مناسبات

نزار بدران

منسق تيار المستقبل في مونتريال

بالنسبة لنا يبقى 22 تشرين الثاني محطة مركزية في تاريخنا، كانت اعتزازنا حتى السبعينيات من القرن الماضي، تقلّصت بعد ذلك إلى حنين، ومنذ بدء الحروب في لبنان إلى اشتياق…

كنّا نحاول بعد الحرب أن نستعيد الذكرى، ولكن الهيمنة العسكرية والإحتلالين الإسرائيلي والسوري للبنان، كانا دائمًا بمثابة حصرمة في عيوننا، وعلى ضفاف مشهدية الشوق والحنين تفجّرت معركة الإستقلال الثاني عقب استشهاد الرئيس رفيق الحريري، الذي وحّد باستشهاده كل الرؤى، لننتصر ونبني لبنان الحلم لكل أهلنا، وكنا نعتقد أنّنا بدأنا بإنجاز استقلالنا مجددًا، ولكن الودائع السورية في لبنان وقوى الأمر الواقع، حدّت من تطلعاتنا، لنصل إلى ما نحن عليه اليوم.
ولكن هاجس الاستقلال يبقى أول تطلعاتنا، ونحن نرى أن بناءه هو وقف علينا جميعًا، أولًا بالإنتماء لأرضنا، وتنشئة إنساننا على البذل والعطاء كل في مجاله، ما سيشكل روافد لنهر الحرية الذي ستكون ضفافه موائل ازدهار وبحبوحة لأهلنا ولأجيالنا القادمة.
الإستقلال ليس حكاية تروى، إنه تصميم على الحفاظ على مواردنا الطبيعية وطاقاتنا الإنسانية، وفتح مجالات العمل لشبابنا، وتأمين الحياة السعيدة والحرة لشعبنا، واستغلال كل ما بوسعنا لوضع مركباتنا على سكة التقدم والحداثة المعرفية.
مفهومنا للاستقلال اليوم، هو الاستقلال عن الفساد والفاسدين والمرتهنين لدول خارجية، الاستقلال بالقضاء عن السياسيين ليكون قضاء نزيهًا صارمًا يعاقب الظالم ويحمي المظلوم، الاستقلال عن النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية والمذهبية، الاستقلال الحقيقي بمفهومه الأساسي بالنسبة لنا هو ان نبني النفوس لتوحيد الرؤية واستشراف الغد لوطننا الذي إن لم نتوحّ!د لبنائه فعبثًا يتعب بنّاؤوه.     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى