مناسبات

سام مريش: 4 آب تاريخ ليته يُمحى من ذاكرة ذكرياتنا

صاحب ومدير عدة شركات

حلّت كارثة المرفأ ومعها انطفأ الفرح من بيوت الكثيرين من أبناء بلادنا الذين خسروا فلذات أكبادهم وأخوتهم وأقاربهم من أجل الوطن الغالي، كما خسرت شريحة كبيرة ما جنته من خلال رحلة العمر من أموال وأرزاق وأحلام لا عودة لأي بريق أو رجاء منها.

4 آب تاريخ يا ليته يُمحى من ذاكرة ذكرياتنا ويا ليته وليته… لكن وقعت المصيبة والفرق بين الموت والموت، موت محتّم لأدنى مقومات الحياة في بلاد أقل ما يُقال فيها غابة لا ضمير يحتكم إليه الحكام ولا عدالة يتعظ منها مسؤول ولا وعي عند شريحة من الناس لا تزال حتى اليوم تتستر بعباءة قائدها أو رئيس حزبها أو باني أمجاده وأمواله على حضيض كراماتها ومستقبل وحياة أولادها.

فاجعة كهذه مرّت عليها الأيام ،وها هو عامها الأول يطلّ دون أن يحرّك لحاكم أي جفنٍ أو لسياسي أي جواب على مئة ألف سؤال وسؤال من أبناء فقدوا أهاليهم وأباء خسروا أولادهم و…. وكيف لوطن أن يُبنى وعدالته مبتورة؟ كيف لمستقبل أن يُبنى وشبابه لا أفق لديهم ولا أمل يبنون عليه، كيف وكيف وكيف؟ أين أصبحت العدالة؟ وأين هو الضمير؟ مئات الشهداء الاحياء والوف المصابين والمشردين ،أصوات الانين وصرخات المتروكين تزلزل الارض ،وحتى اليوم لا عقاب ولا تحديد مسؤولية. لماذا الخوف من رفع الحصانات عن نواب ووزراء؟ أو أليس الخوف دليل واضح على الإجرام؟ لماذا هذا التعتيم والبلاد في فوضى لا ترحم؟ تنتظرون من الإغتراب أن يحلّ محلكم في رفع الغبن وتحديد المصير؟ وما هي وظيفة من نصّب نفسه نائباً عن الأمة؟

الإغتراب يا سادة هو السدّ المنيع في وجه جشعكم. لن نترك أهلنا يواجهون المصير المشؤوم وحدهم، فنحن معهم في الضرّاء قبل السرّاء. نحن إلى جانبهم لنمنع عنهم عهر سرقاتكم وادعاءاتكم الباطلة. فإن كنتم لا تخافون عدالة الأرض ألا تخافون عدالة السماء؟ ويحكم، يا من تدّعون اليقظة وأنتم أموات وأموات. إن الله سميع عليم إن أمهلكم اليوم فلن يهملكم غداً وإلى مزبلة التاريخ أنتم ومن بقي من أثركم ولا زال يُنادي بكم ولكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى