أصدقاء الكلمة نيوز

العيون الصامتة

بقلم ريتا حبيب

إن أخطأ الإنسانُ يزدريه النَّدم  ..

في المغفرةِ رجاء،

وفي الصَّلاةِ تضمحلُّ الرَّزايا والمذلّات ..

فالوردُ إن ذَبُل .. يَعبقُ سَهْكَه،

والإنسانُ إن أخطأ .. يلبسه العارُ والنَّدم ..

الاعترافُ بالخطأ فضيلة،

ففي الغفرانِ بعدُ ندمٍ واعتذار .. هِداية ..

ينفضُّ الدَّمعُ يغسِلُ الخطايا ..

يطهّر الأنفس توبةً..

والصَّلاةُ على الشّفاهِ تخضعُ وتستجيب ..

نتمرَّغُ تحتَ ضياءِ الذّنوبِ كرفاتِ طفلٍ ضامر،

نسبحُ صمتًا في ليالينا أسرارا،

وتنسى أجسادُنا معنى الانتفاض ..

نتألّمُ من سخطِ الأيَّام .. استسلاما ..

ونحرصُ أن نتكلّمَ جهرا ..

فالحياة ..

كالعزفِ على أوتار “التشيلّلو”

لحنٌ يُبكينا وآخرُ يفرحُنا ..

كما بينَ الرّيحِ والشَّمعةِ الخابية ضعفٌ وهوان ..

نعودُ إلى نمنماتِ احتياجاتِنا العابرات،

نبتعدُ عن الإهانةِ والخذلان 

ونحنُّ إلى المعاتباتِ والحوار ..

نحنُّ إلى الكمال ..

فيهدأ سيلُ الحِمَمِ في الأنفسِ ويرتاح ..

العمرُ لا يقف عند الأخطاء،

فهناك جراحٌ تداويها الأيَّام

وجراحٌ في القلوب أبدًا لا تستهان ..

فهي ” كاللؤلؤ الفريد ” لا يمكن خدشها ..

النَّارُ تؤجّجُ الجمرَ فيغدو رمادا،

واللّيلُ يعيش سوادَه في صمتٍ واقتبال .. 

في العتابِ تنجلي الحقائقُ وفي المسامحةِ وَقار ..

لنخيط الشقَّ الهائلَ في الرُّوح

في الأيدي دومًا .. إبرٌ وخيطان ..

النّسيانُ قافلةٌ والعفوُ نورُ الطّريق،

فجلَّ من لا يُخطىء،

وهنيئًا لمن يبدأ من أوَّل السَّطرِ بعدَ النّقاط .. 

لا تخدعنا المظاهر،

هدوءُ القبورِ .. لا يعني

أنَّ الجميع وطأت أقدامُهم أرضَ الجنان ..

فلنكن كالنَّخيلِ مترفّعين عن أحقادِ الإنسان .. 

الغفرانُ .. طريقٌ للسَّلام ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى