جاليات

أسامة أبو شقرا

باحث في شؤون الدين والتاريخ واللغة، أديب وكاتب

منذ مدّةٍ، أعلمني الصديق الحبيب، الدكتور علي حرب، أنه بصدد تأسيس موقع إليكتروني إخباري، بالاشتراك مع الأخت الكريمة، الإعلامية السيدة جاكلين جابر، تحت اسم: “المُنَبِّه”. وبعدما اطلعت على ما بعث به إليّ عن منهج هذا الموقع وأهدافه، رأيتني أردّد:

قلْ لي مَنْ زوّدَكَ بالخبر، أنبِئْكَ بمدى صحّتِه وصدقِه.

فبعدما أنهى الدكتور علي حرب رسالته في تربية الأجيال وتعليمهم لسنواتٍ عديدة، انتقل إلى مهنة تثقيفية أخرى لا تقلّ أهمية عن سابقتها، أعني مهنة الصحافة. وكما نجح في الأولى فقد برع في الثانية.

فلو لم يكن متجذّرًا شعور المحبة الصادقة، التي غرسها، الدكتور علي، في صدور من تتلمذوا على يديه، لما تنادوا من الجهات الأربع لتكريمه، بعد بضع سنواتٍ من انتقاله إلى حقل الإعلام. وهذا دليلٌ ساطعٌ على مدى إخلاصه في أداء عمله. ولا يُخلص في عمله إلّا من تحلّى بالصدق. وكما كانت مسيرته ناجحة في التعليم، كذلك أثبت جدارته في حقل الصحافة المكتوبة. إذ قد جمع إلى الصدق ومحبة الوطن، دقة البحث والتجرد والتدقيق في صحة الخبر، وصياغته بلغة عربية سليمة، أصبحت، للأسف، نادرة في كتابات كثيرٍ من الإعلاميين. وقد أقرّ له بهذا كلُّ من تابع أو قرأ ما كان يحرّر. والصدق من صفات الأنبياء.

أمّا أنْ يلتقي مع الدكتور علي، على رأس “المُنَبِّه”، هذه المؤسسة الإعلامية الحديثة التأسيس والوسائل، ركنٌ ثانٍ يتمتع أيضًا بخبرة طويلة في استقاء ونقل الخبر، عنيت السيدة جاكلين جابر، التي اكتسبت تلك الخبرة من عملها سنوات عديدة في الوكالة الوطنية (اللبنانية) للإعلام؛ فهذا يعني أننا سنحظى بموقع إخباريٍّ ليس كسائر المواقع.  فأنا على يقين من أنَّه لن يكتفي بتزويدنا بالخبر الموثوق بصحته وصِدقه، بل سيكون، أيضًا، راعيًا لحركة ثقافية إصلاحية، ومنبرًا حُرًّا لحوار الثقافات.

وختامًا، أتمنى للصديقين العزيزين، السيدة جاكلين والدكتور علي، التوفيق والنجاح في تحقيق ما يصبوان إليه من هذا العمل القيّم، ليعود علينا، كقرّاء، بالنفع الثقافي، وعليهما بالتمتع بلذة العطاء الفكري المفيد، وبالفائدة المادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى