أخبار لبنان

البزري للمغتربين: أعدكم انني سأسعى الى تطوير الشراكة بيننا وبينكم بغية تثبيت دوركم التغييري في وجه الفساد الذي دفعكم للهجرة

حاوره جاد جابر

يترقب اللبنانيون الاستحقاق النيابي بكل حذر لما يحمله من طوق نجاة هام للخروج من المنزلق السياسي والاقتصادي الصعب الذي يهدد الكيان اللبناني برمته.

وعلى الرغم من حسم موعد اجراء الانتخابات النيابية الا انها لا زالت تواجه عوائق كثيرة رغم التأكيدات الخارجية على توقيت هذا الاجراء محليا والضغط الدولي خارجيا منها السياسية لعدم رغبة الاطراف اللبنانية بخوضها من جهة وتقنية منها عدم القدرة على تأمين التيار الكهربائي لمراكز الاقتراع وعدم تأمين الانترنت في مراكز اللجان من جهة ثانية، لكن وعلى الرغم من هذا كله هناك امر هام يواجه مرشحي اللوائح ويتمثل بعدم وضوح صورة التحالفات حتى الساعة، والى ان تنجلي صورة الامر الواقع يفتح موقع “الكلمة نيوز” ملف الانتخابات للاطلاع مع مراسليها في بيروت على برامج المرشحين المسجلين ليكون المنصة الحقيقية التي تربط الاغتراب اللبناني عامة والكندي خاصة بالساحة السياسية اللبنانية.

وبوابة الجنوب صيدا, هي اول الغيث عبر شخصية عرفت بشفافيتها خاصة عبر ادارة عملية التلقيح من خلال اللجنة الوطنية لادارة لقاح كورونا, والتي استطاعت استحواذ ثقة المجتمع الدولي والمحلي لما تتمتع به من احترافية ومهنية عالية رافقت الحملة الطويلة، شخصية العدد الاول من الملف هي رئيس بلدية صيدا السابق والمرشح الدائم عن المقعد السني في دائرة صيدا-جزين الدكتور عبد الرحمان البزري.

-بداية د. بزري كيف تقيم وضع لبنان الصحي اليوم؟

لقد شغل هذا الوباء العالم بأجمعه، وقد تزامن انتشاره في لبنان مع وضع مالي وسياسي أكثر من استثنائي، ما أدّى ودون شك، الى تفاقم الأزمة التي نعيشها اليوم، لكن بتضافر جهود القطاع العام من جهة والجامعي كما المختصين من جهة اخرى تمكّن القطاع الصحي في لبنان من الصمود في وجه هذا الوباء وتداعياته, لتنقل تجربته الى أكثر من سبع دول بطلب من البنك الدولي. وهنا أود ان الفت الى ان زيادة أعداد المصابين فيه تعود الى طبيعة الانسان المجتمعية التي لم تعد تتقبل القيود خاصة في زمن الأعياد، مع ملاحظة أكيدة أن القدرة الاستعابية للمستشفيات ما زالت تحت السيطرة بسبب ارتفاع أعداد الملقحين والذي فاق الـ 50% (عدد سكاني تقديري 5.8 مليون).

-بالعودة الى القانون الانتخابي الجديد كيف تقيّمونه وهل من تغيير ممكن؟

ان القانون الحالي هو من أسوأ النماذج على الاطلاق، فقد تمّ تفصيله على مقاس الطبقة السياسية الحالية، وبالتالي هناك استحالة تحقيق تغيير فعلي تحت مظلة هذا القانون لافتقاده لمعايير العدالة، فكيف يصل نواب بأقل من 100 صوت الى الندوة البرلمانية ويخفق آخرون بالوصول اليها رغم تخطي أصواتهم الـ 10000 صوت.

-وماذا عن دور المرأة، الميغاسنتر والمقاعد الستة الاغترابية؟

ان المرأة اللبنانية ورغم النجاحات الهائلة التي حققتها وعلى مختلف الاصعدة لم تأخذ حقها في المجال السياسي حتى اليوم وهذا ما تؤكده نسبة مشاركتها في الحياة البرلمانية والتي وان وجدت فهي مرتبطة في معظم الاوقات برابط ذكوري وعائلي، و بناء عليه علينا كمشرّعين ايلاء موضوع انعكاس كفاءات المرأة ونجاحاتها على الحياة البرلمانية أهمية اكثر ولعل الكوتا النسائية تساهم في تحقيق هذا الهدف، حتى لا نقول العدالة لطموحها ودورها الريادي في مختلف الميادين التي خاضتها.

