جاليات

قداس على نية شهداء بيروت في كاتدرائية مار مارون

ترأس راعي الابرشية المارونية في كندا المطران بول مروان تابت يعاونه لفيف من الكهنة، قداسا على نية لبنان بعد الإنفجار الذي هز العاصمة بيروت، في كاتدرائية مار مارون مونتريال، حضره أسقف مونتريال المطران كريستيان ليبين ومساعده المطران آلان فوبير، مطران السريان الكاثوليك في كندا بول أنطوان ناصيف، وزيرة الانماء الإقتصادي واللغات الرسمية ميلاني جولي، عقيلة رئيس وزراء كيبيك فرنسوا لوغو ايزابيل باريز، وزير البيئة يبنوا شاريت، رئيسة بلدية مونتريال فاليري بلانت والقنصل العام في مونتريال السفير أنطوان عيد، وعدد من ممثلي الطوائف والأحزاب اللبنانية.

وفي عظته تحدث تابت عن هول المصيبة التي حلت على لبنان قبل حوالى ثلاثة اسابيع، مشيرا الى “صعوبة التعبير بالكلام عن حجم الكارثة التي تسبب بها انفجار هو الرابع عالميا من حيث الحجم بعد انفجار هاليفاكس في العام 1917، وهو بحجم ربع قنبلة نووية”.

وتساءل عن الاسباب والتفسيرات التي تكمن وراء ما حصل، وقال: “كيف يمكن تفسير أن مدينة عمرها 5 آلاف سنة وكانت فيها أول مدرسة للحقوق في العالم القديم، وعايشت عددا من الحروب لا يحصى، تمحى في ثوان قليلة وتمحو معها ثلاثة عقود من إعادة احيائها؟ كيف يمكن تفسير أن يفقد حوالى 200 شخص، من جنسيات وطوائف مختلفة، بعضهم كندي، الحياة في هذا الانفجار من دون أي إنذار؟ كيف يمكن تفسير حجم الدمار الهائل، وأن يجد 300 ألف شخص أنفسهم من دون أي مأوى في غمضة عين؟”.

أضاف: “أنا أدعوكم اليوم الى رؤية هؤلاء الشباب الذين نزلوا الى الساحات والى شوارع بيروت وبدأوا بعملية التنظيف وإزالة الركام بكل عزم وتصميم على إعادة البناء. هؤلاء هم لبنان الغد الذين ينظفون بالمكانس أطلال الوطن الذي ورثوه. ما يبنيه هؤلاء الشباب ليس شارعا أو مدينة بل قماشا اجتماعيا جديدا، يبنون الامل في نظام يتكون من جديد على قيم المواطنية والقانون. لبنان المتحرر من تمزقات الماضي. ونحن اللبنانيين في المهجر، لا نستطيع إلا أن نرافقهم في هذه المسيرة، ومهمتنا أن نساعدهم على بناء مصيرهم، محررين من كوابيس الماضي”.

وأشار الى عمق الصداقة اللبنانية الكندية التي تعود الى 130 سنة، والنجاح الذي حققته الجالية اللبنانية في كيبك وكندا على كل المستويات، وتوجه بالشكر الى الكنيسة الكاثوليكية في كندا “لقربها الروحي وكرمها الانساني”، معتبرا أن “كندا تستطيع القيام بالمزيد من خلال سياستها الخارجية وصداقاتها الدولية”، وداعيا الحكومة الكندية الى “التشبث بالتزامها الدفاع عن الشعوب ضد الجرائم ضد الانسانية، وأن تساعد هذه الشعوب على مواجهة أوضاعها المهتزة”.

وقال: “أن تكون الجريمة نتيجة عمل مقصود أو لا، نتيجة إهمال أو فساد، لا يهم في هذه المرحلة. وأنا أتخوف من أن يعود لبنان من دون مساعدة كندا والدول الاخرى الى نقاط سوداء في تاريخه تكون لها نتائج كارثية على المنطقة والعالم”.

وأشار الى أن “وضع ميثاق اجتماعي جديد وحده يلبي تطلعات غالبية اللبنانيين”، معربا عن الامل في أن “يكون تشكيل حكومة جديدة على مستوى الانتظارات الوطنية والدولية، وخصوصا حماية لبنان من التطورات الاقليمية”.

شاريت

وكانت كلمة لممثل حكومة كيبيك وزير البيئة بينوا شاريت، ركز فيها على “تعاطف حكومة كيبك مع الشعب اللبناني ومشاطرتها اللبنانيين أوجاعهم، وحضورها القداس عن أنفس الضحايا الذين سقطوا نتيجة الانفجار الذي وقع في بيروت”. ونقل تعاطف وزيرة العلاقات الدولية والفرنكوفونية نادين جيرو مع الشعب اللبناني. وقال: “من دون أدنى شك، بيروت ستقوم من جديد وتتجاوز هذه المحنة كما تجاوزت المحن السابقة عبر تاريخها. وكيبك تقف وستقف دائما الى جانب لبنان في محنته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى