دولة أوروبية حثت رعاياها على مغادرة لبنان…!
ان حقيقة وجود هذا العدد الكبير من السويديين في لبنان أو في طريقهم اليه امر مقلق للغاية. ومن المثير للقلق بشكل خاص ان نرى الاهل يعرضون أطفالهم للمخاطر التي ينطوي عليها ذلك. لا يعد لبنان حاليا خيارا مناسبا كوجهة لقضاء العطلات، وهناك أسباب قوية وراء حث وزارة الخارجية السويديين على مغادرة البلاد منذ أكتوبر 2023.
منذ 7 أكتوبر 2023, كان هناك قصف شبه يومي بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبناني المدعومة من إيران. وقد تسبب الصراع في اضرار جسيمة على جانبي الحدود. وبحسب الأمم المتحدة، قتل أكثر من 400 شخص في جنوب لبنان، بينهم 95 مدنيا. وقد اضطر ما يقارب من 100.000 شخص يعيشون في المناطق الحدودية في جنوب لبنان الى الفرار من منازلهم، وشهدت الأمم المتحدة اضرارا واسعة النطاق في البنية التحتية المدنية.
إذا تصاعد الصراع في وقت قصير فإن الناس يخاطرون بأن يصبحوا عالقين في البلاد. في تلك المرحلة، يتحمل كل سويدي في لبنان قدرا كبيرا من المسؤولية الشخصية. لقد حان الوقت للحديث بوضوح عن العواقب المترتبة على أولئك الذين يختارون السفر على الرغم من نصيحة الوزارة بعدم السفر. باختصار، يتعلق الأمر بأربع نقاط:
- لا يمكنك ان تتوقع الحصول على مساعدة من الحكومة السويدية لمغادرة البلاد. منذ أكثر من ثمانية أشهر، حثت وزارة الخارجية السويديين على مغادرة لبنان. ستكون قدرة الحكومة السويدية على تقديم المساعدة في حالات الازمات محدودة للغاية. يمكن ان يصبح الوضع خطيرا جدا لدرجة انه من غير الممكن ببساطة مساعدة السويديين في لبنان، على سبيل المثال، إذا كان الوضع الأمني لموظفي الحكومة المركزية يعقد جهود الإغاثة بشكل كبير، وليست الحكومة السويدية ملزمة بتنفيذ عملية في ظل الظروف المتوقع ان تسود.
- في حالة تصاعد التوتر او الحرب، قد يكون الحصول على الرعاية الصحية والغذاء والامدادات الأخرى امرا صعبا للغاية.
- عادة لا يعد التأمين الخاص بك ساريا عندما تختار السفر الى الدول التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر اليها.
- بالإضافة الى ذلك، لدى السفارة السويدية فرص محدودة للغاية لمساعدة الأشخاص الذين قد يحتاجون الى الدعم القنصلي. الدعم القنصلي هو المساعدة التي يمكن للحكومة ان تقدمها لك عندما تكون بالخارج – المساعدة التي تحصل عليها عندما لا تكون قادرا على مساعدة نفسك.
ان وزارة الخارجية السويدية على استعداد لمساعدة السويديين في حالات الطوارئ في الخارج. هذه هي الرعاية التي ندعمها بوصفي وزيرا للخارجية لسكاننا، ومع ذلك تعتمد جهودنا دائما على تحمل السويديين المسؤولية الشخصية عن سلامتهم عندما يسافرون او يهاجرون. ان نظام النصائح الخاص بوزارة الخارجية بشأن السفر راسخ. مع ذلك، وفي السنوات الأخيرة، واجهنا مواقف اضطرت فيها الوزارة الى تقديم المساعدة للسويديين الذين استقروا او سافروا الى البلدان التي نصحت الوزارة بعدم القيام بها.
لهذا، نجد انه من الضروري توضيح مسؤولية الفرد عند السفر الى الخارج في حالة مثل لبنان. لا تستطيع الحكومة ولن تتحمل المسؤولية الشاملة عن أي شخص له علاقات بالسويد، وقرار الهجرة من السويد يعني دائما التنازل عن بعض الحقوق والالتزامات، لذلك من الضروري ان نكون واضحين للغاية بشأن من يمكن اعتباره يتلقى مساعدة الحكومة للعودة الى السويد في حالة حدوث ازمة مفاجئة.
الفرضية الأساسية هي ان المواطنين السويديين المقيمين في السويد فقط، والأشخاص عديمي الجنسية واللاجئين الذين يتمتعون بوضع اللاجئ هم الذين يجب ان يحصلوا على هذه المساعدة للعودة الى وطنهم السويد. نحن حاليا بصدد تخفيض عدد موظفينا في السفارة السويدية في بيروت بسبب الوضع الأمني.
لذلك نحث جميع السويديين الذين يسافرون الى الخارج على الاستعداد من خلال القراءة عن البلد والسفر بالمسؤولية، مع مراعاة سلامتهم وسلامة الاخرين.
بالنسبة لجميع السويديين الموجودين في لبنان، من المهم بشكل خاص ان يتذكروا انه لا يزال من الممكن مغادرة لبنان على رحلات جوية مجدولة كما أحث جميع السويديين في لبنان على اغتنام هذه الفرصة”