أسألك ربي أن تغفر لماما جاين سميرة وتغمرها برحمتك الواسعة

رحلت ماما جاين سميرة، لا لم ترحل، قد تكون نامت لترتاح من الالم لكنها ستعود،كيف لها ان تتركنا هي التي كانت وحتى آخر لحظة تجمعنا بحبها وعاطفتها وابتسامتها التي اعتدنا ان تفتح لنا ابواب السموات.
رحلت لا بل نامت اميرتنا علّها تنعم بساعات لا وجع فيها ولا آلام لتعود وتحضن من وهبتهم الحياة بعاطفة ليست ككل العواطف التي نقرأ عنها او نسمعها فاختبار العاطفة معها لا شكل له ولا لون هي التي اعتادت ان تخفف عنا حتى في أصعب اوقاتها واوجاعها.
صارعت، قاتلت ماما جاين وانا ابنتها ليليان فرحات واخوتي ووالدي نشهد على صراعها، ورغم المها، لم تنسى لحظة واحدة انها الام، الام التي عليها ان تعطي القوة لاولادها واحفادها غير عابئة بما تمر به، فرغم جسدها النحيل، ورغم ما تحمّلت لم تنسى ان شكواها لغير يسوعها الذي تحب وتعبد لا قيمة لها،هي التي فضّلته على الجميع واليه التجأت لتنعم بالفرح الحقيقي تاركة لنا نحن الاولاد والزوج والاحفاد نعمة كبيرة في حياتنا “الرسولة الجديدة” وملاكنا الرائع في دنيانا التي ستبقى باردة، من دونها.
امي
كنت ولما تزالين مدرستنا الكبرى في الصبر والتحمل، ورغم عتمة الغياب ستبقين الشمعة التي تضيء حياتنا المنهكة من دونك، منك تعلمنا كيف نواجه الصعاب ولكن، لم تعلمينا تحمّل غيابك الذي سيبدو طويلا الى ان نلتقي، ستشرق الشمس يا أمي كل صباح وسيبقى والدي يستذكر حبك وعطفك وذكرياتكما معا وكأني به يعيش اليوم والبارحة غير عابئ بالغد الذي لا يعرفه من دونك.
أخاطبك امي باسمي وباسم اخوتي ان ترحمي دموعنا،نعم نحن ابناء الرجاء، نعلم جيدا ان الموت حق، لكن يا ماما نحن بشر، ورغم اننا أسسنا عائلاتنا وكنت الجزء الاهم فيها، الا اننا لما نزل نحتاجك، يا من كنت الكنز الكبير في حياتنا، من بعدك ستبقى الحياة على ما هي، ستشرق الشمس، سيزقزق العصفور، سينزل الثلج وستمطر السماء، الامور ستسير كما هي، وحدك الغائبة ومع هذا الغياب سيبقى العزاء الوحيد لنا ولاحبتك انك انت الشمس والثلج والمطر، انت الفرح والحب والامل الذي لا ينتهي.
وداعا أمي، لا بل الى اللقاء في احضان الآب السماوي والى ذاك الوقت ارجوك امي لا تغيبي، فانت الصلاة التي سأبقى أرددها انا واخوتي ووالدي، ونحن سنبقى الورد الذي حرصت مذ زرعته في هذه الحياة ان نكون الرائحة الفواحة في كل عمل خير سنقدمه .
وداعًا أمي، لكنني أعلم أنه ليس وداعًا نهائيًا. أنتِ حاضرة في قلوبنا، في ذكرياتنا، وفي كل لحظة من حياتنا. ورغم غيابك الجسدي، ستظل روحك معنا، تُعطينا القوة التي تحتاجها أرواحنا المنهكة. سنحمل في قلوبنا دروسك وقيمك، وسنستمر في الحياة كما علمتنا، نواجه التحديات بابتسامة، نحب بصدق، ونتحمل الصعاب بصبر.