جاليات

القنصل العام طوني عيد: تكريم السيدة هتاف انما هو تكريم للكلمة الراقية والشعر والفن الجميل

كرّم صديقات وأصدقاء صالون هتاف الشعر الثقافي في كندا وبرعاية قنصل لبنان العام طوني عيد وقنصل العراق أغادير النقيب  الشاعرة هتاف السوقي صادق في قاعة وليد حديد في مونتريال بحضور قنصل لبنان طوني عيد، قنصل العراق اغادير النقيب ممثلة بالدكتورة سندس، شعراء، كتّاب، أهل الصحافة وحشد من محبي الشاعرة وزوجها شاعر الملاحم محمد صادق.

والحفل الذي قدّم له الاعلامي فيكتور دياب وأحياه الفنان ادي بندلي توالت فيه الكلمات لأدباء وشعراء كرّموا السوقي كل على طريقته وان كان ما يجمعهم محبتهم الكبيرة لها وتفانيهم في خدمة الكلمة واللون.

عيد

وفي كلمته حيّا عيد السيدة السوقي على انتاجها الادبي وتمسكها بلغتنا الام كما نشرها الشعر والادب في بلاد الاغتراب ومما قاله: “ما أصعب الوقوف أمام ثلة من المثقفين والشعراء وفي حفل تكريم السيدة هتاف السوقي، فتكريم السيدة هتاف انما هو تكريم للكلمة الراقية والشعر الرصين، واذا كان ارز لبنان هو أرز مقدس، وأرز الرب فكيف الحال اذا كنا امام شاعرة الارز وشعرها مبارك ومقدس من الرب عز وجل؟ انه لشرف لي ان اقف امامكم جميعا وان اتكلم واشكر الحضور الكريم وكما قال لي الشاعر الكبير هنري زغيب “على مرّ الدهور والازمنة أسمع حاكم سابق، ملك سابق، لكن لم أسمع قط بشاعر سابق، فالشاعر يبقى حتى نهاية الازمنة، فكيف اذا كان الشاعر هو شاعر كبير كالسيدة هتاف؟ وهنا يستوقفني أمر هام يتعلق بواضعي النشيد الوطني اللبناني الذي نعتز به وديع صبرا ورشيد نخلة الذين لو كانا في زمننا الحاضر لكانا كتبا سهلنا والجبل منبت لنساء ورجال، نساء فتحن صالونات للشعر”.

وتابع مستشهدا بالحكّام العرب الذين لطالموا كانوا يحيطون انفسهم بالشعراء والادباء والمثقفين في مقابل حكّامنا الذين أبعدوهم واستغنوا عن حِكَمِهم، متمنياً لو انهم يعيرون الموضوع أهمية أكبر لان الشعراء والادباء كشعاع الشمس الذي ينير الطرقات والعقول في الليالي الظلماء التي نعيشها.

وأضاف متوجها الى الدكتور محمد صادق بالقول: “سيد محمد، يقال وراء كل رجل عظيم امرأة وانا أقول الى جانب كل رجل عظيم امرأة عظيمة وأعظم، ففي شعرك يا دكتور تستلهم فكر السيدة هتاف النيّر وحضورها الشيق، طيبة قلبها، المربية الفاضلة… هذه المبادئ هي التاج الذي نفتخر به. صراحة انا أخجل أن أتحدث أمام ما قيل في حضرة ملكة الشعر وبهذه العواطف الجياشة، وما اود قوله انك يا سيدة الكلمة، التاج الذي يزين الحضور ليس فقط في مونتريال انما في بلاد الاغتراب بالشعر والثقافة والادب الذي نحتاجه”.

وختم قائلا: “انا فعلا أعتز بوجود أفراد مثلك سيدة هتاف، وسأسعى جاهداً وفور استتباب الوضع في بلدنا الحبيب لبنان  لايصال الصوت والعمل على تكريم فعال من فخامة رئيس الجمهورية لان من واجبنا الاضاءة على الحضور والناس التي حافظت على الثقافة واللغة والشعر العرب، كما أتوجه بالشكر للسيد حديد لجعله من هذه الصالة منصة هامة للتفاعل في ظل حاجتنا الدائمة لتقبل الآخر، تبادل الآراء، التلاقي، الحوار حتى نعيش بسلام ومحبة”.

د. سندس

وفي كلمتها بلّغت ممثلة قنصل العراق أغادير النقيب الدكتورة سندس الحضور تحيات القنصل التي اضطرت للاعتذار لدواعٍ عائلية طارئة. ومما قالته: “حضرت اليوم الى محفل شعراء وأدب، لذا تراني اتيت لاستمتع بالكلمة وحروفها. نحن في العراق نحبكم، وانا شخصيا صادف استلامي لاول منصب في الخارج في لبنان الحبيب حيث امضيت في ربوعه أربع سنوات كانت من أجمل سنوات العمر، وفي الحقيقة تجمعنا معكم ثقافة مشتركة، روحانيات مماثلة”. وتابعت تقول: “السيدة هتاف تستحق حقا هذا التكريم وأكثر، تعرفت عليها منذ ما يقارب السنتين فهي ليست بشاعرة جميلة بانتاجها فقط، اذ ورغم معرفتي القصيرة بها شعرت بالدفئ، قلبها مفتوح سهل الوصول اليه كما انها سهلة الوصول الى قلوب الناس، اعذروني لست كاتبة ولا أديبة، يبقى الديبلوماسي يبحث عن العلم وبسبب أن اداته هي اللغة يبقى يطلب المعرفة من الشعراء والادباء لانها السلاح الاول فيا ليت الادباء يبقون على هذا العطاء ليستمر الى الازل، فكلماتهم وأشعارهم تبقى وتعلّم حتى اكثر من القادة والسياسيين، لأنهم رسل سلام ومحبة صافية.

حديد

بعد الكلمة الترحيبية اشار حديد الى اهمية الحفل الادبي بامتياز ومما قاله: “انها لفرصة جميلة لنا في بلاد المهجر ان نحتفي ونكرّم شاعرة بحجم السيدة هتاف السوقي صادق، فهي قبل ان تكون شاعرة، هي انسانة تضج بالاحاسيس، هي الام والصديقة، وان وجود اشخاص كالسيدة هتاف لهو حماية للغة والهوية العربية في المهجر، فكلماتها تعبر عن كل ما يجيش في أعماقنا من أحاسيس والتي تمثلنا”.

وختم قائلا: “انها السنة الرابعة من عمر صالة نهاد حديد،هذه الصالة التي شهدت الكثير من الاعراس الادبية الثقافية والاجتماعية والتي تميزت بجمع نخبة النخب وحضور الليلة هو أحد أعمدتها شاكرا كل من حضّر وساهم في انجاح هذا التكريم الرائع هذه الليلة”.

المكرّمة السوقي

وفي كلمتها رحبت السوقي بالحضور وبكل من حضر وعمل على هذا التكريم الكريم مشيدة بالعلاقة الطيبة التي تربط ابناء الاغتراب بعضهم ببعض ومما قالته: “نحن في حكم الغاء التلاقي، ولكن الغربة، كندا البعيدة عن بلدنا جمعتنا ودون حدود، نحن نترجم محبتنا للاسف بأرض الغربة، ولكن ليس للاسف انما الحمدلله ان هناك ما يجمعنا وهي الكلمة ولغتنا العصماء، لغة الضاد”.

وأضافت: “الشكر لكل من حضر، كلكم قامات، واسمحوا لي ان اشكر من توّجني هذه الليلة بأجمل ما يمكن ان أتوج به في حياتي، أصحاب الكلمات وأصحاب القصائد، كل كلمة ماسّة وكل كلمة لؤلؤة، لا يمكنني ان أثمّن ما قيل لانهم أكبر من كنوز الدنيا، فالهدايا تذهب اما الكلمات فتحفر في القلوب”.

وتابغت تقول: “تكريمي بكم، مجاذيفُ حسنٍ تُبحر في كونٍ من المحبة الصادقة والوقفة الشمّاء…

مجاذيفُ حسنٍ تبحرُ في محيط لغتنا الام العذب اللامتناهي الذي يحضن قسمات الارض ويروي العطاشى..

ما أصعب ان تقول في فرسان الفضيلة والبلاغة واللغة العصماء ما يُحرِج القلم في بوحِه على الورق …فالقوانين خجلى والكلمات حيية والحبر تجمّد في شريانه ،لان تكريمي بكم يتأبى البوح الا بنبض قلبه ولهفة عينيه والامتنان والتقدير لكم جميعا.

جبال وجباه

من عيون الفجر…من رأدِ ضُحاها

من جبالٍ سطّرِ النورُ بهاها

من جباهٍ ما عرفنَ الذلَّ يوماً

ملعبُُ للشمسِ في دوحِ مُناها

من لآلئ البحر من مرجان شطٍّ

من شراعٍ وزّع الحرف وباهى

من قوافي الشعر …من نثرٍ تجلّى

صغن للتارخ امجاداً وجاها

هاك لبنان…جبالاً وجباها

لو رسمنَ الشمس ما شئنَ التقاها

وفي الختام اجتمع الجميع حول كوكتيل لزوم المناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى