قصص من بلادي

“كفرتيه”أو قرية البدو

من اعداد جورج الزغبي

انقسمت الآراء حول أصول اسم “كفرتيه” حيث إعتبر الدكتور منير معلوف انّ الآراميّون كانو يسمّون البدويّ “طيّ” نسبةً إلى قبيلة ضاربة في مواطنهم معروفة بالكرم. وقد افترض باحثون أن يكون الاسم “كفرطي” أي قرية البدو نسبة إلى هذه القبائل.

بينما اعتبر المهندس راشد نجيم ان اسم “كفرتيه” يعود الى أصول سريانية مرّكب من جزئين ” كفر” والذي يعني “قرية” أو ” حقل” و “رتيّة” والذي معناه حسب جذور الكلمات السريانية ” المهّتز” أو ” الزاحل” وبالإدغام بين الجزئين يصبح الإسم “كفرتيه” اي القرية الزاحلة أو القرية المهتزة نظراً الى طبيعة أرضها الإنزلاقية والزاحلة. ويدعم أصول هذه التسمية استناداً الى التالي:
– تسمية محلّة “الشلقة” لمكان من البلدة تنزلق فيها التربة بإستمرار وبشكل سنوي.
– ما حصل في الماضي من بيوت زحلت من مكانها بسبب انهيار التربة.

نحو العام 1684، سمّم بعض المشايخ الخازنيين لشخص اسمه ضو من فرع فرح المعلوف فلاقى حتفه، واشتد الخلاف بين المعلوفيين والخازنيّين، فتوسط الامير أحمد المعني حاكم لبنان آنذاك وأصلح ذات البين بإعطاء قرية كفرتيه ديّة قتيل المعلوفيين، فانتقل إليها معظم انسباء القتيل. ونحو العام 1730 قتل أبو نجم ناصيف المعلوف من فرع فرح أحد المتاولة الذي كان يعيش في نواحي كفرعقاب وكفرتيه. ووقف له أنسباء القتيل بالمرصاد فرحل إلى الشوف، وتواصل بالشّيخ كليب أبي نكد فأقطعه بعض قرية كفرقطره فبقي فيها نسله إلى اليوم.

كفرتيه بلدة زراعيّة تقع على سفوح صنّين الغربيّة. مناخها معتدل وزراعتها التّفّاح والخوخ والدّرّاق والكرز والخرما. وهي ترتفع وسطيًّا عن سطح البحر نحو 1150 مترًا، وخراجها مقسوم إلى ثلاثة أقسام. اثنان منها متداخلان: قسم في كسروان، وقسم في المتن(كفرتيه المتن وكفرتيه كسروان حاليا). وهناك قسم آخر منفصل كلّيًّا عن خراج البلدة وهو يقع بين قناة باكيش وفقرا في قضاء كسروان. وقد أنشئ في الوادي الواقع بين كفرتيه وبقعاتة كنعان سدّ ضخم للمياه يرتفع نحو 73 مترًا، ويخزّن ما يزيد على كمية 6 ملايين متر مكعب من المياه خلال فترة الشتاء.

مساحة كفرتيه – كسروان زهاء حوالي 170 هكتارًا ، وفيها كنيستان، واحدة للسّيدّة وواحدة لمار الياس، ودير مار الياس الّذي أسّسه المرحوم المونسنيور فيليب نجيم. ومن عائلاتها:الحاج ونجيم والزّغبي وسلامة وصفير وقرقماز ومبارك وأبو خليل وياغي ومهنّا. ولها بلديّة ومختار، وعدد سكّانها نحو 600 نسمة.
وقسم آخر في قضاء المتن مساحته 175 هكتارًا تقريبًا. وفيه كنيسة الرّعيّة على اسم القدّيس ديمتريوس، ودير أيضًا على اسم القدّيس ديمتريوس للرّاهبات الحلبيّات، ودير سيّدة البشارة في زرعايا (1820) للرّاهبات الحلبيّات. وقد أنشأت فيه السّيّدة الأولى جويس الجميّل في تسعينات القرن الماضي ميتمًا باسم بيت الطّفولة السّعيدة بعد ترميمه. وهو من 101 غرفة، وقد بُني على آثار أكثر من معبد يعتقد أنّ آخرها روماني. وفي المنطقة نواويس (مدافن حجريّة) محفورة في الصّخور وحُطام أدوات خزفيّة وفخّاريّة ومعدنيّة قديمة. وفي جوار الدّير من الجهة الشّرقيّة صخر نقشت عليه كتابة لاتينيّة رومانيّة تُظهر الحدود، ويعتقد المؤرّخ طوني مفرّج أن سكّان المنطقة كانوا من الأموريّين. معظم سكّان كفرتيه – المتن حاليًّا من آل المعلوف وعددهم 700 نسمة تقريبًا، والقرية لها بلدية ومختار وهي تُعد مصيفًا لأهلها وللزّوّار، إلّا أنّ معظمهم يتركونها في فصل الشّتاء ليعودوا إليها في الفصول الأخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى