جاليات

ناصيف في قداس الفصح: “المسيح قام، وكل شيء تبدل وتغيّر”

ترأس الاكسرخوس الرسولي للسريان الكاثوليك في كندا بولس انطوان ناصيف قداس أحد القيامة في كاتدرائية سانت افرام للسريان الكاثوليك في لافال عاونه في الخدمة الاب ايلي يشوع وبحضور حشد غفير من المؤمنين.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران ناصيف عظة جاء فيها:

“المسيح قام، وكل شيء تبدل وتغيّر.

أحببت هذه السنة أن اتأمل معكم في مشهد النسوة او المريمات اللواتي ذهبن باكراً الى القبر يوم الاحد ليحنّطن جسد يسوع بعد موته. تلك المريمات كنّ قد رافقنَ يسوع في مسيرته نحو اورشليم وقد شاهدنَ معجزاته وسمعنَ حديثه عن موته وقيامته في اليوم الثالث. فماذا جئنَ يطلبن في القبر؟ هل نسينَ ما قاله وما فعله أمام أعينهنّ؟

لقد اخطأت المريمات العنوان لانهن بالفعل كنَّ ذاهبات ليحنّطن يسوع المائت، وقد فاتهنّ انه هو الحي والمحيي، لقد غاب عنهن ان “فيه كانت الحياة … وبه كان العالم” (يو 1\4و10 )، لقد نسينَ تماماً كيف أقام لعازر قبل أيام قليلة وصرّح انه هو القيامة والحياة ومن آمن به وان مات فيحيا (يو 11 \ 25 ).

لقد اتت النسوة لاتمام عمل طقسي صباح الاحد، لم يخطر ببالهن ان يرين الحجر مدحرجاً والقبر فارغاً، لقد فاتهن الحدث “انه حي”. لذلك لم يتوقعن السؤال “لماذا تطلبن الحي بين الاموات”؟

صباح كل احد، يتوافد المسيحيون الى الكنيسة لاتمام الطقوس عمن يبحثون؟ هل يبحثون عن الحي؟ ام يريدون اتمام الواجب؟ هل يأتون للقاء القائم من الموت، ام لاشباع روح التديّن ؟

من المؤسف حقاً الا نلتقي بالمسيح الحي ربّ الحياة وواهبها. من المؤسف ان نخطئ العنوان فنسعى وراء الحياه في الاماكن غير الصحيحة: في الممتلكات، في الاشخاص، في المناصب، في الفلسفة والتدين والطقوس… لماذا نبحث عن الحي بين الاموات؟ لماذا نطلب الحياة من عالم مريض لا يسعى الا للكسب على حساب شعوب وافراد وأطفال ورضّع وأجنّة؟ لماذا نبحث عن الحياة في عالم تتمرجح فيه القيم بحسب الاهواء والميول؟ لماذا ننشد الحياة لدى من يرفض ربّ الحياة ولا يؤمن الا بقدراته المحدودة؟ ماذا ننتظر او نتوقع ان نرى؟ لماذا نبحث عن الحيّ بين الاموات؟

لقد قام المسيح وكل شيء تبدل وتغيّر. تبدّلت وجهة حياتنا، فما عدنا نسير باتجاه الموت، بل صار الموت وراءنا وأصبحت الحياة وجهة مسيرتنا. لقد تغيّرت رغباتنا، فما عدنا نرغب بالزائل والفاني، بل نرغب بملء الحياة التي وهبنا اياها القائم من الموت ومحيي الجميع.

المسيح قام، حقاً قام.

وختم القداس بشعاع دوراني وسجود حتى الساعة الثانية صباحًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى