صحة

فيروس كورونا: لماذا يواجه الاتحاد الأوروبي مشاكل في طرح اللقاح؟

يواجه الاتحاد الأوروبي انتقادات بسبب بطء وتيرة التطعيم ضد فيروس كورونا في الدول الأعضاء في الاتحاد.

وفرض الاتحاد قيوداً على تصدير اللقاحات المنتجة في الاتحاد الأوروبي بعد أن واجه طرح اللقاح مشاكل في الإمداد.

وعلى سبيل المقارنة، وافقت المملكة المتحدة على اللقاحات وطرحتها بسرعة.

كيف تعمل خطة اللقاحات في الاتحاد الأوروبي؟

يسمح برنامج اللقاح الذي أقره الاتحاد في يونيو/حزيران 2020 له بالتفاوض بشأن شراء اللقاحات نيابة عن الدول الأعضاء فيه. ويقول الاتحاد إن ذلك يوفر التكاليف ويجنب المنافسة بين الدول الأعضاء.

والدول الأعضاء غير ملزمة بالانضمام إلى هذا البرنامج ولكن جميعها وعددها 27 دولة اختارت الانضمام إليه.

وقّع الاتحاد الأوروبي على صفقة للحصول على 300 مليون جرعة من لقاح فايزر-بيوتينك في ديسمبر/كانون الأول، ولكن كانت هناك مشاكل في إنتاج كميات اللقاح.

تم تأجيل طرح اللقاح في بعض البلدان بسبب نقص كميات الشحنات الموردة من قبل شركة فايزر بغية إعطائها مهلة مناسبة لزيادة طاقة انتاج مصنعها في بلجيكا.

وضاعف الاتحاد الأوروبي طلبه إلى 600 مليون جرعة من لقاح فايزر، وستساهم شركة سانوفي الفرنسية في تصنيعها. كما أن لقاح موديرنا واجه مشاكل أيضاً، فقد قالت كل من إيطاليا وفرنسا إنهما تلقتا كميات أقل من المتوقع.

وكانت كميات لقاح أكسفورد/أسترازينيكا في دول الاتحاد الأوروبي أيضاً شحيحة بسبب نقص كمية الإنتاج في مصانعها في بلجيكا وهولندا.

وقالت شركة أسترازينيكا إن توقيع الاتحاد الأوروبي عقوداً معها بعد المملكة المتحدة لم يترك للشركة متسعاً من الوقت لحل مشاكل توريد اللقاح في الاتحاد الأوروبي.

في العاشر من فبراير/شباط، أقرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بوجود عوائق في طرح اللقاح في الاتحاد الأوروبي قائلة: “لقد تأخرنا في منح التراخيص. بالغنا في تفاؤلنا بإنتاج كميات ضخمة، وربما كنا واثقين أكثر من اللازم أنه سيتم تسليم الشحنات في الوقت المحدد”.

وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات شراء اللقاحات مع ثلاث شركات أخرى بمجرد اجتيازها مرحلة التجارب السريرية، وهي سانوفي – جي إس كي، وجونسون آند جونسون، وكيورفاك.

قيود التصدير

أدخل الاتحاد الأوروبي ضوابط تصدير على اللقاحات المصنوعة في دول التكتل في 29 يناير/كانون الثاني. كانت من هذه القيود تهدف إلى مراقبة نقل اللقاحات بين إيرلندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وايرلندا الشمالية التي هي جزء من بريطانيا.

وكان من شأن هذا الإجراء أن ينتهك اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتحديداً الفصل الخاص بإيرلندا الشمالية، لكن الاتحاد تراجع عن هذا القرار بعد تعرضه لانتقادات على نطاق واسع وخاصة من قبل منظمة الصحة العالمية.

شكوك مواطنين

في يناير/كانون الثاني، وافقت الهيئة التنظيمية الطبية في الاتحاد الأوروبي على استخدام لقاح أكسفورد/ أسترازينيكا لجميع الفئات العمرية.

لكن الجهات الرقابية في عدد من دول الاتحاد، بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، أوصت بعدم إعطائه للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن اللقاح يكاد يكون عديم الفعالية لدى من هم فوق 65 عاماً، لكن الحكومة البريطانية وهيئة الرقابة على الأدوية في بريطانيا عارضت موقف ماكرون بشدة.

وقال ستيفن فان غوتش، رئيس قسم الأمراض المعدية في معهد الصحة البلجيكي لـ بي بي سي في 25 فبراير/ شباط إن هذا الادعاء خاطئ ولكن “الضرر قد وقع”.

وانتشرت في فرنسا ودول أوروبية أخرى شكوك واسعة في فعالية اللقاح، فقد ذكرت السلطات الصحية الألمانية أن مئات آلاف الجرعات من اللقاح مكدسة لديها.

وقال ماكرون لاحقاً، إنه سيأخذ لقاح أسترازينيكا، وتراجعت الحكومة الفرنسية عن موقفها ووافقت على إعطاء اللقاح لمن تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عاماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى