جاليات

زكي محفوظ يعيد الحكواتي الى أذهان العرب في مونتريال

“شليطا العربي في حرم البيت الابيض الاميركي”، هو العنوان العريض لاحدى قصص الحكواتي التي دأب زكي محفوظ على اخراجها وهندستها بالشكل الذي يليق بالوقائع وبجمهوره الجديد، هو الباحث ابداً عن العودة الى الاصالة، الى الاتصال المباشر مع الناس والى الحنين المتمسك بخبايا المعرفة التراثية التي بدأت تندثر بفعل التكنولوجيا والتطور العلمي الحديث.

الكلمة نيوز التقت محفوظ الذي بادرها بالاجابة السريعة عن سؤالها المتعلق بالحكواتي وماهيته اليوم في كندا المتطورة في كل المجالات “شخصيا انا أجد في الحكواتي أكبر وأشرس الاسلحة التي يجب استعمالها في وجه هذا الانتشار اللامحدود للتكنولوجيا والعلوم وغيرها، فالناس اليوم تنشر صورا عن المجرّة التي بات باستطاعتنا مشاهدتها بالعين المجرّدة في الليل في مقابل اندثار العلاقات الانسانية، وانطلاقا من هذا الواقع “المرير”، ولما نحن نعتز بتراثنا العربي العريق، لجأت الى ادوات في قصصي هي في الاصل موجودة ومتعارف عليها لمساعدتي في الوقوف بوجه عملاق كبير هو التكنولوجيا التي اعتبرها وعلى قدر أهميتها في التقدم والمعارف على قدر مسوؤليتها عن تدمير الترابط الاجتماعي في ما بين البشر”.

وأضاف “ينطلق الحكواتي من زمن تاريخي معين ووفق احداثه ليصل الى زمن آخر دون مراعاة للتسلسل التاريخي وان كان احترام الآنية الحدثية واضح في سرده واخباره”.

وفي استفسار عن التقدم بالحدث عبر آخر أجاب محفوظ: “هو فعلا ما اعتمده في حكاياتي ضمن النص، كما في قصة عنترة الذي تعرّض لهجوم من الف جندي وقتل هو الفين، فالاحداث وعلى مبالغتها وتقدمها مطلوبة من الحكواتي شرط تقديمها بقالب سردي بسيط يستسيغها الحضور ويعيشها بكل تفاصيلها.

وفي المناسبة أود ان اوضح ان الحكواتي التقليدي يحكي القصص والاساطير القديمة ويطعّمها باخرى حديثة بينما أحاول أنا في شخصية الحكواتي ان ابدأ بقصص حقيقية أطعّمها بأخرى قديمة فمثلا في حكايتي أتحدث عن اكتشاف الفينيقيين لكيبيك وفي سياق الحديث نكتشف ان شليطا الموجود في البيت الابيض هو بالاصل فينيقي وموجود قبلهم، اذا الحدث موجود وانا تبنيته، يعني القصة قديمة جداً اما الاكتشاف الذي لفتت اليه الحكاية فحديث جدًا.

May be an image of ‎1 person and ‎text that says '‎گ Kawalees شلّيطا في البيت الأبيض سهرة مؤتسة مع شخصیات الحكاية الحقيقية لاكتشاف أميركا وأسباب المشاكل في العالم مع الحكواتي زكي محفوض الأحد 17 تمّوز يوليو 2022 8 مساءً‎'‎‎

وعن قراره كمهاجر حديث الى كندا، واهتمامه باعادة احياء التراث “الحكواتي” في بلد يواكب هذا التطور الهائل أجاب محفوظ: “الحكواتي موجود في كندا لا سيما في كيبيك وبقوة، وبالنسبة لي أنا احمل موروثاتي وعاداتي من بلدي الام واضفت عليها ما اكتسبته في مغتربي الجديد، فتأثير الماضي علينا كبير جدا والحكواتي الذي أمثّله اليوم هو نفسه العربي المنتشر في هذه البلاد الجميلة والذي يعرف تاريخه وقصصه ويبقى على اتصال مباشر بالناس مهما كانت القصة واهدافها ومعانيها”.

وتابع شليطا الفينيقي حديثه قائلا: “جهد متواصل وقراءات حثيثة بحتاجها الحكواتي لتنظيم أمسياته، فالمجهود هنا متعدد الروافد، فكري، عقلي وثقافي كما عليه ان يحب الناس، فهذه المهنة بالذات تحتاج الى اطلاع واسع على احداث التاريخ القديم كما المعاصر كما تحتاج الى طاقة هائلة ليحافظ الراوي على مستواه الادائي، سواء لناحية العرض او لناحية الاداء. ففي عروضي مثلا، انا أحمل منشفة على كتفي، وفي الحقيقة، أنا أحملها ليس من باب الديكور او متطلبات الدور الذي اتحدث عنه انما من باب الاستعانة بها لمسح عرقي جرّاء الطاقة التي أصرفها في العمل وهي من الامور المحببة لديّ اذ أصرفها على أحبتي وليس على أي موضوع فيه مضيعة للوقت أو على السوشال ميديا والالعاب الالكترونية.

عروض ثلاث قدمها زكي محفوظ في مونتريال هو الآتي من عالم الاعلام والمسرح والمشبع بالثقافة، وها هو العرض الرابع على ابواب هذا المساء في “كواليس” عند الساعة السابعة من مساء اليوم الاحد ولمدة ساعة كاملة سيعمل كما كل قصصه على ابهار الحضور الكثيف بقصصه وسردياته اللطيفة والتي من خلال صدقها وطريقة عرضها ستعيد للحاضرين جزء من ماضيهم المحبب.

من موقع الكلمة نيوز نتوجه لكل القراء بحضور أمسية ستخلد في الاذهان، كما نهنئ انفسنا بعودة بعض من ماضينا المحبب مع شليطا ابن أفكار زكي محفوظ الحكواتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى