صرخة
بقلم سلوى الحداد
ظننته عيدي حينما يكبر وليدي
يُمسكُ بيدي وقتَ كبري ومشيبي
نتذكرُ دندناتِ الصبا، أهازيجي وأناشيدي
كراساتِ حبي، فرحتي وزغاريدي
فأبى القومُ إلا أنْ يستبدلوا ضحكاتي بتناهيدي
لتزهِر أشجارُ سخطهم وحقدهِم التَّليدي
كيف أبدلوا نور الطفولةِ بالسواد؟
فَحَوَّلوك صغيري لشخص غريبِ
قتلوا فيكَ البراءةَ مكرا، ليروْا دمعي ونحيبي
فعَجّلوا بلوغك عمدا، سن اليأسِ والمشيبِ
تمهل بنيَّ لازلتَ طفلا، رفقا بنفسكَ حبيبي
أناجي البراءةَ فيك دوما، بالله عليكِ أنْ أجيبي؟
إرمِ الأحقادَ عنكَ بُنيَّ، عُد لرشدكَ النَّجيبِ
واترك ما لُقِّنتَ دهرا، وغرد بقلبكَ كالعندليبِ
خلقتَ للقربِ والحبِّ فارقى واترك الكُره العجيبِ
اسْتمِع لنقاءِ طُهرِكَ وأزح عنكَ كل شائبٍ مُعيبِ
اروِي عطشكَ بالحبِّ والعلمِ، لا بحقدهِم الكئيبِ
اسمع لصوت الفطرةِ في أعماقكَ لا للأكاذيبِ
لا تيأس! نورُ الخيرِ فيكَ أصلٌ، فبادر عنه بالتَّنقيب
ستحيا شعلةُ المحبِّ دوما وإن أُبعِدَ قسرا عن الحبيبِ
يزيدها البعدُ توهجا وضياء، لها شراراتٌ كاللهيبِ
إن مكروا، فَمَكرهم خبث ومكرُ اللهِ خيرٌ للبيبِ
ملاحظة
حاولت الكتابة في موضوع قلما يُكتب فيه وهو “متلازمة الاغتراب الوالدي” تضامنا وتجسيدا لمعاناة كل أم او أب مطلق (ة) سُلبَ حقه واغتصب في أن يبادره أطفاله نفس مشاعر المحبة والوئام، لأنهم وببساطة نُهِبت براءتهم وشوهت طفولتهم من طرف الأب المغرِّب أو الأم المغرِّبة.