أما في ما يتعلق بالميغاسنتر, فأنا أجد أن هذا المشروع ضروري جدا للحد من هيمنة بعض القوى السياسية ذات النفوذ الممتد لا بل الطاغي على وجود الدولة في بعض المناطق، على قرار الناخب من جهة وللحد من العبث بصناديق الاقتراع من جهة ثانية.

– والجدل الحاصل حول المقاعد الستة الاضافية ماذا عنه؟

من الممكن التوفيق بين الطرحين بحيث تبقى المقاعد الستة للاغتراب ويبقى للمغترب الحق في الاقتراع من الخارج لواحدة من الدائرتين, الأولى مكان النفوس والثانية الاغترابية, وهنا تأكيد على حضور الدولة كصاحبة سيادة لها الحق في رعاية مواطنيها سواء أكانوا في لبنان أم خارجه.

– هل بامكان حجة فقدان الميثاقية السنية بسبب عزوف كل من الحريري وسلام ان تطيّر الانتخابات النيابية لاسيما في ظل الحديث عن عدم استعداد ميقاتي للترشح شخصيا لعدم قدرته على محاكاة الشارع الحريري لدعمه في الفوز؟

الميثاقية في الاختيار لا في الترشح، لم يمنع أحد الشارع السني من الاختيار، وأنا اعتبر انه وبعزوف الحريري عن الساحة السياسية السنية والوطنية سيفتح الأفاق أكثر أمام خيارات جديدة للمذهب الأكبر في لبنان.

صحيح انه من الطبيعي أن يكون هدف المرشح هو الفوز, انما علينا ان نعي ان هذا الترشح انما هو موقف سياسي ووجودي، وبالتالي لا يمكن استبعاد فرضية ان يكون هذا المرشح هو نفسه من يستطيع وبكل ثقة مخاطبة جمهور تيار المستقبل.

– بجانب من سيكون اذا عبد الرحمن البزري في الاستحقاق النيابي المقبل؟

سيتناغم تموضعي مع المعطيات والتطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية ببعدها الاصلاحي والتغييري, فالتحالفات الانتخابية يجب أن ترتكز على الطروحات السياسية.

المرحلة الحالية تختلف عن سابقاتها التي ارتكزت على صحة التمثيل الصيداوي الجزيني, لتصبح المعركة معركة وجودية أكثر مما هي سياسية.

-لنتحدث عن مشروع د. بزري الانتخابي؟

ان طروحاتي اصلاحية تغييرية بحت وهو ما أثبته عملي ومتابعتي لكل المواضيع التي تهم ابناء منطقتي, لكن أي مشروع يحتاج شراكة مع أطراف أخرى كمثل المجموعات التغييرية وبعض الأفرقاء السياسيين الذين اعترفوا بأخطائهم.

من اولويات مشروعي الانتخابي هو بناء دولة قوية وعادلة, وعلى مفهوم المواطنة الذي استبدل بمفهوم الزعيم والمحسوبيات. كما على نظام سياسي جديد قوامه استرداد المؤسسات واستقلاليتها.

-هل سيكون للاغتراب اللبناني كلمة في هذه الانتخابات أم ككل عام على الوعد يا كمون؟

اعتاد لبنان على الموجات الاغترابية, هذا الاغتراب الذي هو جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني, خاصة لناحية الروابط العائلية والاجتماعية والثقافية التي مازالت تربط اللبناني المنتشر بأرضه وأهله. وهنا لا بد من الاشارة الى اهمية العمق الدولي للبنان الذي أوجده هذا الاغتراب بسبب تميزه وكفاءته في كافة بلدان العالم التي هاجر اليها، كما تأثيره الايجابي على الدول المؤثرة في لبنان, دون ان نغفل عن اسباب هجرة الطاقات والأدمغة الى الخارج بسبب فساد الطبقة السياسية الحاكمة منذ دهور.

وهنا أود أن أعلن للمغترب اللبناني في اي بقعة انتشر فيها أنني سأسعى الى الابقاء وتطوير الشراكة بيننا وبينكم بغية تثبيت دوركم التغييري في وجه الفساد الذي دفعكم للهجرة سابقا وللحد من احتمالية حصول أي موجة هجرة أخرى لاحقا.

فالمغترب اللبناني مثال يحتذى به, فبنجاحه استطاع ان يعكس صورة لبنان الجميلة الى العالم بأكمله, كما جعل بامتداده وتطوره من بلده لبنان ساحة جميلة للقاءات الفاعلة بعيدا عن النزاعات المدمرة لكل جماليات الارض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى