مناسبات

د. دنيا زين الدين

كاتبة

المرأة بين السلطة والتسلّط

لعدة قرون تعاملت المجتمعات مع المرأة على أنها خادمة للرجل ولرغباته وولاّدة لأبنائه.

ولعدة قرون كانت المرأة صابرة على القهر والظلم والعبودية.

هذا اليوم هو فرصة لإلقاء الضوء على التطورات الإجتماعية الإقتصادية الثقافية والسياسية التي حققتها وساهمت في تحقيقها المرأة.

هذا اليوم هو فرصة للتوعية ولمتابعة العمل بتحقيق المزيد لناحية المساواة في الأجر بين النساء والرجال ولناحية المساواة في الفرص لتولي المناصب في كافة المجالات.

فالمرأة اللبنانية التي طال استنزافها وهدر طاقاتها والتغاضي عن حقوقها في زمن الحرب وفي زمن السلم، هذه المرأة المجاهدة انتفضت ونفضت عنها غبار الإستكانة متحدّية ظلم الزوج وتسلّط الأب والأخ وأغلال العادات البالية التي ما زالت للأسف مستشرية في مجتمعنا اللبناني.

انتفضت وقدمت للعالم طاقة خلاقة مبدعة وإنساناً ملهماً في كافة الصعد وفي كافة البيئات.

المرأة اليوم هي أولاً إنسان كائن مستقل ومسؤول، المرأة هي الأم المربية وليست الولاّدة، هي المسؤولة ليس فقط عن تربية أبنائها وبناتها إنما عن تطوير المجتمع بأكمله، بالتربية تستطيع المرأة زرع التغيير وتطوير المجتمع اللبناني.
وبالتربية يمكنها فك الأغلال المتصدّية، ويمكنها التصدّي لتلك العادات النتنة، وبالتربية يمكنها تنشئة بناتها وأبنائها الى المساواة في الحقوق وفي الواجبات.

وفي هذا المجال لا بد من التساؤل حول دور السلطة التشريعية في هذا المضمار، تلك السلطة المتغاضية المتقاعسة التي لم تفعل شيئاً لناحية سن القوانين لصون حقوق المرأة اللبنانية، وإن فعلت بشكل جد خجول وذلك بعد عمل دؤوب من قبل الجمعيّات والمناضلات لحقوق المرأة اللبنانية.

ولكم صدق جبران خليل جبران في ما قاله: “رأيتُ وجه امرأة فعرفتُ أبناءها ولم يولدوا بعد، ونظرت امرأة إلى وجهي فعرفت آبائي وأجدادي، وقد ماتوا قبل أن تولد”.

بهذا المعنى الخالص النقاء والحكمة تبقى المرأة المؤثرة الفاعل والأساس للتغيير والتطوير وتبقى المرأة اللبنانية امرأة جبارة تزرع الفرح في عمق الحزن، وتبعث الأمل في بناء المستقبل واستعادة وطن حتماً سيعود من جديد وبجهود جميع أبنائه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى