جاليات

هنادي سعد في يوم المرأة العالمي: المراة لا تحتاج ليوم للإحتفال فهي سر من أهم أسرار الحياة

إمرأة إستثنائية، مثابرة، ناجحة، تعرف ماذا تريد، إن حدّثتها فهي ملكة، وإن تناقشت معها فهي بالتأكيد أيضًا ملكة، إمرأة تحمل قلبًا من ذهب ولسانًا ناطقًا بالحق والجمال. هي هنادي سعد الناشطة النشيطة، المليئة بالتحديات على أمل تحقيق الذات وترك بصمة قد تكون قدوة وملهمة للكثير من النساء.

التقيناها في يوم عيدها، عيد المرأة العالمي في حديث فيه الكثير من اللطف الصادق والأكثر من الثورة على الظلم والخوف واللاستسلام، في حديث شائق هذا نصه:

  • بداية لنتعرّف على هنادي سعد المرأة الإنسان؟

هنادي سعد، لبنانية الأصل، أنتمي إلى كندا منذ العام 1991، صديقة الأطفال خصوصًا ذوي الحاجات الخاصة الذين أتعلّم منهم الكثير مثلما أُعلّمهم، ومؤسسة ورئيسة جمعية Justice Femme, Femme pour le Dire, Femme pour Agir، ناشطة حقوقية جاليوية وأُعنى بشؤون المرأة والدفاع عن قضاياها.

  • ثائرة أنتِ، وكأنك تحملين نقمة ما؟ هل هذا وليد شخصية هنادي أم وليد ظروف معيّنة؟

إنها الكل من الكل، فأنا ثائرة على التقاليد البالية، على خنوع المرأة لرأسمال ذكوري قد يدمّر حياتها، رافضة للخضوع ولكل القيود والسلاسل الموضوعة في أعناق النساء بحجة أن الرجل هو صاحب السلطة. هذه أنا، إنسانة حرّة وأُنادي دائمًا بالحرية.

  • لكِ الكثير من المواقف الشجاعة والتي وضعتك في قائمة الـ 25 امرأة مؤثرة في المجتمع الكندي في العام 2020، أخبرينا عن هذه التجربة الرائدة؟

في الحقيقة يحتل موضوع حقوق الإنسان عمومًا والنساء خصوصًا صدارة أولوياتي الدفاعية، وسبق أن كان لي صولات وجولات في هذا الشأن منها خوض حملة عالمية على قانون العلمانية أو ما يعرف بقانون 21 الذي يحظّر على النساء ممارسة حقوقهنّ كما حجب الرموز الدينية من بعض الوظائف ذو السلطة القسرية ما دفعني إلى عقد العديد من المؤتمرات الصحفية شرحت فيها موقفنا كجمعية “عدالة المرأة” من الموضوع، مقرونة بدراسات معمّقة رفعتها إلى البرلمان الكندي أكدت فيها أن ما يجري إنما هو بحق ضد ميثاق حقوق الإنسان الكيبيكي والكندي.

من جهة ثانية، وقوفي الواضح والصريح ضد العنصرية المؤسساتية المقرونة ببراهين ودراسات تؤكد سيطرتها ما أدّى إلى إقرار الشرطة وبلدية مونتريال بهذا النوع من التحريض العنصري على أمل أن تقر الحكومة به في أقرب فرصة ممكنة، فلهذه الأسباب ولغيرها الكثير قد تمّ اختياري من بين ال 25 امرأة مؤثرة في المجتمع الكندي وهو أمر يحمّلني مسؤولية كبيرة لمتابعة رسالتي الدفاعية الكبرى بنفس الخط وبنفس الإتجاه.

  • مسؤولياتك كبيرة وكثيرة، ما هي الصعوبات التي تواجهينها وبالتالي كيف توفّقين بين عملك ونشاطاتك وأكيد أمومتك؟

هناك أولويات رسمتها في حياتي أنظّم وقتي وفق تداعياتها، واليوم وبعد أن كبر الأولاد باتت الأمور أسهل أمامي.

أنا إنسانة عقلانية وعاطفية، منطقية وأعمل على إيجاد التوازن الدائم في يومياتي ومن أهم ايجابيات عملي اني أقوم به من البيت.

أما عن الصعوبات التي أواجهها فحدّثي ولا حرج، لكن بالعقل والمثابرة أستطيع وكالعادة تخطّيها كما وبالإيمان والتفاؤل كسرت الحواجز الصعبة والحمدلله ما من أمر يعيقني لإحقاق الحق والدفاع عن مظلوم خصوصًا وأن موضوعات بهذه الحساسية قد تفقدك السند الذي تحتاجينه لإكمال مسيرتك إما خوفًا أو استسلامًا ما يحتّم عليّ الإكمال إلى الأمام، فمَن معه الله معه كل شيء.

  • صفي نفسك بإيجاز؟

إنسانة لا تدخل ضمن أي قالب وتحت أي ضغط كان، قد أحارَب من الجميع، وأفكاري لا تتناسب مع كثيرين، امرأة حرّة أفكر بطريقة واضحة وجريئة، وقد يقال انني أنتمي لعالم آخر وهذا لا يزعجني إطلاقًا، فبعد الضغوط الشخصية والمحيطية الهائلة التي تعرضت لها استطعت أن أكون أنا ومع وفي العالم الذي يشبهني.

كنت ولا زلت ضد الظلم ولأجل الحرية سأدافع حتى الرمق الأخير، فصفة المرأة الحديدية تلازمني منذ زمن ولن أخذل من منحني لقبها وما أكثرهم وأكثرهنّ.

  • ما سر قوّتكِ هذه وما الذي يخفيه تفاؤلك الدائم؟

تفاؤلي يعود إلى كثرة التجارب التي مررت بها، والتي طعّمت حياتي بثبات ونضوج، فلكل مشكلة حل في نظري ولا لليأس في نضالي.

أنا امرأة الإبتكار المجاني ومن مهماتي إدخال الفرح والسعادة إلى قلوب الناس، ولن أخفيكي سرًا إن قلت انني استطعت كـ “ماما نويل” ليلة عيد الميلاد المجيد، هذا العام ، ورغم ظروف الحجر المفروضة أن أُدخل البسمة إلى قلوب كبارنا بحفلات “شوارعية” أقمتها لأجلهم منعًا من اليأس في هذه الليلة المجيدة.

  • يقال وراء كل رجل عظيم امرأة، ووراء نجاح المرأة من؟

وراء كل امرأة ناجحة “نفسها”، أوَ ليست هي التي تهز المهد بيمينها فيهز العالم بيسارها؟

  • ختامًا ما الذي تقوله هنادي في يوم المرأة العالمي؟؟؟

المرأة لا تحتاج ليوم تحتفل فيه بعيد خاص بها، فهي سر من أهم أسرار الحياة.

في هذه المناسبة اليوم أود أن أقول يكفي أن تثق المرأة بنفسها وتبعد شبح الخوف عن حياتها حتى تجترح المعجزات، “لا تستخفّي بقدراتك ولا بقوتك فأنت قادرة أن تتركي بصمة وعليك أن تسعي دائمًا، والنجاح حليف دائم لك باذن الله وباجتهادك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى