جاليات

قريبا….ساحة الاغتراب اللبناني بتوقيع الجامعة الثقافية في بريتش كولومبيا

عشرون عاما من العمل الدؤوب والمتواصل وساعات من الجهود والاصرار على تحقيق الحلم وتحويله الى حقيقة والذي بات اليوم مرآة حضارتنا وثقافتنا في بلاد القيقب وتحديدا في Centennial  park فكتوريا كندا، اما عنوان الحدث فبكل فخر “ساحة الاغتراب اللبناني” الذي وبالتأكيد سيكون احدى البصمات الرائدة للبنانيي الانتشار الذين ساهموا ومنذ بدايات وصولهم الى هذه البلاد بتحقيق النجاحات واختراق اسواق العمل وعلى تعددها هم الذين اعتادوا زرع اسم بلادهم الام في كل المحافل الدولية.

وتعود فكرة النصب التذكاري للمغترب اللبناني لمجموعة من اللبنانيين مسؤولين واعضاء في مجلس الجامعة الثقافية في بريتش كولومبيا بهدف ابراز اهمية الحضور الثقافي اللبناني في المنطقة وتذكير الأجيال المتحدرة بعادات وتقاليد وموروثات الأجداد، كما المحافظة على هذا الإرث الغني منعًا لإندثاره ولشكر الحكومة الكندية لحسن استقبالها للبنانيين منذ اول اغترابهم ولليوم.

وسط البارك التابع لبلدية فيكتوريا شيدت ساحة الاغتراب اللبناني على شكل مدرج روماني يتربع التمثال في الوسط تحيط به لوحات ثلاث تمثل الانتشار اللبناني في العهد القديم، استنادا الى الابحاث التاريخية التي قام بها الراحل الدكتور انطوان خوري حرب، -حجارتها من بلدة جزين كما هو حال نحاتها جوزف غانم الجنوبي الهوا والهوية، والذي تفنن بابراز المعلومات والفن الاصيل هو المتخصص بالنحت الفينيقي والرسم على انواعه يقول احد عرابي المشروع القنصل الفخري في المقاطعة الدكتور نك قهوجي.

سألناه عن بدايات واهداف المشروع أجاب قائلا: “عشرون عاما ونحن نعمل على تنفيذ هذا المشروع الضخم، في العام 2009 انجزنا العمل على التمثال وتم وضعه في شارع دوغلاس على زاوية احد الفنادق العائدة ملكيته لرجل لبناني، وفي العام 2022 تمّ نقله الى ساحته حيث انتظرنا زوال جائحة كورونا لنكمل العمل على اللوحات والتي باتت اليوم بأبهى حلتها تنتظر معنا الافتتاح الرسمي الذي حددناه في 24 سبتمبر المقبل باذن الله وسيتم هذا الحدث الهام بحضور شخصيات رسمية كندية ولبنانية ووفود شعبية”، حيث سيفتتح الساحة السفير اللبناني في اوتاوا فادي زيادة يشاركه ممثل حكومة المقاطعة ومختار مدينة فكتوريا.

وأضاف قهوجي قائلا: “والتمثال الصامد في الثلج والبرد كما في الحرارة المرتفعة يشبه التمثال الموجود في منطقة البور وسط بيروت والذي صنع في المكسيك على يد الفنان الراحل رامز بركات والذي تمثل لوحاته الفينيقية الثلاث، الاولى الاميرة الفينيقية يوروب والاله اليوناني زوس، والثانية الرحالة الفينيقيين الذين جابوا البحار لبناء المستعمرات الفينيقية فيما تمثل الثالثة الامير الفينيقي قدموس يعلم الابجدية الى اليونانيين والذين اوصلوها بدورهم للاتين ومنهم الى كل دول العالم”.

هذا ويذكر انه تمّ وضع اربع لوحات برونزية عند قدمي التمثال الاولى لشكر دولة كندا التي احتضنت اللبنانيين مذ وصول اول المنتشرين رشيد وفارس الراعي الذين قدموا من زحلة الى فكتوريا في العام 1888، والثانية تشرح اهمية تمثال المغترب وتشكر السيدة هيلين المر التي قدمت هذا التمثال تكريما لزوجها الراحل جورج المر الذي كان قد عمل بكل جهد لانجاز هذا المشروع قبل ان توافيه المنية، والثالثة وهي لوحة الافتتاحية وتحمل اسماء رسميين فيما تحمل اللوحة الرابعة اسم عائلة فارس المتحدرة من القرعون والتي قدمت المقعد النصف دائري في الحديقة.

وأكد امين الصندوق والمسؤول عن تنفيذ المشروع جان بدر ان “المشروع سيكون جاهزا قبل التدشين باذن الله وان العمل جار على انهاء التفاصيل الصغيرة في الاسبوعين المقبلين” فيما اكدت رئيسة مجلس الجامعة الثقافية في بريتش كولومبيا السيدة كارلا ظريفة ان الدعوات الشعبية والرسمية ستكون في متناول الجميع آملة ان يكون الحضور كبيرا نظرا لاهمية الحدث.

يذكر ان تمثال المغترب اللبناني في كندا يحظى بأهمية واسعة وبحضور متواز في ما بين المقاطعات، فالتمثال الذي عمل على وضعه شرق كندا وتحديدا في هاليفاكس القنصل الفخري في المقاطعة وديع فارس ها هو التمثال الثاني يتربع في ساحة تراثية اشبه بمتحف  musée ouvert على عرش المدخل الغربي لكندا وتحديدا في فيكتوريا برعاية القنصل الفخري نك قهوجي، وهو ما يؤكد اهمية الدور الذي كان ولما يزل يلعبه اللبناني في كندا وغيرها في الكثير من بلدان الانتشار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى