حاز ت الكندية من اصول لبنانية ساندرا الحلور ميدالية “تتويج الملك تشارلز الثالث” وهي ميدالية تمنح كوسام رفيع المستوى للمساهمين في المجتمع الكندي في مجالات العمل الاجتماعي والتطوعي تقديرًا لمساهماتهم والتأثير العميق الذي أحدثوه في مجتمعاتهم ومقاطعتهم.
وللمناسبة اقيم حفل تسليم الميدالية للسيدة الحلو في صالة edward mon petit في لافال بحضور السناتور ليو هوساكوس ورئيس بلدية لافال ستيفان بواييه وحشد من ابناء الجالية اللبنانية ومن موظفي البلدية وأهل ومحبي الحلو .
وتعتبر هذه الميدالية التي تمنح لمرة واحدة فقط لانها مخصصة لمناسبة تتويج ملك بريطانيا الثالث،من الميداليات النادرة جدا.
بداية كلمة ترحيبية من عرّيف الحفل السيد جان بيار ديون تحدث فيها عن اهمية هذا الوسام ومما قاله :“في 6 مايو 2023، سُجلت لحظة تاريخية في سجلات كندا مع تتويج جلالة الملك تشارلز الثالث، وقد شكّل هذا الحدث الرسمي أول تتويج في كندا منذ تتويج الملكة إليزابيث الثانية في العام 1953، وهو مناسبة أثارت الفخر والاحتفال في جميع أنحاء البلاد”.
وتابع يقول:”ولإحياء ذكرى هذا الحدث المميز، قامت كندا بإنشاء وسام تذكاري، رمز ملموس للاعتراف بالإنجازات الاستثنائية للكنديين، “وسام تتويج الملك تشارلز الثالث ” الذي يمثّل روح المجتمع والالتزام التي تميز البلاد، ويكرّم من خلال هذا الوسام أولئك الذين تميزوا بمساهماتهم الكبيرة، مسلطًا الضوء على أبطال الحياة اليومية، هؤلاء الأفراد من جميع الأعمار والخلفيات الذين برزوا في مجتمعاتهم،ويمثل كل متلقٍ لهذا الوسام نجمة في سماء كندا، حيث قدّم مساهمات بارزة لمقاطعتهم أو إقليمهم أو منطقتهم أو مجتمعهم. وقد حقق البعض إنجازات حتى على الصعيد الدولي، مما أضاء اسم كندا على الساحة العالمية”.
وختم قائلا:”من خلال الاحتفاء بهؤلاء الأفراد، لا تحتفل كندا فقط بملكيتها، بل أيضاً بروح التعاون والفخر الوطني التي توحد مواطنيها، مذكّرة الجميع بأن كل مساهمة، مهما كانت، تستحق التقدير والاحتفال”.
ستيفان بواييه 
وتحدث عمدة لافال ستيفان بواييه معربا عن فرحه بحصول الحلو على هذا الوسام الذي تستحقه بكل جدارة لتفانيها المطلق تجاه مجتمعها الذي يتجلى في التزامها الصادق بقضايا كبار السن، وشؤون المرأة، وإمكانية الوصول، والتي تتعامل معها بكل إنسانية “ان عزيمتها وعمق استماعها يجعلان منها مصدر إلهام لكل من يحظى بفرصة التعامل معها.”
وأضاف بواييه :”تجسّد ساندرا جوهر الإنسانية والالتزام فإلى جانب دورها كمستشارة بلدية، فهي امرأة ذات قلب كبير تنير طريق الأكثر ضعفًا. في فترة اتسمت بعدم اليقين والخوف، أظهرت شجاعة استثنائية، متجاهلة مخاطر الجائحة لتمد يد العون إلى أولئك الذين كانوا في أمس الحاجة إليها،وبرفقة فريق من المتطوعين المخلصين، قامت بتوزيع أكثر من 5000 وجبة ساخنة و1000 سلة من المواد الغذائية، مما جلب الراحة والدفء إلى الأسر المحتاجة. كما تمكنت من تنظيم فعاليات على الشرفات، مما خلق لحظات من الفرح والاتصال لكبار السن الذين غالبًا ما يعانون من العزلة.مبادرة ساندرا لإنشاء تبادل رسائل بين الأجيال، حيث يتواصل الأطفال في المدارس الابتدائية في لافال مع كبار السن، تعكس رغبتها العميقة في نسج الروابط ومكافحة الوحدة”.
وختم قائلا :”السيدة الحلو ليست فقط امرأة ملتزمة، بل هي مصدر إلهام، شخص يلمس كرمه وتفانيه قلوب كل من يلتقي بها. لي الشرف والامتياز أن يكون لديّ مثل هذه القوة الطبيعية في فريقي، وأنا دائمًا منبهر بتأثيرها الإيجابي على مجتمعنا”.
السناتور ليو هوساكوس
اما السيناتور ليو هوساكوس الذي منح الوسام للسيدة الحلو بمعية عمدة لافال بواييه فقال: “يسعدني أن أمنح السيدة ساندرا الحلو وسام تتويج الملك تشارلز الثالث تقديراً لإسهاماتها المتميزة لشعب لافال. إن شعورنا المشترك بالهدف ككنديين يتعزز عندما نكرم معاً أولئك الذين يتميزون بخدمتهم لمجتمعهم وبلدنا. تشجع السيدة الحلو وتجسد فضيلة المواطنة الصالحة من خلال أخلاقيات العمل الاستثنائية لديها، وشغفها بمساعدة الآخرين، وتفانيها الثابت لأولئك الذين تخدمهم.”
المكرّمة الحلو
والقت المكرّمة ساندرا الحلو كلمة تحدثت فيها عن مدى تأثرها بهذا الجمع الجميل الذي يمثل بالنسبة لها أكثر من مجرد تجمع ،فهو يرمز إلى الصداقة، الدعم، والتضامن الذي يحيطها، شاكرة لهم مشاركتها هذه اللحظة الثمينة في حياتها،لحظة تسلمها وسام الملك تشارلز الثالث الذي تعتبره تحية حقيقية لجهود ومساهمات العديد من الأفراد المتميزين الذين يحيطون بها والذين شكلوا مسيرتها،مهدية هذا التكريم وهذا الوسام للعديد من الاشخاص ومما قالته:”على مرّ السنين، كان لي شرف العمل جنبًا إلى جنب مع أشخاص استثنائيين. مخلصين ، كانوا حاضرين دائمًا في الأوقات الجيدة والصعبة. كل مساهمة منهم، مهما كانت صغيرة، كانت خطوة نحو مستقبل أفضل، وأنا ممتنة لهم إلى ما لا نهاية.إلى كل متطوعيّ، أرغب في إهداء هذا الوسام لأن بفضل تفانيكم استطعنا وسنستمر في تحقيق العديد من الأشياء معًا. ان العمل المجتمعي الذي بدأناه يتجاوز بكثير الأعمال البسيطة. إنه وعد قطعناه على أنفسنا وعلى مجتمعنا: الالتزام بخلق بيئة يشعر فيها كل فرد بالقيمة، الاحترام، والدعم. لقد تعلمنا معًا أن حتى أصغر الأفعال يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة.
وانطلاقًا من هذا الواقع، أشارك هذا الوسام مع جميع أعضاء فريقي الرائعين الذين يعملون غالبًا في الظل، من خلال تفانيهم اليومي وجهودهم الدؤوبة، يجعلون مدينتنا، مجتمعنا، وخاصةً مهمتنا الإنسانية المشتركة تتألق. شغفهم وتصميمهم مصدر إلهام، وكل واحد منهم ساهم في تحقيق هذا الإنجاز. أنا ممتنة للغاية لكوني جزءًا من عائلة مكرسة كهذه”.
وتابعت متقدمة بالشكر من فريقها ورئيس بلديتها ومن عائلتها التي خصتها بهذه الكلمات:” في هذه المناسبة التاريخية، من الضروري بالنسبة لي أن أعترف بالدعم الذي لا ينضب من عائلتي وأصدقائي. وجودهم الدائم ودعمهم اليومي هو وسيظل بالنسبة لي مصدرًا لا ينضب من القوة والراحة. إنهم هدية ثمينة من الحياة، ووجودهم بجانبي لا غنى لي عنه. إلى عائلتي، شكرًا لثقتكم بي، وتشجيعي، وحبكم غير المشروط. وإلى أصدقائي، شكرًا على وجودكم، ومشاركتكم كل الأفراح والآلام في مسيرتي”.
وختمت قائلة :” في هذا المساء، وفي لحظة تجمع بين الرسمية والعاطفية، وفي الظروف الحالية التي تؤلمنا… أود أن أهدي هذا التكريم إلى الشعب اللبناني، إلى لبنان الذي أتيت منه… أهدي هذه الميدالية لهذه الأمة الصامدة، القوية، المتينة، الفخورة، والشجاعة، التي تواجه اليوم محنًا قاسية…وسأظل متمسكة بالأمل في كلمات جبران خليل جبران الذي قال: “لبنان هو وطن الأرز، لكنه أيضًا وطن المعاناة. ولكن…
هذا المساء، وأنا أتسلم هذه الميدالية، أقدم بكل فخر تحية إجلال لكل اللبنانيات واللبنانيين الذين، رغم التحديات وقسوة الحياة والحرب، يواصلون النضال، متحدين، مقاومين، حالمين بالسلام والكرامة ومستقبل أفضل على أرض وطن الأرز…”
وأخيرا وليس آخرا ” أود أن أوجه شكري الخالص إلى السيناتور هوساكوس على دعمه والتزامه تجاه مجتمعنا وتجاهي. قيادتك وتفانيك مصدر إلهام لنا جميعًا.معًا، دعونا نستمر في تعزيز ثقافة العطاء والمساعدة المتبادلة. لا تفقدوا أبدًا أهمية عملنا المجتمعي، وليكن كل عمل وكل جهد حجرًا يضاف إلى بناء مستقبل أفضل للجميع…
