مناسبات

جورج جحا

صاحب مطبعة

الحب هو أن أعاتِب وأعاتَب، وهو أيضًا ان أسامِح وأسامَح.                                                                       

أول حب يختبره الإنسان في هذه الحياة، هو حب الأم الذي لا يضاهيه حب آخر في هذا الكون، فمنها يستقي أول درس في العطاء ومن مدرستها يغرف من معاني اللهفة والشوق والحنان.

يكبر، ومع العمر يتعرّف الصبي على دنياه، في ما تضيف الفتاة إلى أنوثتها الفيّاضة كل معاني الأمومة والجمال في الكيان، فيلتقيان ومع بدايات اللقاء رحلة فرح يدغدها الأمل بحياة فيها من السعادة والأمان ما يتوّج مسيرة نضالهما حب لا مثيل له حتى في سالف الأزمان.

هذا هو الحب، وهذا هو معناه، العطاء دون مقابل، الإستقرار دون حساب، والمحبة دون شرط ولا التزام، فالحب أسمى عطايا الله ومن فروعه ينشقّ الفرح والأمل والسعادة والإطمئنان.

وصف الشعراء المرأة، باللغز، وأنا على يقين أن مفتاح اللغز هو الحب وبيد الحبيب وحده تداعياته.

الحب نعمة سماوية يبدأ من حب الأهل والأقارب والأصدقاء مرورًا بحب الوطن والأرض وصولًا إلى حب الذات ومنها حب الحياة الذي له وحده تعود صفة الشراكة المتعادلة دون أن ننسى حب الضعيف والمريض والمحتاج وبوجوههم حب الخليقة وكل مخلوقات الأرض.

نادر هو الحب الحقيقي، لكنه موجود، ولولاه لما كان جمال ولا دفء ولا حياة.

أجمل الهدايا بالنسبة لي، من أطربنا قلبه قبل أذنيه بكلمة “أحبك” لأنها من عطايا الله النادرة، وكلما كانت بصدق كلما ارتفعت معانيها وارتقت، إلى أين؟ إلى حيث لا حدود ولا دفاتر أجندات، إلى فوق إلى حيث الأعالي العابقة بالحب، والسعادة اللامتناهية.

أمّا هديّتي أنا فهي واحدة “إكتفاء بحبيب واكتفاء الحبيب بي”.

وأخيرًا الحب هو أن أعاتِب وأعاتَب على أصغر الأشياء

والحب أن أسامِح وأسامَح على أكبر الأخطاء

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى