رانيا الحلو: الموهبة وحدها لا تكفي وحلمي شركة انتاج تتبنى نصوصي
تلفتك بحضورها وسرعة بديهتها، منذ وصولها الى مونتريال وهي كمكوك لا تهدأ ولا تستكين حتى باتت وبكل ثقة رمزا واضحا للحركة المليئة بالانتاج وكمثله الابداع وضيفا خفيف الظل في كل لقاءات شاركت فيها من الاجتماعية وحتى الفنية، هي رانيا الحلو الصبية الآتية من عالم المسرح والفن في لبنان الى عالم رسمته بنفسها على مسرح كندي فيه من الابداع والخلق ما ادخل الضحكة الممزوجة بالحنين واللهجة اللبنانية المعتقة بالفرح الى قلوب وعقول الحاضرين ومن كل الوان المجتمع الانتشاري والذين ولليوم يطالبونها بإطلالات جديدة تحضر لها مع عودة الحياة الى طبيعتها. حول أعمالها ومشاركتها في لجنة تحكيم برنامج موهوب العرب التقتها “الكلمة نيوز” وكان هذا اللقاء الشائق.
رانيا الحلو، حدثينا عنك؟
انا انسانة تحب الحياة، أعشق المسرح منذ نعومة أظافري وأكتب وأمثل في الحي الذي نشأت وتربيت فيه، انتسبت الى الجامعة اللبنانية -معهد الفنون وحصّلت اجازة في المسرح حققت من خلالها جزءا صغيرا من احلامي.
منذ صغري وانا أتفنن في كتابة المسرحيات وعرضها بدءاً من المدرسة مروراً بالكشافة الى ان وصلت الى مسرح الجامعة، ومن بعده مسرح في كندا، فأحلامي لم تكن لتدور خارج نطاق المسرح والتمثيل والاخراج.
عملت لفترة في الانتاج التلفزيوني، لكن شغفي كان ولما يزل المسرح الذي وللامانة ان مرّ يوم لم أكتب فيه أشعر وكأني ما عشته.
أعشق النوم فمن خلاله اعيش الاحلام التي اريد، هذه الاحلام التي لطالما عند استيقاظي ركضت لأحققها والتي لن اتوانى لحظة واحدة عن الاستمتاع بالتخطيط لرسم تفاصيل خيوطها وصولا لترجمتها نصا حقيقيا يعيشه ابطاله على المسرح.
لماذا اخترت التمثيل كاختصاص وماذا تحقق من أحلامك؟
التمثيل شغفي وان لم اختره كاختصاص لكان هو اختارني. اما عن احلامي فهي تتطور معي وتكبر وفق مراحل نضوجي، ففي صغري كنت أحلم بدراسة المسرح، الذي كان شغلي الشاغل، ثم بات حلم الكتابة هو ما أصبو اليه بعدها باتت كتابة قناعاتي اهم وأول أولوياتي الى ان حان موعد القطاف بترجمة هذه الافكار ادوارا مسرحية يلعبها من نجد فيهم الموهبة لايصال النص الى الجمهور.
بعد زواجي وهجرتي الى كندا مع نعمتي الغالية “كريم” بات الوضع مختلف جدا، فأنا اريد ان اقدم الافضل والاجمل لابني، وبعد ان ترسخ الغبار على كتبي وكتاباتي التي حملتها معي من لبنان وتركتها لأتفرغ لأمومتي، عدت اليها من جديد بعد ذهاب كريم الى المدرسة لانتاج مسرحيتي الاولى باللغة العربية في مونتريال والتي حصدت تفاعلا واضحا من الجمهور عزز اصراري على الانتاج والعمل أكثر وأكثر.
لم تتوقف احلامي في بلادي الجديدة عند هذا الحد فقد بات حلمي اكمال المشروع، فكانت فكرة مسرح بالعربي في مونتريال، ثم كتابة قصة للاطفال حملت عنوان “المهاجر الصغير”، والتي انتشرت بشكل كبير خصوصا واني كنت ولا زلت حريصة على ايصال المشروع الحلم هذا لكل طفل مهاجر والذي وعلى سرعة انتشاره لا زلت اعمل علىه أكثر.
اليوم اقدم عروض ستانداب كوميدي في فرقة منشر غسيل وحلمي، تقديم عرض كوميدي خاص بي على المسرح.
احلامي كتيرة وكبيرة جدا وكم أخاف عدم تحقيقها لذا استبدلت كلمة احلام بأهداف حتى استطيع تنفيذها وأحاسب نفسي ان تأخرت او تخاذلت في تحقيقها.
في مونتريال خلقت حالة خاصة كممثلة مسرحية ومخرجة استطاعت بذكاء جذب خريجي المسرح الى عالمها ماذا حققت وماذا بعد؟
في الحقيقة في بلادنا الام نلعب المسرح ونسعد بما نحقق لان المنافسة كبيرة جدا اما في مونتريال فالذين يعملون في هذا المجال من العرب هم قلة ولعل هذا ما ساهم بانتشاري خصوصا بعد المسرحية التي عملت عليها مع نخبة من الشباب والصبايا ممن يحبون المسرح او حاملي اختصاصه ولم تسنح لهم الفرصة لتحقيق احلامهم.
اما بالنسبة لماذا بعد، فأفضل عدم الافصاح حاليا عما احضر له، لكن يمكنني القول انني لا زلت في اول طريق تحقيق أهدافي. وفي المناسبة اود القول انه من الامور التي حققتها ولاقت نجاحا كبيرا كان مشروع مسرح بالعربي للاطفال الذي سنكمل في نهجه ريثما تسمح ظروف كورونا والاغلاق بذلك.
انت اليوم عضو في لجنة تحكيم برنامج موهوب العرب عن فئة التمثيل ماذا عن هذه التجربة؟
تجربة جديدة وممتعة هي تحكيمي في برنامج موهوب العرب الذي اجده من البرامج المهمة والذي يفتح افاقا جديدة لموهوبين عرب في بلاد الاغتراب.
ما هي النصيحة التي تقدمينها للمشتركين؟
أود القول ان الموهبة وحدها لا تكفي، يجب دائما صقلها بالدرس والمعرفة والاطلاع، فالتمثيل ليس مجرد هواية، انه مهنة، فانا حتى اليوم لا زلت اتعلم وسعيدة جدا بوجود معلمتي منذ ايام المعهد الممثلة عايدة صبرا الى جانبي في مونتريال، والتي لطالما حضنتني ولما ازل اتعلم منها ما يساعدني لاكمل مسيرتي بشكل صحيح ومدروس.
كلمة اخيرة؟
حلمي الكبير والذي لا اعتبره هدفا هو ان تتبنى احدى شركات الانتاج نصا من نصوصي المسرحية او حتى الفيلمية
اما الهدف الحالي فهو ان أكون انا رانيا، سعيدة ومعروفة بفني الكوميدي الذي أعمل من اجل ايصاله الى الناس وان اترك بصمة في عالم ستانداب بالعربي. وفي الختام اود ان اوجه نصيحة لكل من يجد لديه موهبة معينة ان يعمل على تنميتها كما ومن قلبي اود ان اشكر موقع “الكلمة نيوز” الذي يرافق الجالية العربية في كل نشاطاتها ويدعم مسيرتي الفنية بشكل دائم.