قرية راس المتن – أسطورة الست سارة
من اعداد جورج الزغبي
تقع رأس المتن على ارتفاع 1000م وعلى مسافة 25 كلم عن بيروت عبر المنصوريّة ـ قرطاضة، أو 45كلم عبر عاريّا ـ حمّانا ـ دير الحرف؛ أو عن طريق فالوغا ـ قرنايل دير الحرف، أو بعبدات – صليما – قرنايل
يلفّ رأس المتن حرج من أكبر أحراج جبل لبنان، معظمه سنديان وخرنوب، وتحيط به أشجار الصنوبر المثمر.
أشهر 4 مواقع في هذه القرية هي:
الموقع الأول: في منتصف القرية تلّة رائعة بنيت عليها سراي الأمراء اللمعيّين منذ مئات السنين. كان المبني هو السراي التاريخي لرأس المتن الذي بُني عام 1775. وقد خدم هذا السراي الضخم الأمراء اللمعيّين أولاً، ثم أصبح مدرسة ثانوية بعد نهاية الأمراء اللمعيّين وخلال الحرب اللبنانية تم تدميره وتركه، لكن تم شراؤه مؤخراً من قبل عائلة صالحة
ثاني أهم موقع المثير للاهتمام هو: نبع مياه عين المرج الموجود في الجزء السفلى من القرية وله واجهة شرقية خاصة. وفقًا لبعض الأشخاص الرائعين الذين قابلتهم هناك، تم بناؤه عام 1472، وقد بناه الشيعة المسلمون الذين لم يعودوا يعيشون هناك.
الموقع الثالث هو عن أسطورة أخبرني بها أشخاص هناك ورواها كل منهم بطريقة مختلفة. كانت الأسطورة تدور حول سيدة مقدسة تدعى “الست سارة” كانت تسير بحثًا عن مأوى لطفلها بعيدًا عن خطر بعض المتابعين وفجأة فتحت صخرة بأعجوبة في كهف لإيوائها. يحتوي هذا الكهف على أحجاره التي نحتت من الحجر والآن أصبحت غرفة قديمة.
الموقع الرابع هو عن العديد من الكهوف في جميع أنحاء القرية، واحدة منها هي مغارة الحسكان، التي تبعد حوالي ساعتين سيرًا على الأقدام عن القرية والتي ليس من السهل الوصول إليها وفقًا للقرويين, وتسمى المنطقة الملقى: حيث يلتقي وادي حمّانا بوادي الجمعاني ليكوّنا مجرى نهر شتويّ يعرف بنهر بيروت… فيه مغارة لم تكتشف بعد، اسمها مغارة الحسكان. ولطالما كانت هذه المغارة بظلمتها الشديدة واتّساعها وسراديبها وارتفاعها العظيم، موطن خصب لنشأة الخرافات والأساطير.
عدد أهالي رأس المتن المسجّلين قرابة 8000 نسمة من أصلهم حوالى 90 % موحّدون دروز، و 10% مسيحيون- كنيسة السيدة: أسّست ١٧١٤ وجدّدت مرارا.
رأس المتن “عربيّة الإسم، ومن معاني المتن ما ارتفع من الأرض واستوى إلّا أنّ هذه البلدة، كانت تعرف حتّى أواخر القرن الماضي بقرية” الرأس “دون إضافتها إلى المتن، ما يفيد عنّ أصل اسمها لا يرتبط بمعنى المتن، بل هو مرتبط أصلا بشكل جغرافيّ، فكما دعاها الدكتور أنيس فريحة في وصفه لها شبه الجزيرة” كونها محاطة بالوديان من ثلاث جهات.