أخبار كندا

قلق في كندا من تبعية قطع غيار طائرات F-35 للولايات المتحدة

يُثير الاتفاق المتعلق بامتلاك كندا لطائرات F-35 جدلًا جديدًا، بعد الكشف أن قطع غيار هذه الطائرات ستظل مملوكة للولايات المتحدة حتى لحظة تركيبها فعليًا على الطائرات الكندية.

وفي ظل تزايد التوترات مع واشنطن، يرى خبراء الدفاع أن هذا النموذج يهدد سيادة كندا واستقلالها العسكري.

وقال ستيفن سيدمان، رئيس قسم الشؤون الدولية بجامعة كارلتون: “أحد أبرز أسباب شراء F-35 كان ضمان الوصول إلى قطع الغيار لمدة 40 عامًا… الآن هذا الضمان أصبح موضع شك”.

ويرى الخبراء أن المشكلة ليست في الطائرة ذاتها، بل في نظام تشغيلها واعتماديتها الكاملة على الولايات المتحدة.

فبحسب القائد السابق للقوات الجوية الملكية الكندية إيفان بلوندان، فإن تشغيل طائرات F-35 يتطلب موافقة أمريكية مستمرة على مستوى البرمجيات، التحديثات، الصيانة وحتى الذخيرة.

وأضاف بلوندان في منشور على منصات التواصل: “لا يمكن لأي دولة أن تُشغّل طائرات F-35 على المدى الطويل دون موافقة أمريكية، ما يضع سيادتنا في خطر دائم”.

أول دفعة من الطائرات تصل في 2026

وقد التزمت كندا بشراء 16 طائرة F-35 من شركة “لوكهيد مارتن” بتكلفة تقارب 85 مليون دولار أمريكي للطائرة الواحدة، على أن تُسلَّم الدفعة الأولى في عام 2026 إلى قاعدتي كولد ليك في ألبرتا وباغوتفيل في كيبيك.

والطائرات الجديدة ستحل محل الأسطول القديم من طائرات CF-18، الذي دخل الخدمة عام 1982.

وتشير تقارير أمريكية إلى أن كل قطع الغيار الخاصة بطائرات F-35 التي تشغلها الدول الحليفة يتم إدارتها كمخزون عالمي مشترك، لكنها تظل ملكًا للبنتاغون حتى لحظة استخدامها فعليًا، ما يُعقّد قدرة الدول على التصرف بحرية.

ورغم أن الحكومة السابقة أعلنت نيتها شراء 88 طائرة F-35 بقيمة إجمالية تتجاوز 19 مليار دولار، إلا أن رئيس الوزراء الحالي مارك كارني أمر بمراجعة الصفقة.

وقال كارني في تصريحات صحفية: “نحن نُسلَّم بعض الطائرات بموجب العقد الحالي، لكننا نراجع الشق المتبقي من الصفقة لضمان القيمة مقابل المال ومراعاة المصلحة الاقتصادية والسيادية لكندا”.

وفي تطور لافت، أُثيرت انتقادات في الدنمارك بعدما نقلت واشنطن قطع غيار من قاعدة دنماركية إلى إسرائيل، وسط تقارير عن استخدام تل أبيب للطائرات في حرب غزة.

وأكد نواب دنماركيون أن بلادهم لا تملك حق الاعتراض على مثل هذه التحركات.

وحذّر راسموس يارلوف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الدنماركي: “الولايات المتحدة يمكنها ببساطة تعطيل الطائرات عبر وقف تزويدها بقطع الغيار. يمكنني بسهولة تصور سيناريو تطالب فيه واشنطن بغرينلاند، وتهدد بتعطيل سلاحنا الجوي إذا رفضنا”.

هل حان وقت البحث عن بدائل؟

يقول القائد الكندي السابق بلوندان إن كندا يجب أن تفكر في أسطول مختلط يشمل مقاتلات أوروبية مثل “رافال” الفرنسية أو “غريبن” السويدية، معتبراً أن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة في ظل التغيرات الجيوسياسية أمر غير مسؤول.

لكن في المقابل، يرى سيدمان، مدير شبكة الدفاع والأمن الكندية، أن تغيير الطراز الآن سيكون مكلفًا ومعقدًا للغاية، مؤكدًا أن كندا عالقة بين الخيارات السياسية والواقعية الدفاعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى