أخبار دولية

مشروع قانون في فرنسا لمكافحة “النزعات الإنفصالية”.. ماكرون: الإسلام يمرّ بأزمة اليوم!

اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّ الدين الإسلامي يمرّ “بأزمة في كل مكان في العالم اليوم” مرتبطة بـ”التوترات مع الأصوليين”.

وقال ماكرون في مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، إنّ “الإسلام دين يمر اليوم بأزمة في جميع أنحاء العالم، ولا نراها في بلادنا فقط”، مشدداً على كونها “أزمة عميقة مرتبطة بالتوترات بين الأصولية والمشاريع الدينية والسياسية التي… تؤدي إلى تصلب شديد للغاية”.
وفي تصريحاته التي نقلتها الوكالة الأوروبية “يورونيوز” ووكالة “فرانس برس”، رأى ماكرون أنّه على الدولة الفرنسية “مكافحة الانفصالية الإسلاموية”، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تأسيس مجتمع مضاد، داعياً في الوقت عينه إلى “فهم أفضل للإسلام” وتعليم اللغة العربية.
وأضاف: “هناك في هذا الإسلام الراديكالي، الذي هو صلب موضوعنا… إرادة علنية لإظهار تنظيم منهجي يهدف إلى الالتفاف على قوانين الجمهورية وخلق قانون موازٍ له قيم أخرى، وتطوير تنظيم آخر للمجتمع”.
كما أضاف أنّه على كل جمعية ومؤسسة تطلب تمويلاً حكومياً أن توقع على “ميثاق علماني”.
ويطرح ماكرون، مشروع قانون جديد لمكافحة النزعات “الانفصالية” في بلاده، وعلى رأسها ما يُصطلح عليه بـ”الانفصالية الإسلامية”.
وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فإنّ الأوساط المدافعة عن مشروع ماكرون تردّد بأن الغاية من التشريع الجديد هي “حماية قيم الجمهورية” ومحاربة الذين يريدون الانفصال عن قيم البلاد وفرض قيمهم، ومكافحة النزعات العنصرية. وبالتالي، فإن القانون الجديد يهدف إلى إعادة ضبط التصرفات بما ينسجم ومبدأ العلمانية في البلاد حتى لا يفرض أحد قوانينه على فرنسا، على حد قولهم.
ويثير هذا المشروع، الذي سيُعرض على مجلس الحكومة نهاية العام الجاري، وعلى البرلمان للتصويت في شباط المقبل، الكثير من الجدل والمخاوف في أوساط مسلمي فرنسا الذين يخشون أن يكونوا المستهدفين من التشريع الجديد. لذلك، في يوم 18 من شهر أيلول الماضي، زار وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، “جامع باريس الكبير” والتقى بعدد من مسؤولي الجالية الإسلامية في البلاد، ووعدهم بتوخي الحوار والتشاور بشأن قانون مكافحة “النزعات الانفصالية”.
ويُنتظر أن يتشكل مشروع القانون الجديد من 4 محاور رئيسية هي: التذكير بالمبادئ الكبرى للعلمانية، والكرامة الإنسانية المرتبطة بالحقوق كالمساواة بين الرجال والنساء، والتعليم وما يتعلق بمكافحة المدارس غير النظامية، ودفع الإسلام في فرنسا إلى الالتزام بقانون سنة 1905 حول العلمانية.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، الذي قال إن اسمه العربي هو موسى وإن جده مهاجر مسلم، قد استبق الإعلان عن مضمون مشروع القانون بالطمأنة عبر القناة الإذاعية “فرانس إنتر” مؤخرا، بأن التشريع الجديد يهدف إلى محاربة “أعداء فرنسا من الإرهابيين”.
وأضاف أن المستهدفين هم كل الذين يهددون “… النموذج الفرنسي لحرية التعبير، وطريقة عيشنا، والطريقة التي نعلّم بها أطفالنا…”. وأضاف أنه “لا يوجد تعارض بين أن تكون مسلما ومواطنا فرنسيا”، لكنه ألح قبل أشهر في مجلس الشيوخ على أن “الإسلام السياسي عدو قاتل بالنسبة للجمهورية”.
من جهته، سبق للرئيس إيمانويل ماكرون، التشديد على أنه “لن يكون هناك أي مكان في فرنسا للذين يحاولون فرض قانونهم الخاص” باسم الدين.
وقال قصر “الإليزيه” في توضيح له بشأن التشريع الجديد، إنّ “أحد أهداف هذا النص هو مكافحة الذين يُحرفون وجهة الدين للتشكيك في قيم الجمهورية”.
يأتي مشروع قانون مكافحة “النزعات الانفصالية” قبل 18 شهراً من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، التي يعتقد مراقبون بأنها محط اهتمام الرئيس ماكرون الذي يريد أن يبدو حريصا على استقطاب أصوات اليمين واليمين المتطرف من دعاة حماية الهوية الفرنسية والسيادة الثقافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى