كريستا ماريا أبو عقل بخطى ثابتة نحو الفوز في ’’ذا فويس‘‘ في كيبيك

حتى تاريخ الأحد 26 آذار / مارس، كانت كل مُشاركات كريستا ماريا مسجلة مسبقا. علما أن الغناء المباشر ليس أمرا مستحدثا في عمرها الفتي، بل هي تعودت منذ نعومة أظفارها على اعتلاء المسرح كمرنمة للألحان الكنسية في شكل خاص. وقد تابعت في هذا النشاط في مونتريال منذ هجرة العائلة إلى كندا عام 2018. وبعد استحواذها على قلوب مستمعيها من أبناء الجالية اللبنانية والعربية، كبر طموحها وكبرت معه دائرة الإعجاب بصوتها لدى الكنديين أيضا.

تنافس على ضم كريستا ماريا إلى فريقه الفنانان ماريو بيلشا وكورنايل. وكان هذا الأخير أول من أطلق الجرس وأدار الكرسي الأحمر الجالس عليه ليرى وجه التي فتن بصوتها، تبعه ماريو بيلشا، ليطلب كل منهما من الصبية المتبارية الانضمام إلى فريقه.

اختارت كريستا ماريا كورنايل غير آبهة بغَزل بيلشا لها ولكل بنات لبنان ’’الحلوات مثلها‘‘ كما قال، هو الذي غنى، تيمنا بلبنان، رائعته ’’أرز لبنان‘‘.

’’لم أختر ماريو بيلشا لأنني اخترت كورنايل‘‘، أجابت كريستا ماريا بذكائها المعهود، محاولة في كل الأسئلة التي طرحتها عليها في منزلها بين أفراد أسرتها أن تجيب برَويةٍ وحكمة وحنكة وعمق، مبتسمة مازحة ضاحكة بكل خفة و’’هضامة‘‘.

إن ما قاله بيلشا مقنع جدا، فقدت التركيز للحظات وكنت في حيرة من أمري، ولكني منذ البداية أميل لكورنايل، ليس لأنني لا أريد ماريو، ولكن الحقيقة أن أسلوب كورنايل يشبهني أكثر ويصب في خياري الموسيقي.

إحاطة العائلة للموهبة

يقدم أفراد عائلة وليد ابو عقل كل الدعم لابنتهم التي تعتبر نفسها محظوظة لأنها الوحيدة بين المشاركين في البرنامج التي يصطحبها والداها إلى بلاتوهات التصوير في كل مرة وتربطها بهما علاقة خاصة، ’’لدرجة أن هذا الأمر أصبح محط نكتة وهزل من قبل الآخرين، أما أنا فأجده مدعاة فخر واعتزاز ورعاية خاصة أحظى‘‘، تقول ابو عقل.

تشرح المتحدثة أن والدتها كانت أول من شجعها على التخصص في الموسيقى في الدراسة ما بعد الثانوية أولا ومن ثم الجامعية، وبعد تردد في البداية، انتهى الأمر بوالدها أيضا بتشجيع موهبة ابنته.

عندما غنيت في أول أوديشن باللغة العربية كنت متوترة جدا ولكن ما أن بدأت أسمع تعليقات أهل كيبيك المشجعة، هم الذين راق لهم غنائي بلغة الضاد، حتى سيطر علي شعور بالارتياح لهذا الدمج بين الشرقي والغربي.

ساعدت جاكلين جابر ابنتها كريستا ماريا في اختيار التوليفة الموسيقية المزدوجة التي تراعي المعنى والمبنى على حد سواء في الكلمات والأنغام، والتي ستكشفها لجمهورها يوم الأحد المقبل فحسب.

قامت كريستا ماريا بنفسها بكتابة كل نوتات الأغنيات لكل الآلات ووضعت توزيعا جديدا ساعدها فيه أستاذ البيانو وكورنايل كما اجتهد الموسيقيون في تكييف العزف مع نوتاتها.

حظوظ الفوز

تتابع كريستا ماريا ابو عقل للسنة الثانية دراستها في جامعة مونتريال في أصول العزف و الغناء وهي تكتب النوتة وتضع التوزيع الموسيقي وترافق الصوت بالعزف على آلة البيانو. كما لها تجارب في كتابة وتلحين الأغنيات باللغة الفرنسية. يقول مدربها كورنايل: ’’إننا نشهد ولادة نجمة بحضور فني متكامل‘‘. وما غناؤها بالعربية إلا إضافة محببة إلى قلب هذا المدرب الرواندي الأصول الذي عاش بدوره ويلات الحرب في بلده الأم على غرار تلميذته.

من جانبها، تؤكد كريستا ماريا أن ’’كل مشترك لديه موهبة مختلفة عن المشترك الآخر، لذا لا مجال للمقارنة بيننا، لا أحد أفضل من أحد، إذا كنت أتميز في أداء الجاز والشرقي، فغيري يتميز في أسلوب غنائي آخر. الكلمة الفصل هي للجمهور وكورنايل، وأنا راضية بحكمهما‘‘.

مهما كانت النتيجة، فإنني سأكون مسرورة بما حققته وبأنه كان لي الحظ في التدرب على يدي كورنايل […] الشهرة ليست على الإطلاق هدفا أصبو إلى تحقيقه بل إنما غايتي هي تقديم فنٍ راقٍ أصيل يُهذّب الأسماع.

(في الرابط مداخلة لنائب حزب المحافظين في برلمان أوتاوا زياد أبو لطيف يشير فيها إلى أن موهبة ’’كريستا ماريا أبو عقل تعتبر قيمة مضافة لكندا‘‘. يضيف ’’شاهدت كريستا ماريا التي ولدت مثلي في لبنان، تقدم عرضا في ’’ذا فويس كيبيك‘‘، تغني باللغتين العربية والفرنسية، فهذه الشابة ذات العشرين عاما فقط هي حالة موسيقية فنية لا يستهان بها[…] لقد تشرفت بلقاء اسرة كريستا ماريا قبل 4 سنوات عندما وصلت الى مونتريال، وقد كان من دواعي سروري أن أرى نجاح كريستا ماريا الذي يعدّ جزءا من مستقبل وتاريخ موسيقانا في كندا‘‘).

’’كسر عضم‘‘

تحظى موهبة كريستا ماريا بتغطية إعلامية واسعة النطاق في بلدها الأم لبنان كما يتفاعل رواد مواقع التواصل من أصول لبنانية وعربية في كندا وفي لبنان مع الصوت الواعد ويقوم هؤلاء بمشاركة كل التفاصيل المتعلقة بالمنافسة التي تخوضها في ’’ذا فويس‘‘.

تقول ابو عقل ’’إن هناك عناصر كثيرة تتضافر من أجل تحقيق الفوز، هناك الموهبة والكفاءة وهناك أيضا الحظ ودعم الجمهور‘‘.

من جهتها تعتبر جابر أن ابنتها أوفت بعهدها أمام نفسها في تقديم الأفضل لديها واليوم أتى الوقت أن ينصفها الجمهور. ستشهد حلقة الأحد المقبل ’’كسر عظام‘‘ على حد تعبيرها، لأن المنافسة قوية ويجب عدم تفويت فرصة التصويت أكان لابنتها أو لغيرها من المتبارين. ’’فهؤلاء من حقهم علينا أن ندعمهم بعد كل المجهود الجبار الذي قاموا به‘‘، تقول صاحبة الموقع الإخباري الإلكتروني في كندا ’’الكلمة نيوز‘‘ الصحافية جاكلين جابر.