أخبار لبنان

المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية: سيكون هناك تدابير بحق الشخصيات التي تعيق الحل في لبنان

أكدت  المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر أن الجميع في دول الاجتماع الخماسي متفقون على ضرورة أن يعمل اللبنانيون لإيجاد مخرج للأزمة المستمرة منذ ثلاثة أعوام، وبالتالي الوصول إلى انتخاب رئيس”.

وأوضحت لوجاندر  في حديث مع “إندبندنت عربية” أن أهمية اللقاء الخماسي “تجسدت بإجماع الفرقاء كافة على هذا الهدف، بخاصة إنهاء الشغر الرئاسي الذي يدوم منذ ثمانية أشهر، فهذا اللقاء اندرج ضمن إطار المهمة التي أوكل بها جان إيف لودريان من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا لتسهيل ودعم الحوار في لبنان لإعادة دفع عجلة المؤسسات اللبنانية”.

وأشارت إلى أن زيارة لودريان الأولى إلى لبنان كانت للوقوف على آراء الأطراف كافة وتكوين صورة عن الوضع، مؤكدة عودته إلى بيروت خلال الأسبوع المقبل، وأضافت “في المرة الأولى استمع إلى كل المكونات اللبنانية وهذا ساعده على تكوين صورة وتشخيص الوضع، ونقل هذا التشخيص إلى الرئيس ماكرون والوزيرة كولونا في الخامس من يوليو وأجرى مشاوراته مع الشركاء الذين استعرضوا تحليلاتهم وتشخيصهم للوضع، ودرسوا فعلياً الخيارات الملموسة المتعلقة بالتدابير التي يمكن اتخاذها حيال الشخصيات التي تعوق الخروج من الأزمة والتي تتطلب كما هو معلوم للجميع انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس للحكومة وإجراء الإصلاحات”.

لافتة إلى أن “المباحثات تتواصل مع الشركاء مع اقتراحات ملموسة على الطاولة، وسنرى على ضوء المحادثات مع الفرقاء كافة على أرض الواقع. ففرنسا تعمل من منطلق إرادة إخراج لبنان من الطريق المسدود، ولسنا بصدد خيارات افتراضية، اليوم المسؤولية هي مسؤولية القادة اللبنانيين والفاعلين اللبنانيين وعليهم إيجاد الحل”.

وحول توافق وجهات النظر بين السعودية وقطر أكدت آن كلير لوجاندر التوافق التام في وجهات النظر الذي انعكس في البيان المشترك الذي صدر الإثنين الماضي مع رسالة موحدة من قبل كل شركاء لبنان.

وعبرت باريس في الآونة الأخيرة عن دعمها لترشح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في لبنان وهو موقف لم يتفهمه بعض الفرقاء اللبنانيين، وعن هذا الموضوع قالت إن فرنسا “تؤيد المرشح الذي يقود إلى الخروج من الأزمة”، مكررة “على اللبنانيين إيجاد مرشح تتوافر فيه المعايير التي تمكن الخروج من الأزمة. بالنسبة إلينا هو المرشح الذي يوحد اللبنانيين والذي يجسد وحدة الأمة اللبنانية ويكون قادراً على جمع الفرقاء كافة من حوله وإجراء الإصلاحات لأننا أمام وضع طارئ، والأولوية اليوم هي لانتخاب رئيس”.

وحول إمكان التعويل على المصالحة بين إيران والسعودية لإيجاد حلول في المنطقة وما إذا كان لودريان تباحث مع الرياض حول إمكان ممارسة ضغوط محتملة على طهران في هذا الاتجاه؟، تكتمت لوجاندر وقالت “فرنسا لن تعطي تفاصيل المشاورات التي أجراها لودريان مع الشركاء كافة”، مردفة “لكن بالنسبة إلينا هذا التقارب بين إيران والسعودية إشارة إيجابية سبق أن نوه بها الرئيس مشدداً على أن كل ما يسهم في تحسين الاستقرار في المنطقة وكل حوار يفتح طرقاً لحل عدد من المشكلات الإقليمية أمر جيد”.

مؤتمر “بغداد 3” قبل نهاية العام

وأشارت الدبلوماسية الفرنسية إلى أهمية “الاستثمار” في هذا التطور “فالسعودية وإيران تبادلتا فتح السفارات و”نأمل في أن يسمح ذلك بحل المشكلات ويسهم في استقرار متنامٍ للمنطقة وهذا يدخل في إطار المشاورات التي نجريها في مؤتمر بغداد، وفرنسا تعمل مع السلطات العراقية لعقد مؤتمر بغداد 3 بهدف تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة عن طريق جمع الفرقاء كافة حول الطاولة، بخاصة إيران والسعودية لحثهم على التشاور والعمل على مشاريع في البنى التحتية والطاقة التي من شأنها إنعاش المنطقة”، وتأمل فرنسا في أن يعقد المؤتمر في العراق قبل نهاية هذا العام.

اللاجئون السوريون

ورداً على ما اعتبره اللبنانيون أمراً من المفوضية الأوروبية لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، قالت لوجاندر “هو في الواقع عبارة عن تساؤل حول الشروط المتوافرة لعودة هؤلاء إلى سوريا، وهذا لا يصدر عن الاتحاد الأوروبي بل ينص عليه القانون الدولي”. ففرنسا تدرك حجم الوزن الاقتصادي والاجتماعي والإنساني الذي يمثله حمل اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية والبلدان المجاورة، وأشارت الى ما قامت به فرنسا منذ بداية الأزمة لمساعدة الناشطين ودعم دول المنطقة التي تستقبل “بسخاء اللاجئين السوريين الذي بات عددهم 4 ملايين في بلدان الجوار”.

وأوضحت أن فرنسا التزمت عام 2022 دفع 540 مليون يورو لمساعدة اللاجئين في بلدان المنطقة أو الذين يعبرون الحدود إلى أماكن أخرى، كما قدمت مبلغ 90 مليون يورو للبنان والأردن عبر مهمة “مينكا” في إطار الوكالة الفرنسية للتنمية، مشددة على تمسك بلادها “بحق الحماية” عبر مساعدة دول المنطقة والتشاور على نطاق الاتحاد حول سبل استقبال اللاجئين السوريين على الأراضي الأوروبية.

موقف فرنسا من النظام السوري

وفي سؤال حول انعكاس الانفتاح على النظام السوري من قبل دول الجوار على موقف فرنسا حياله، أكدت لوجاندر أن “موقف فرنسا من النظام في سوريا لم يتغير وهو موقف الاتحاد الأوروبي الذي يستند إلى قرارات مجلس الأمن”، مضيفة “نحن نعتبر أن الشروط ليست متوافرة لعودة الحوار مع النظام السوري وما نستخلصه ميدانياً أن النظام يواصل العمل ضد مصلحة شعبه وهو لم يستجب للشروط التي حددها مجلس الأمن سواء في ما يتعلق بالانتقال السياسي، أو بما يتعلق بقضية اللاجئين”.

ما من خطوة إيجابية من النظام السوري

وعلقت على عودة العلاقات مع دول الجوار بالقول “ليس منوطاً بنا الحكم على قرارات يأخذها الآخرون باستئناف الحوار وإعادة العلاقات مع سوريا، لكن ما نستخلصه أنه حتى في ما يعول عليه وينتظره الشركاء العرب من سوريا، خصوصاً في مسألة عودة اللاجئين الطوعية والآمنة وتهريب المخدرات، لا نجد أي خطوة إيجابية من قبل النظام السوري وفرنسا عبرت عن استنكارها للفيتو الروسي لإيصال المساعدات ما وراء الحدود إلى مناطق شمال شرقي سوريا، حيث يجد المدنيون أنفسهم أسرى وقف آلية مواصلة المساعدات بإشراف الأمم المتحدة”.

تجارة الكبتاغون وقانون الكونغرس

وحول خطوة الكونغرس الأميركي لتبني قانون لمحاربة صناعة الكبتاغون، عبرت لوجاندر عن قلق فرنسا من تجارة الكبتاغون، قائلة “هي تجارة المخدرات المرتبطة بأنواع تهريب أخرى تتعلق بالجريمة المنظمة. وهذه الظاهرة تشكل عاملاً يهدد استقرار المنطقة”.

العلاقات مع السعودية

وعلقت لوجاندر على العلاقات الفرنسية- السعودية والتعاون المكثف بين البلدين، بالتأكيد أن “الشراكة متينة على صعيد الاقتصاد والدفاع، كما نسعى إلى تعزيز التعاون فهناك سلسلة مشاريع ثقافية نعمل عليها، وإلى جانب العلا، هناك مشروع مكتبة بوبورغ، كذلك تسعى مؤسسات عدة إلى تكثيف العلاقات مع الرياض ونحن نعمل على مشاريع الطاقة، فزارت وزيرة الطاقة أنييس بانييه- روناشيه العاصمة السعودية أخيراً. وعلى صعيد الدفاع، فرنسا شريك استراتيجي، فنحن حريصون على أمن المنطقة ونواصل مشاوراتنا واتصالاتنا مع السعودية والدول الأخرى في المنطقة”.

المصدر :إندبندنت عربية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى