستثمار الخاص عن طريق الشباب الكويتي أو الشاب العربي، وبالإضافة إلى ما أسلفنا ذكره في الإجابة رقم 2 علينا أن نتوقف قليلاً عند عامل الشهادات العلمية، فمثلاً درجة الماجستير في صفوف الشباب الكويتي عالية جداً، واليوم الشهادة العلمية متوفرة بشكل جيد في السوق المحلي ، لكن ما يحتاجه هذا السوق هو الخبرة العملية ومن هنا نعمل على أن يكون لجيل الشباب عندنا بيئة حاضنة، للإنطلاق ونقل الخبرة التي إكتسبها من خارج الكويت، وتوفير مساحات وآافاق معينة واضحة ومهنية إفساحاً لإنجازات معينة .

وإنطلاقاً من ذلك لا أخفي سراً الجهود المبذولة من قبل الحكومة الكويتية من أجل مساعدة الشباب الكويتي على الانطلاق بقوة وإبداع، والإبداع لا حدود له في طموحات ومبادىء الشاب الكويتي،  والدليل أن المئات منهم نجحوا في تأسيس شركات في السوق المحلي، ثم رأيناه كيف إنتقل الى السوق الاقليمي والدولي،  بيئة تدعم القدرة الابداعية للانطلاق إلى العالم،  لى أن يتسلح بالثقة والعلم والخبرة الاقليمية والدولية.

فالشاب الكويتي يطمح إلى إحداث تغيير في وقت سريع لكن بثقة وصدق،  وللأمانة التغيير هو مسيرة طويلة،  ولا يتم بشكل سريع، وبتوجب عليه أن يتحلى بالعزم والصبر ويفرح بالإنجازات الصغيرة، وعليه دائماً أن يضع الرؤية على خط النجاح، أو خط المسيرة للطموح نفسه، وفي النهاية هذا ماراتون وليس سباق.

4- كيف تجدون حجم مشاركة الخريجين الكويتيين في برنامج المهنيين الشباب الذي تمثله رسميا لحكومة الكويت ؟ وكم كانت نسبة من نجح في هذا البرنامج ؟ وما أبرز المعوقات التي حالت دون نجاح جميع المشاركين؟

منذ تكليفي بالمهام الشبابية – الأممية الموكلة إلي يتقدم بين 500 و1000 شاب وشابة سنوياً إلى الإمتحان الوطني، طبعاً هو مسار طويل وصريح وشفاف بهدف الوصول الى مرحلة التفوق في الإمتحان الوطني،  لكن هذا الإمتحان صعب جداً، والمنافسة عالية جداً، إذ يصل عدد الشبان والشابات المشاركات من جميع أنحاء العالم الى 50 ألفاً، أما في ما يتعلق بشبابنا وشاباتنا فنحن نعمل أكثر أن يكون هؤلاء جديين/ جادات في التأهيل والدراسة الكاملة المطلوبة قبل المشاركة في الامتحان، لأن مستواه  هو مرحلة الماجستير والدكتوراه، وهو إمتحان صعب ولمدة خمس ساعات، وهناك أجزاء معينة تقنية مرتبطة بتخصص الطالب حيث يفترض بالمتقدم او المتقدمة على الامتحان أن يأخد الموضوع بجدية،  ويبدأ مسيرة وإنطلاقة لدخول الامتحان،  والبرنامج السنوي المطلوب دراسته مدته  6 اشهر قبل التقدم للإمتحان بحيث يدرس بشكل جيد ويتم مراجعة كل الامور المهنية بما يخص تخصصه، وأن يقدم دراسة  متكاملة عن الامم المتحدة الاعضاء وآلية التنظيم وبقية الامور التفصيلية.

بخصوص حجم المشاركة في برنامج دولي وجديد يعتبر جيد، ولكننا نطمح الى زيادة الاعداد بشكل سنوي ونطمح إلى أن يكون تمثيل الشباب الكويتي في الامم المتحدة بشكل افضل وباعداد أكبر طبعاً،  وللعلم توفير كامل الدعم سواء عبر الامانة العامة للتخطيط والتنمية من قبل معالي الوزيرة، وسعادة الامين العام الدكتور خالد مهدي آنذاك لتدريب وتأهيل كل شاب وشابة  راغب/ راغبة بالتقديم عن طريق البرنامج،  بالاضافة إلى فتح الباب بشكل كامل وصريح من قبل الممثل الرسمي لدولة الكويت أي من قبلي لتقديم أي إستفسارات كما أعطيهم الدعم الكامل وأقدم لهم الملاحظات لخوض الإمتحان ثم أدعو لهم أفضل الدعاء بالإنضمام إلى هذه الوظيفة .

5- هل بدأ الطلاب الناجحون بالعمل في وظائف مدنية دولية في مقر الامم المتحدة او المنظمات التابعة لها ؟ وكيف تصفون تفاعلهم مع هذه الوظائف ؟

– للأسف لم يتم تعيين أي شاب أو شابة كويتي / كويتية عن طريق البرنامج (     ) كموظف عام في الأمم المتحدة علما أن هناك كويتيين يعملون في هذه المنظمة معتمدين من الدولة أو عن طريق برامج أخرى كسبيل المثال برنامج ال ( GPO ) أي الفرص المهنية المبتدئة.

عدم التعيين لا يعني عدم الوصول الى المراحل النهائية فقبل سنتين وصلت شابة إلى هذه المراحل لكنها إنسحبت لأنها لم تتقبل فكرة العمل والعيش خارج حدود الوطن إلى الأبد أو إلى حين التقاعد وتخضع لنظام أو سلم الأمم المتحدة، لأن أي شاب أو شابة يتم قبوله / لها فعليه/ يها أن ينضم / تنضم بشكل كامل وصريح إلى عائلة الأمم المتحدة كموظف عام يتمتع بالمزايا الإدارية والمالية والسلوكية الخاصة بهذه المنظمة حتى سن التقاعد. وفي النهاية يعد جيل الشباب الطاقة الجديدة والداعم الرئيسي لأي تغيير أو أي إنجاز في دولتنا الحبيبة ونطمح من خلالهم أن يكون لنا دور أفضل وأكبر بإذن الله

6- إعتبرتم ان المشاركة هي فرصة للمواهب الكويتية الجديدة  وان البرنامج يوفر فرصة ذهبية للحصول على وظيفة موظف عام في الأمم المتحدة أي العمل ديبلوماسياً في إحدى المنظمات.  ما مدى انعكاس مشاركة هؤلاء على صورة بلد الكويت الشقيق في هذه المنظمة الاممية حاليا ومستقبلا ؟

النشاطات قمنا بها منذ موافقة الكويت على المشاركة في الامتحان الوطني في عامي  2014-2015  كان إنعكاس ذلك جيد  أمام جمعيات الامم المتحدة والادارة العليا بجدية الكويت لمشاركة ودعم الشباب والشابات بدخول الامم المتحدة كموظف عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى