أخبار دولية
تحالف المعارضة في تركيا.. هل ينفضّ سريعا بعد الانتخابات؟
حالة من الصدمة تشهدها أوساط المعارضة التركية بعد خسارة الانتخابات البرلمانية لصالح تحالف الشعب الحاكم، وعدم القدرة على حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة، والاضطرار لدخول الجولة الثانية في مواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان المتمرس بشدة في لعبة الانتخابات رفقة حزبه العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ عام 2002.
هذه الصدمة انعكست على استعدادات الجولة الثانية لحملة مرشحهم كمال كليجدار أوغلو، التي فقدت الزخم التي كانت تتمتع به في الجولة الأولى، علاوة على إقالة الفريق الانتخابي للمعارضة وتعيين فريق جديد قبل جولة الإعادة.
ومن جهة أخرى، دب الفتور بين مكونات التحالف الستة، لكنهم يأملون تحقيق الفوز، فيما يبدو أن الأمر لن يكون بالسهل.
خبراء أتراك تحدثوا إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، حول مستقبل تحالف الأمة المعارض “الطاولة السداسية”، وكيف انعكست نتائج الجولة الأولى من الانتخابات على مكوناته، ومدى قدرة التحالف على الحفاظ على تماسكه في ظل نتائج جولة الإعادة التي تجري يوم 28 مايو الحالي.
نتائج صادمة
المحلل السياسي التركي، إسلام أوزجان، يقول إن “هذا يعتمد إلى حد كبير على انتخابات الرئاسة، إذا فازت المعارضة في انتخابات الرئاسة، فإن احتمال استمرار التحالف المعارض يزيد، ولكن حتى إذا خسروا، فإنهم مضطرون للعمل معًا في البرلمان لأنهم يعرفون جميعًا أن لديهم فرصة إذا عملوا معًا ضد حزب العدالة والتنمية وأردوغان، وإلا فإن وجودهم لن يكون له أي معنى، لذلك، أعتقد أن هذا التحالف سيستمر لبعض الوقت”.
ويضيف أوزجان لموقع “سكاي نيوز عربية”، “أعتقد أن المعارضة التركية تعرضت لصدمة بسبب نتائج الجولة الأولى المتعلقة بتوزيع البرلمان، وإذا تمكنوا من التغلب على هذه الصدمة، قد تكون لديهم فرصة للفوز في انتخابات الرئاسة، ولكن من الواضح أن أردوغان في موقع متفوق ولديه التفوق النفسي ولذلك حظوظه أوفر”.
واستطرد “إذا تمكنت المعارضة من التجمع مرة أخرى وتحفيز جمهورها، فقد تكون لديها فرصة. ومن المرجح أن تكون المجموعة التي ستعمل التحالف الشعبي على إقناعها هي الناخبين الذين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع لأسباب مختلفة والبالغ عددهم 8 ملايين”.
لكن المحلل التركي جواد غوك، يرى “أن فوز المعارضة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية سيؤدي إلى تقوية العلاقة بين مكونات تحالف الأمة، لكن في حالة الخسارة سينتهي الأمر بالتحالف إلى التفكك”.
ويضيف غوك لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن سيناريو الخسارة من شأنه أن يعصف بحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، وسيضطر كمال كليجدار أوغلو إلى تقديم استقالته من زعامة الحزب، وتبدأ خلافات حادة داخل الحزب بين جناحين”.
الأمل الأخير
وحول استراتيجية التحالف لتفادي “السيناريوهات السيئة”، يقول إسلام أوزجان “في الجولة الثانية من الانتخابات، سيركز الحزب الشعب الجمهوري على إرسال رسائل محددة للجماهير مثل الشباب والنساء”.
ويتابع أوزجان أن المكالمة بين كليجدار أوغلو وسنان أوغان كانت إحدى النقاط الرئيسية بعد الانتخابات، وكان الهدف من هذا الحوار هو ضمان استمرار الحوار والتعاون بين الطرفين، وكانت الرسالة واضحة: “معًا، يمكننا تحقيق المزيد”.
وكشف أنه “يوجد في هذا السياق عدد من القضايا التي يجب معالجتها، ومن المهم أن يتم التعامل معها بطريقة مشتركة. هذا الاتصال بين الزعيمين يظهر الرغبة في العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة. بما في ذلك الأهداف القومية.