جاليات

اللقاء السنوي في بستان حسن غية في الـ Saint-Rémi يحتضن العائلات من كل الاطياف

“حللتم أهلا ووطئتم سهلاً، “يا مرحبا بالغوالي”، “شرّفتونا”….. بهذه العبارات المحببة يستقبلك مهندس الطيران محامي الضعفاء حسن غية في بستانه في ضاحية السان ريمي (Saint-Rémi) في لقاء سنوي تجتمع فيه الاحبة حول مائدة مشتركة وفاكهة موسمية وكأني بهم في عرس يجمع الاطياف والاعمار والجنسيات دون كلفة أو تكلف، اما المناسبة فهي صدقة جارية” عن ابنه الذي اختاره الله وهو لما يزل طري العود يافع الشباب.

“الكلمة نيوز” كانت هناك وسألت غية عن أهداف هذا اللقاء فأجاب وبفرح لا يفقهه الا من يعرف معنى وأهمية العطاء “يهدف اللقاء الجماهيري والذي بات سنويا الى التعارف والمشاركة والحوار والتضامن وهو موجه لكل الجاليات العربية والاسلامية والكندية، وقد حرصت ولما أزل على اقامته بُعيد وفاة ولدي -رحمه الله- كصدقة جارية عن روحه لانني لم استطع ان أقدم له ما يتوق كل أب أن يقدمه لأبنائه بسبب رحيله المبكر، لذا فأنا أقدم لابناء الآخرين ما لم استطع أن أقدمه له”. وأضاف “عندما أرى الفرحة على وجوه الناس أشعر بالراحة وكأني اقدم هذه الفرحة لابني وقد زرعنا البستان لهذه الغاية، ونحن لا نبيع منه اي ثمرة”.

وحول ثمار البستان ومواسمه أجاب قائلاً: “يتضمن البستان جميع انواع الفاكهة كمثل التين والعنب والخوخ والمشمش والتفاح والاجاص والتوت الاسود…. وكل في موسمه، ونحن نقيم العديد من الانشطة على مدار السنة ووفق المواسم المزروعة، لكن يعتبر هذا النشاط هو الاكبر ونختار يوم اقامته وفق متابعاتنا لتوقعات الطقس الذي نأمله صافيا وجميلا لثلاثة ايام متتالية نختار اوسطها الذي يجب ان يتوافق يوم سبت ليكون فسحة لطيفة للزوار لا سيما العائلات منها للاجتماع وتناول الطعام معا وقطف الثمار التي تحلو لها، وفي هذا اللقاء نحن نقدم الشاي على أنواعه والقهوة ونوزع الذرة المسلوقة والمشوية والتي نشتريها صباحا باكرا من البستان المجاور، اي انها تأتي طازجة من الارض الى الطنجرة أو النار، هذا طبعا بالاضافة لقطف وأكل وجمع كل ما يحلو للناس من الثمار المزروعة في البستان”.

هل من شروط معينة تضعونها على زوار البستان سؤال وجّهناه على المضياف غية فأجاب: “نعم شرط واحد نضعه على زوارنا وهو مشاركة بعضهم البعض في الاطباق التي يحضرونها معهم لزوم الغذاء، فمن أراد التفرد بما يحمل يمكنه الذهاب الى اي من الحدائق الموجودة في المنطقة وليقم الـ Pique Nique كيفما يحلو له، أما في البستان فالمشاركة هي شرط اساسي والهدف منها ان يتعارف الناس على بعضهم البعض ويتبادلوا أطراف الحديث، تصوري، لقد زار البستان صديقان جمعتهما مقاعد الدراسة وفرقتهما الايام الاول دخل السلك العسكري في لبنان والثاني سافر الى الخارج بهدف العلم ومن بعده العمل وفي بستان السان ريمي التقيا صدفة بعد مرور خمسين عاما وجددا علاقتهما، كما انني التقيت اليوم بحفيدة خالي وقد عرّفتني على نفسها ،فهاهنا تلتقي الناس على المودة وتمضي النهار بفرح في أحضان الطبيعة فلم لا نعطي لانفسنا المجال لعيش انسانيتنا بعيدا عن الالكترونيات والرسميات المتعبة؟

عن زوار البستان قال غية: “اتوا من مختلف مناطق كيبيك، ومن كل الطوائف والمذاهب ومن كل الاعمار كما سجل حضور لـ  Mission Communautaire de Montréal ومركز شباب سانت ريمي وهي مؤسسة خيرية كان ولدي منتم الى صفوفها، ويفتح البستان ابوابه من الساعة الواحدة بعد الظهر حتى مغيب الشمس ومنهم من يبقى لما بعد هذا التوقيت يتسلون ويتسامرون على فنجان الشاي.

وعن نشاطات أخرى يشهدها البستان تحدث غية قائلاً: “في فترة الكورونا وفي اثناء اغلاق البلاد بما فيها دور العبادة قررنا مجموعة من الاصدقاء وفي ظل السماح للتجمعات في الهواء الطلق اقامة صلاة يوم الجمعة في البستان، فأنشأنا لهذ الغاية  مجموعة على الواتس آب أسميناها “مجموعة صلاة الجمعة في البستان” نلتقي من خلالها على فطور الصباح ومن ثم اقامة الصلاة ونقضي النهار مع بعض حتى مغيب الشمس، ومع انتهاء الجائحة وفتح دور العبادة لما نزل نحرص على عقد اجتماعاتنا واقامة الصلوات مع بعضنا البعض وان بشكل متفرق وفق أوقاتنا وانشغالاتنا.

وختم غية قائلا: “البستان مفتوح وعلى مدار العام لاي نشاط ولأي جهة كان ودائماً بشكل مجاني،كمثل الزيارات التي يحضرها مجموعة les Camps de jours، اقامة الاعراس، الاحتفالات الخاصة وغيرها الكثير من الانشطة، اما بالنسبة للاهتمام بالارض والزرع فأنا أطرح الأفكار والعمال يعملون من أجل حسن استمراره والعناية بمواسمه، وفي هذه المناسبة اسمحي لي ان اتقدم بالشكر من موقعكم الكريم على هذه التغطية اللطيفة ولاوجه من خلاله دعوة عامة ومفتوحة لزيارة بستاننا ومشاركتنا مواسمه المتنوعة.”

article

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى