مناسبات

زياد ابو لطيف:فاجعة 4 آب هي مسؤولية المسؤولين اللبنانيين كافة من رأس الهرم إلى القاعدة ودون أي استثناء.

تاريخ 4 آب 2020 ليس ككل التواريخ، لا قبله ولا بعده، جمع كل لبنانيي العالم المنتشرين والمقيمين، فالوجع كبير ومن غير ابناء الرجاء يعرف كيف تكون الحياة ما بعد الموت؟؟؟

عام على الفاجعة،على الالم المشبوكة أحلامه بقيامة لبناننا من القهر والذل والحرمان ،وشعبنا من الموت المتربص بشيبه وشبابه دون رحمة ،على المصيبة الكبرى التي وحتى اليوم لم تجد رجلا واحدا وعلى امتداد وطننا ككل لديه الحكمة والجرأة باعلان الحقيقة المرّة التي قد وقد  للتخفيف فقط،بامكانها رد اعتبار لأهل خسروا العمر كله في ذاك النهار المشؤوم.

عن هذه الذكرى المؤلمة التي استحوذت اهتمام العالم بشكل عام والكندي حكومة وشعبا بشكل خاص،الى المنتشرين اللبنانيين في كندا الذين لم يتوانوا لحظة واحدة عن دعم ومساندة ابناء وطنهم الى اي منطقة من مناطق لبنان انتموا، التقت الكلمة نيوز  النائب الكندي من اصول لبنانية زياد ابو لطيف في لقاء تحدث فيه عن هول هذه الفاجعة وكيفية تعايش الاغتراب اللبناني مع  واقعها الاليم.

-ذكرى 4 آب المؤلمة والحزينة، عنها ماذا يقول النائب في البرلمان الكندي من أصول لبنانية؟

ما حصل في 4 آب هو نتيجة إهمال فاضح على مستوى البلد ككل، إهمال سياسي، إداري، أقل ما يُقال فيه استهتار واضح بسلامة البلد وكرامة أهله، فمن يستهتر بمرافق البلد وبناه التحتية كما أرواح الناس ،هو مجرم ،وهذه الفاجعة هي مسؤولية المسؤولين اللبنانيين كافة من رأس الهرم إلى القاعدة ودون أي استثناء.

في ذكرى 4 آب الأليمة لا يسعنا إلا أن نشدّ على أيدي أهلنا في لبنان ممن عانوا الأمرّين ولمايزالوا متمنين الشفاء التام النفسي والجسدي للمصابين والرحمة الدائمة لأحبة باتوا اليوم تحت التراب.

في هذا اليوم الحزين، “أتوجه من أهالي الضحايا بأحرّ التعازي على مصابهم الجلل، وإذ نقول لهم إننا نتشارك معهم من موقعنا في كندا الآلآم والأحزان على فقدان فلذات أكباد وإخوة وأصدقاء ،لم تخسرهم عائلاتهم قط، إنما قُدِموا قرابين على مذبح الوطن، على أمل أن تأخذ العدالة مجراها وتظهر الحقيقة إحقاقاً للحق ونصرة لمظلومين خسروا أدنى مقومات الحياة، لا بل الحياة ككل.

-من موقعكم كنائب في البرلمان الكندي، كيف شعر الاغتراب اللبناني بمسوؤليته تجاه هذا الموضوع؟

من موقعي كنائب في البرلمان الكندي أرى تحولاً كبيراً جرّاء ما حصل في ذاك النهار المشؤوم، أدى  إلى اهتمام وتعاطف دولي لم نرَ مثيلاً لهما على مرّ السنوات وخصوصا الاغترابية منها، وربما، وللأسف وعلى رغم قساوة الحدث وتداعياته تفتحت العيون على عمق المشكلة والكارثة في لبنان، المتأتية عن خطر القيّمين على أمن المواطن وسلامته ومستقبل لبنان. ما حصل في 4 آب لا يمكن لأي منطق أو عقل استيعابه، فالاستهتار الذي شهدناه من المسؤولين اللبنانيين بحياة الناس من جهة وبواجهة البلاد وأمنها واستقرارها من جهة ثانية، كشف المستور عن بشاعة النظام السياسي في البلد، وبالتالي غيّر في نظرة الإغتراب لناحية تقييم الوضع في البلاد كما بنظرة الدول الأخرى حول هذه البشاعة التي كرّست واقع الفلتان الامني من جهة والغياب الواضح لأي نوع من السلطات المسؤولة من جهة ثانية.

-ماذا عن التعاطف الكندي مع هذه الكارثة ومع واقع البلاد المأزوم على كل الصعد الطبية والاجتماعية والامنية…؟؟

التعاطف الكندي مع لبنان ليس بجديد علينا إطلاقاً، لكن ما تفاجأنا به في الحقيقة هو المستوى اللاموصوف من ردود الفعل حكومة وشعباً حول ما حصل في البلد تجاه الكارثة التي حلّت على لبنان. فلدى كندا انطباع جميل ومشرق حول حضور الإغتراب اللبناني على أراضيها كما العلاقات كانت دائماً مميّزة في ما بين البلدين. لكن بُعيد الإنفجار الآثم كانت طريقة التعاطي السياسي والشعبي مع قضية المرفأ غير مسبوقة وتحديداً مع شعبه ولا شبيه لها مع أي من الدول الأخرى. فالعلاقة كانت ولما تزل فوق العادة”.

هذا على صعيد التعاطف الانساني، اما على الصعيد المبادراتي العملي، فقد أصدرت الحكومة الكندية قرارها بمساعدة لبنان في 12 آب أي بعد أسبوع واحد من وقوع الإنفجار الذرّي على أراضيه وتم رصد مبلغ 25 مليون دولار لمساعدة متضرري المرفأ، إضافة إلى مبلغ 8 مليون دولار كمقايضة مع المساعدات التي قدّمها اللبنانيون أنفسهم. وهنا لا بد من القول إن نسبة كبيرة من المساعدات المادية المقدمة إلى لبنان جاءت من المجتمع الكندي الذي تأثر بما حصل وشعر بمسؤوليته تجاه الشعب اللبناني.

وفي الحقيقة، يجري العمل اليوم على تجيير اكبر قدر ممكن من المساعدات الكندية من ضمن التنمية الدولية التي وضعتها كندا للشرق الاوسط الى لبنان، فتعزيز شروط البقاء من خلال هذه المساعدات هو ما نسعى الى ترسيخه في ارض لبنان.

-هل من تنسيق تقومون به كنواب في البرلمان الكندي، من أصول لبنانية، مع الحكومة اللبنانية لناحية وضع المساعدات في اطارها الرسمي؟ وما هو الدور المنوط بكم في هذه الحالة؟

أقرّت الحكومة الكندية مشروع قانون مساعدة لبنان في غضون اسبوع  بعيد وقوع انفجار المرفأ الاليم، تصوري، مجرّد اتصال او رسالة شكر لم يصدر عن الدولة اللبنانية لنظيرتها الكندية حسب معلوماتي وتسأليني عن التنسيق؟؟

أما بالنسبة الى دورنا كنواب في البرلمان الكندي من أصول لبنانية، فتتلخص مهمتنا انا وصديقي النائب فيصل الخوري بمتابعة ما أقرّه البرلمان في جلسته في 12 آب لناحية تأمين مسار المساعدات والتي قد تستلزم خطوات عديدة لتأمين واكتمال عمليات الترميم واعادة البناء في لبنان والتي وفق تطلعاتنا نجدها ستصل الى ما يقارب العشر سنوات تقريبا.

-بعد مرور عام على انفجار المرفأ وتراكم الازمات في لبنان، هل من مبادرة تدرس أو يخطط لها باتجاه طلاب الجامعات في لبنان؟

يعتبر موضوع التعليم من المواضيع الاكثر دقة  لا سيما في هذه الفترة مع انتشار كوفيد 19 الذي فرض الدراسة عن بعد .

وفي هذا الاطار، اتمنى على الاغتراب اللبناني اعطاء الجامعة اللبنانية حيزا مهما من اهتماماته، لا سيما وان شهاداتها تتمتع بالكثير من المصداقية، وذلك من خلال اعداد خطة مفصّلة تشمل تجهيزها وترميمها واعادة الحياة الى مفاصلها وبهذا نكون ساهمنا في الحفاظ على صرح تربوي مهم في بلادنا بدل التشجيع على الدراسة المكلفة والمرهقة في الخارج.

-كلمة أخيرة؟

أتمنى على الشباب اللبناني، وقبل ان يفكر بموضوع الهجرة كحل لأزماته، ان يعزز شروط بقائه في البلد، فخروجه في هذه المرحلة الدقيقة هو خروج نهائي. كما وأريد القول انه على اللبنانيين أن يصنعوا وطناً خاصا بهم بدل الهجرة التي وبالتأكيد لن تكون هي الحل بقدر ما ستكون الضياع في قلب الضياع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى