منوّعات

غزارة في الكمية سوء في النوعية

المتتبع لما ينشر في وسائل التواصل من كتابات توصف بأنها شعرية تقترب في معظمها من أشياء كثيرة إلا الشعر، تداعيات بعضها تومض بومض ما لكنه لا يوصل النص إلى مستوى الشعر.

ولكن السؤال.. هل يجب أن يكون كل النّاس شعراء؟.. أو هل يجب أن كل ما يكتب يجب أن يكون شعراً؟..

بالطبع لا..

لكن المشكلة في التسمية التي تتبارى بعض المواقع في منح رتبة شاعر أو شاعرة لمن كتب ونشر.

والظاهرة اللافتة غزارة ما سمّي بالشاعرات، وقد يكون تفسير ذلك ان الأنثى في تركيبتها الشعورية ميّالة إلى الرومانسية فتبوح بما تجود قريحتها في منابر وصفحات ليس هناك من معيار أو ميزان نوعي لما يكتب.

ولكن وان كان في ذلك بعض السلبية إلا انه يفسح المجال للإقدام على الكتابة وبالتالي إمكانية ولادة شاعرة أو شاعر ما، لذلك وبعد غزير النشر على وسائل التواصل يكون التوجّه التلقائي إلى الإعلام المطبوع حيث هناك حدّ ما للفرز ما بين الغث والسمين.

لكن الإعلام المطبوع لم يعد يملك المساحات الكافية للنشر لذلك يتم التركيز على النوعية وهنا تبدأ اتصالات العتب على عدم النشر وإشكالات الاحراج.

والسؤال الأساسي..

هل هذه الظاهرة صحية أم مرضية؟!..

في مطلق الأحوال.. بعد انخفاض علو جدار الشعر (وتلك حالة بدأت قبل ظاهرة وسائل التواصل) ليس مستغرباً أن تعمّ هذه الحالة. لكننا نتمنى على أصحاب المواقع وبينهم أصدقاء أن يبذلوا جهداً في سبيل الفرز بين ما هو مقبول وما هو غير صالح للنشر لأن هناك مسؤولية معنوية في ذلك، فأن نكرّس احداهن على انها شاعرة وهي ليست كذلك ففي ذلك ضرر لها وللموقع الناشر.

قد يكون في ذلك بعض التدخّل في شؤونهم..

لكن المقصود إراحة الضمير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى