أخبار دولية

واشنطن لطهران: الكرة في ملعبكم الآن

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، «مصمم على أن لا تحصل إيران على سلاح نووي»، معتبراً أن «الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لمنع حصول ذلك».

وقال سوليفان إن طهران لم ترد بعد على عرض الولايات المتحدة للدخول في حوار بوساطة أوروبية، مضيفاً: «لكن إيران هي المعزولة دبلوماسياً الآن – وليس الولايات المتحدة – والكرة في ملعبها الآن».

وأكد أن «بايدن لا يزال مستعداً للتفاوض على العودة للاتفاق النووي مع إيران».

وقال سوليفان إن بايدن «مستعد للجلوس والتحدث إلى الإيرانيين بشأن كيفية إعادة فرض قيود صارمة على برنامجهم النووي.. هذا العرض ما زال قائماً، لأننا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتناول المسألة».

وتأتي تصريحات سوليفان بينما أعلنت إيران أنها أجرت مباحثات «مثمرة» أمس مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يزورها قبل يومين من بدء تطبيق قانون يقلّص عمل المفتشين الدوليين، بحال عدم رفع العقوبات الأميركية.

كما يأتي التصريح الأميركي عشية الخطوة الإيرانية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ غدا، وهي في إلغاء البروتوكول الإضافي ووقف عمليات التفتيش النووي.

وصرح سوليفان، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» أمس: «ما قلناه مرارا هو أن الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى التزامها في حال عادت إيران إلى الامتثال لشروط الصفقة».

لكنه أضاف: «بصراحة، يتمثل أحد المخاوف الآن في أن إيران تهدد مسبقا بالتخلي أكثر عن تطبيق التزامها، وقد رفضت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العمل الذي تحاول القيام به لضمان عدم استخدام برنامج إيران لأغراض صناعة الأسلحة».

من جهة ثانية، شدد سوليفان على أن واشنطن لن تقبل باستمرار إيران «في احتجاز رهائن أميركيين بطريقة غير عادلة وغير قانونية» مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بدأت اتصالات مع إيران بشأن أميركيين تحتجزهم طهران.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده قال ردا على تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي «هذا الخبر كما ورد غير صحيح ولا يوجد حوار مباشر بين إيران والولايات المتحدة في أي مجال».

وكان موقع إخباري إيراني تابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قال في وقت سابق إن أي اتصال بين طهران وواشنطن بشأن الأميركيين المحتجزين في إيران تم عبر السفارة السويسرية التي تدير المصالح الأميركية وليس من خلال أي اتصال مباشر.

ونقل الموقع عن مصدر لم يسمه القول أن «الحكومة الإيرانية لم تناقش قضية المحتجزين الأميركيين مع واشنطن. جميع الرسائل تم تبادلها عبر السفارة السويسرية في طهران».

وفي موازاة التصريحات اليومية بين واشنطن وطهران التقى رافايل غروسي، مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أمس رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، وبعده وزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وأعلن غروسي أنه «تم التوصل إلى اتفاق مؤقت لمواصلة أنشطة التفتيش في إيران لمدة 3 أشهر».

وقال في مؤتمر صحافي في طهران إن زيارته إلى إيران السبت والأحد «كانت جيدة».

وأكد غروسي «التوصل إلى اتفاق على عدد من القضايا الفنية مع إيران».

وشدد على حرص الوكالة على «إلزام إيران بمواصلة عمليات التفتيش»، مشيرا إلى أن الوكالة «لا شأن لها بالمفاوضات السياسية مع إيران».

وقال مدير الوكالة إنه «سيتاح لمفتشي الوكالة الوصول إلى منشآت إيران النووية».

وردا على اسئلة الصحافيين، أفاد غروسي أنه «سيتم وقف العمل بالبروتوكول الاضافي من ٢٣ الجاري»، موضحا أنه «لن يكون لنا وصول بالشكل نفسه لعمليات التفتيش كما كان مسموحا لنا من قبل».

من جهته، قال كاظم غريب آبادي، سفير طهران لدى الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها، «إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرتا مباحثات مثمرة مبنية على الاحترام المتبادل»، وذلك عبر تويتر بعد حضوره اجتماع صالحي – غروسي.

ونشر آبادي صورتين من الاجتماع الذي عقده غروسي مع صالحي، وعلق بقوله إن «إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرتا مباحثات مثمرة مبنية على الاحترام المتبادل، وسيتم نشر نتيجتها هذا المساء».

وسبق لإيران التأكيد أن تنفيذ قرار مجلس الشورى لن يؤدي إلى وقف عمل المفتشين بالكامل أو طردهم، وهو موقف أعاد ظريف تأكيده أمس، محذراً في الوقت نفسه من أن طهران ستواصل خفض التزاماتها ما لم يعد الأطراف الآخرون إلى التزاماتهم، خصوصا رفع العقوبات.

وكان عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني قد أعلن أمس الأول، أن بلاده ستوقف العمل بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي في 23 الحالي ما يعني خفض إمكانيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من مدى التزام إيران ببنود الصفقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا يبدو أنها سترفع عقوبتها على بلاده.

لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحدث أمس عن إمكانية العودة عن الإجراءات التي اتخذتها بلاده خارج بنود الاتفاق النووي مقابل التزام الأطراف الأخرى.

وقال إنه يمكن بدء المحادثات مع واشنطن عندما تفي جميع الأطراف بالتزاماتها في الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن إيران ستتراجع بسرعة عن خفض التزاماتها إذا التزمت بقية الأطراف بالاتفاق.

وأضاف ظريف أن أي محادثات مرتقبة بشأن الاتفاق النووي لن تؤدي إلى أي تغييرات في شكل ومضمون الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن إنهاء عمليات التفتيش المفاجئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية لا ينتهك الاتفاق النووي، مؤكدا أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وليس لديها ما تخفيه، حسب تعبيره.

وهاجم ظريف في مقابلة مع قناة «برس تي في» الإيرانية الحكومية، مواقف بايدن، قائلا «إنه يعلن معارضته لسياسات دونالد ترامب، لكنه في الواقع يتبعها».

وأضاف: «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنضم إلى الاتفاق النووي ما لم ترفع العقوبات. يجب رفع جميع العقوبات».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى