ثقافة وفنون

الساعة الزرقاء عند الغروب لبيدير كرويير تدقّ في باريس

"متحف مارموتان مونيه" في باريس يكرّم الفنان الدانماركي بيدير كرويير

يكرم “متحف مارموتان مونيه” في باريس الفنان الدانماركي بيدير كرويير (1851-1909) من خلال معرض استعادي عنوانه “الساعة الزرقاء لبيدير كرويير”، يضم سبعين عملا من تجاربه التشكيلية التي كرسته كأحد ألمع فناني الدانمارك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بلوحاته المستوحاة من المناظر الطبيعية وخصوصا بحر مدينة سكاجين الواقعة في أقصى شمال الدانمارك وكانت في زمنه بلدة صغيرة يعيش فيها الصيادون مع عائلاتهم.

هذا البحر بالتحديد استأثر باهتمام الفنان وعدد كبير من الفنانين في تلك الحقبة بسبب موقعه المتفرد وطبيعته الخلابة. ففيه يلتقي بحر الشمال ببحر البلطيق، كما يتميز بإضاءة تصبغ العناصر الطبيعية بمسحة خاصة تجعل الألوان لا سيما اللون الأزرق، ساعة الغروب، ذات إشعاع فريد لا يطالعنا إلا في هذه البقعة من العالم. إنها الساعة المعروفة على المستوى العالمي باسم “الساعة الزرقاء” التي أخذ منها صانع العطور الفرنسي الشهير، غيرلين، اسم أحد عطوره عام 1912، إشارة الى السحر الذي تنطوي عليه.

يتفق مؤرخو الفن على أن الفنان كرويير هو أكثر من عرَف كيف يجسد هذا الضوء ويكشف عن خصائصه العميقة. تعرّف الفنان إلى بلدة سكاجين عام 1882 وتعود أول لوحة له أنجزها فيها الى عام 1883، وظل يتردد عليها حتى عام 1906. في تلك المرحلة كانت البلدة معزولة عن العالم ولم يصلها القطار إلا عام 1890. كان بحرها بالنسبة إليه كما، جبل سانت فيكتوار بالنسبة للفنان الفرنسي بول سيزان، مرآة للطبيعة ولما يعتمل في نفسه.

يركز المعرض الجديد في “متحف مارموتان مونيه” على هذه المرحلة من نتاجه حيث كان الفنان يلجأ الى آلة التصوير الفوتوغرافي ليلتقط ملامح الساعة الزرقاء، ثم يعود الى محترفه وينطلق منها في صياغة عمله.

تتنوع الأعمال المعروضة بين لوحات ترصد الماء والسماء ولا حضور فيها للبشر، وبين أعمال يحضر فيها الصيادون وهم في مراكبهم وكذلك زوجاتهم وأطفالهم.

هذا الفن القريب من المدرسة الانطباعية وليس انطباعيا، يكشف عن وجه جديد غير مألوف في فرنسا التي ولدت فيها المدرسة الانطباعية مع فنانين كبار كمونيه ورونوار، ومن هنا أهمية هذا المعرض واكتشاف الفنان كرويير وأحد ملامح الفن الدانماركي عند نهاية القرن التاسع عشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى