جاليات

بيضون في ذكرى تغييب الامام الصدر من مونتريال :قوة المغتربين في وحدتهم ،فأنتم روافد الدعم الإنساني ‎والسياسي والإقتصادي للبنان

أحيت جمعية الرسالة اللبنانية الكندية في مونتريال ولمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين لتغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، مهرجانا خطابيا  في قاعة مؤسسة الزهراء العالمية شمال مونتريال حضره رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ممثلا بالنائب في البرلمان اللبناني الدكتور اشرف بيضون ،القنصل اللبناني العام في مونتريال انطوان عيد ،عضو بلدية مونتريال الاستاذ عبد الحق ساري ، المطران پول مروان تابت ممثلا بالاب شربل جعجع ،ممثل دار الفتوى اللبنانية في كندا سماحة الشيخ سعيد فواز ،  شخصيات دينية وجاليوية ،ممثلين عن الجمعيات الاغترابية والاحزاب اللبنانية في مونتريال وحشد من ابناء الجالية .افتتحت المناسبة التي قدّم لها  محمد المعلّم بآي من القران الكريم للمقرىء الحاج عبد الله صفا ، ثم كان عرض للنشيدين الكندي واللبناني قبل ان تتوالى كلمات الدعوين.

القنصل العام عيد

بداية تحدث القنصل اللبناني العام في مونتريال انطوان عيد عن مزايا وخصائل الامام المغيب متوقفا عند عند افكاره ومبادئه  التي تنادي بالإنفتاح والتواصل والتنوع والحق والعدالة هو الذي كان صاحب رأي واستشارة من معظم رجال السياسة والدين في لبنان. ومما قاله  ” كان الامام الصدر قامة كبيرة بأفكاره وتعاليمه ومبادئه وتواضعه وانفتاحه، صاحب نظرة ثاقبة استشرف مستقبلاً أفضلاً لأبناء وبنات وطنه يقوم على المساواة في الحقوق والعمل والإنتاج لبناء مجتمع أفضل. عمامته كانت عابرة للطوائف والمناطق فدخلت بالمحبة والإحترام جميع المناطق ساحلاً وجبلاً، شمالاً وجنوبا، فكانت رمزاً للعطاء والتواضع والتآخي والتواصل ونبذ الفرقة والبغض وكان رسول سلام وداع للمحبة والوحدة والدور الجامع.  طبق الإمام موسى الصدر قولاً وفعلاً كلمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: “الناس  صنفان، إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.

واضاف عيد مستشهدا  بقولين للإمام الصدر: “الطائفة نعمة أما الطائفية فنقمة” ، وقوله “أن لبنان أمانة الله والإنسان والتاريخ أمانة في أعناقكم أرضاً وبشراً وتاريخاً”.

وفي الختام توقف عيد عند الامانة الغالية التي حملها ولما يزل ابناء وبنات الامام الصدر  ” ها هم أبناء وبنات الإمام موسى الصدر من مختلف مشارب وطوائف ومناطق لبنان، في لبنان وبلدان الإنتشار،  يحملون هذه الأمانة في أعناقهم ويربون أبناءهم على المحبة والتسامح والإنفتاح وعلى رأس هذه القافلة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي يصون الأمانة بكل تفانٍ والتزام”.

المطران تابت

والقى النائب العام للابرشية المارونية في كندا الاب شربل جعجع كلمة مطران الموارنة في كندا پول مروان تابت  مستذكرا فيها الإمام السيد القائد ومما قاله ” في هذه الذكرى نتذكر ونتذاكر، نفتقدك يا صاحب الرؤية اللبنانية، يا محذرا، يا منبها، يا داعيا بالتشبث بالدولة الحاضنة، بالمجتمع الحي، بالحقوق الحقة، بالحرية كنعمٍة إلهية، والمساواة كواجب ٍبمقدس. نفتقدك بأفعالك وأقوالك…

  • في أفعالك، نسجل فخورين التفاعل الصادق الذي دعوت إليه بين المسلمين والمسيحيين. تدخل العتبات المقدسة، مسيحية او إسلامية، خاشعا، حانيا هامتك أمام جلال إلهِنا وترفع صوتك، صوت حق.
  • وفي اقوالك… نتذاكر ما كنت تردده على كل مسمعٍ وأذٍن:” الطائفية في لبنان بحثٌ سياسي وليست بحثا دينيا”…

بقولكم هذا يا سيّد، نطقتم بالحق الغائب عن ثقافتنا السياسية اللبنانية، وعن روحية دستورنا.

وأضاف شاكيا هموم البلاد للراحل المكرم قائلا ” نهشت الطائفية في مجتمعنا، فتآكل الوطن واندثرت ذاكرتنا المشتركة واضطربت رؤيتنا وانكسف الإزدهار وانكسر الخير العام فاستخف بنا الأعداء، وشاح عنا الأصدقاء بنظرهم، ولم يرفع الإخوة عنا الظلامات.هكذا أيّها الإمام المغيب، أضاع اللبنانيون حكمتكم وتحذيركم عندما صدحتم:” إحفظوا وطنكم قبل أن تجدوه في مزبلة التاريخ…”.

وختم بالقول لكل هذه، نستسمحك اليوم، ونطلب عطفك ربي، سامح سامح سامح، رد الضربات، أعد الغائبين ونوّر العقول فيفرج عن المغيّبين…”.

” لا نريد ذاكرات فئوية ومناطقية، بل ذاكرة وطنية لبنانية واحدة موحدة جامعة وحاضنة. أجل ليبقى لبنان، لهذه، ولأمور جلّى أخرى نريد عودتكم يا سيد”.

 الشيخ  فواز

وتوقف ممثل دار الفتوى اللبنانية في كندا سماحة الشيخ سعيد فواز في كلمته عند ثورة الامام الصدر التي قادها  من اجل المحرومين ومن اجل المساكين والايتام والارامل” متسائلا ” ترانا اين نحن اليوم من هؤلاء الذي خرج الامام الصدر واعتصم في العاملية في بيروت من اجلهم؟. اين نحن من العمل الذي سار فيه من اجل الوحدة الوطنية التي عاشها وعشناها معه في المسجد والكنيسة ولقاءات المسلمين والنصارى ؟ اين نحن من الفكر الذي كرسه آنذاك من اجل ان يكون الجميع جنودا في هذا الوطن الذي بدأ البعض اليوم يبيع اجزاء منه؟ اين نحن اليوم من الرسالة التي جاء بها والتي عمل من اجلها ؟ اين نحن اليوم ونحن نقول علينا ان نتابع المسيرة وحمل الرسالة ؟”.

واعتبر سماحته ان ” الامام الصدر كان لا يفرق بين لبناني ولبناني في الوطن ولا بين تابع لمذهب ومذهب في الدين لانه كان يدرك ان الوطن لا يعيش الا بابنائه وبوحدة الكلمة ،وان الوطن يريد حقه من المواطن كما ان المواطن يريد حقه من الوطن” . معتبرا ان على هذا المواطن “ان يدرك ان لا وطن بديل له عنه وعليه ان يحافظ على هذا الوطن قبل ان نجد انفسنا ، كما اليوم مشتتين في بلاد العالم لان كرامة الانسان في بلدنا لم تحفظ”.

وفي الختام دعا فواز الى العودة الى فكر الامام الصدر “لنعيش اخوة متحابين نعمل من اجل لبنان وندرك اننا جميعا لبنانيون متساوون في الحقوق والواجبات “سائلا الله تعالى ان يرينا الامام الصدر ورفيقيه وان يجعلنا من العاملين بفكره لنعيش في وطننا وطن المحبة والسلام “.

الشيخ علي السبيتي

ثم كانت كلمة لامام المجمع الاسلامي في مونتريال سماحة الشيخ علي السبيتي الذي تحدث عن المظهر الوحدوي للمذاهب والاديان والطوائف الذي برز في اربعينية الامام الحسين في كربلاء  والذين يجمعهم حب الحسين الشهيد … وقال ” هذا النموذج الحسيني امتداد الضوء فيه في عمة اعتمرها الامام المغيب السيد موسى الصدر فكان هذا النور الذي انبلج في لبنان والذي جعل من الامام واثقا من نفسه رغم كل المؤامرات التي استهدفته بالدعاية والاتهام ومحاولات الاغتيال ومحاولات تشويه السمعة والصورة”. ولفت الى ان ” كان هناك دوما من يعمل على ان يطفىء هذا النور وان يحجبه عن عيون وقلوب الناس مرة بالقتل ومرة بالسجن ومرة بالتشريد وبوسائل عديدة لكننا واثقون من وعد الله بانه متم نوره” ..

واضاف ” الجميع استفاد من دعوته ورسالته لتحديد المخاطر الحقيقية على لبنان ومستقبله فهو الذي وعى ببصيرته النافذة مبكرا خطر الاحتلال فسارع الى تأسيس افواج المقاومة اللبنانية ودعا الدولة الى بناء الملاجىء في الجنوب والى تدريب الشباب والى تجهيز القرى الحدودية بما يدفع غول الاحتلال كما وادرك مبكرا خطر الحرمان الداخلي والتمييز بين المواطنين وخطر الطبقية السياسية والامتيازات الطائفية فاطلق حركة المحرومين لكي ينبه الى هذه المخاطر التي تسبب الاحقاد والتي تؤدي الى الاقتتال. فاعتصم واضرب عن الطعام احتجاجا على اي احد يطلق رصاصة في الداخل حتى يمنع حدوث الحرب الاهلية” . واعتبر سماحته ان ” هذه المخاطر لا تزال محدقة حتى يومنا هذا . فالمعركة على لبنان لم تتوقف ولن تنجلي لان هناك من يريده ملحقا بكيان الاحتلال وسياجا حدوديا له وهذا ما رفضته المقاومة التي اطلقها الامام المغيب لكي تحمي لبنان”.

وختم قائلا” هناك من يريد ان يستخدم فساد المسؤولين والضغوطات الخارجية والحصار الاقتصادي ليقول للناس اما ان تسيروا بخيار التطبيع واما ستموتون جوعا ومع ذلك من ترك الامام ومعهم الوطنيين والشرفاء يصبرون ويتحملون ويقفون امام هذه الهجمة العالمية الكبيرة،مؤكدا ان لبنان  الصغير بحجمه والكبير من هذا الواقع سيخرج بارادة ابنائه الذين تربوا في هذه المدرسة الحسينية الجامعة التي ترفع شعار الانسان في كل لبنان بعيدا عن الطائفية والمذهبية وتعمل لشعارات كبيرة جدا” .

بيضون ممثلا الرئيس بري

ثم كانت كلمة رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري القاها ممثله النائب بيضون متوقفا فيها عند سنوات الانتظار الطويلة  التي لما يزل خلالها  إمام الإنسانية يستوطن  في وجدان وعقول من احبه هو المتميز بكونه داعيَة فكر نيّر وحوار منفتح ومشعَل هداية ومحبة نحو رفعة كل ‎إنسان ومما قاه”:‎ ‎إن قضية الإمام الصدر ستبقى تحتل أولويات عملِنا ومهمات حركتنا وهي قضية لن تعرف التقادم في ‎الزمن ولن يخفت وهجها لأنها واجب وطني وقومي. وأقول، حذاِّر حذاِّر من المساس بقدسية هذه القضية الإنسانية ولطالما أكدنا أَّن الإمام الصدر با ٍق وأعماُر الطغاة قصار”.

‎وشدد بيضون على ان ” الرهان على الخارج والإرتماء في أحضانه لهو مراهنة مكلفة إن لم تكن قاتلة. هنا تبقى البوصلة الوطنية موجهة نحو أبنائنا اللبنانيين في بلاد الإنتشار الذين لم يبخلوا في الغالي والنفيس تجاه وطنهم المقدس في الملمات وفي غير مناسبة أو استحقاق وطني ، فلبنان وكما قال أكثر من مَّرة دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، ليس مفلسًا، لبنان بلٌد متعثر سياسيًا قبل أن يكون متعثرا اقتصاديًا، لدينا الموارد والأصول، وما ينقصنا فقط وفقط هو النوايا الطيبة والإرادة الحسنة والرؤية الوطنية الجامعة حول لبنان”لافتا الى حتمية العمل على صيانة هذه القوة المبنية على الوحدة الاغترابية، ففيها تكمن ‎وحدة لبنان الاقتصادية والسياسية والثقافية، ومن خلال ذلك تتعزز مكانة لبنان الدولية في أصقاع الأرض بل من خلال الوحدة الاغترابية نموذجا للوحدة الوطنية نسهم في الكثير في الحد من النتائج السلبية ان لم نقل من ‎النتائج الكارثية لأعتى ازمة من شأنها افقاد لبنان رونقه الحضاري”.

‎وتوجه بيضون الى المغتربين بالقول  ” يا أبناء وطني في الإنتشار، الشكر والعرفان لكم فردًا فردًا لا يفي بالغرض، فأنتم روافد الدعم الإنساني ‎والسياسي والإقتصادي للبنان وإن ثقتكم كانت وستبقى أثمن ما يمكن أن يقدم في هذه المرحلة الاستثنائية التي تشكل منعطفًا مصيريًا من حياة الوطن وإننا نعلم أن المغترب الذي رحل بعقله وجسده ترك قلبه ينبض في لبنان ولأجل لبنان ليضخ في شرايينه الإقتصادية ما يبقيه وأبناءه على قيد الحياة. هذا المغترب بعرق جبينه تقاسم محصول ما حصده في بلاد المهجر مع وطنه الأم حتى لا يشعر أنه متروك وحتى لا يشعر لبنان المقيم أن حلمه بمستقبل أفضل اندثر وضاع؛ وعليه ختامًا أعود إلى التشديد على قوة المغتربين في وحدتهم وضرورة أن يكونوا لوبي عالميا واحدًا موحدًا يحفظ للبنان وحدته الوطنية ومكانته الدولية ويستعيد حلمه بمستقبل أفضل لأبنائه عبر خلق مظلة اغترابية لحمايته وتطويره”.

وختم كلمته بالقول ” اليوم وبلسان الإمام الصدر أدعوكم بأن تكونوا في الموقع الذي عهدكم فيه الإمام في طليعة المحافظين والعاملين على وحدة لبنان في الإغتراب ونبذ التفرقة بيننا. جميعنا مدعوون لنبقى على نهج الإمام المؤسس كلمة واحدة وقلبا واحدا معًا يدًا بيد لنبذ التفرقة والفتنة والتعالي على المصالح الذاتية وتغليب الـ (نحن) على الـ (أنا) و (الأنت)، ولتكن المصلحة العليا فوق كل المصالح. كونوا واعين لأن المرحلة ‎مفصلية ومصيرية في تاريخ لبنان، وتستدعي حضوًار فاعلا للجميع هي لحظة تاريخية يمر فيها الوطن فلنتشابك يدًا بيد. الوحدة ثم الوحدة يا أبناء لبنان في المهجر وفي الوطن الام. كونوا كالبنيان المرصوص ولا تفرقوا لنعيد معًا للبناننا الحبيب رونقه كما حلم به الإمام الصدر”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى