أخبار كندا

زعيم المحافظين الجديد إرين أوتول يريد توحيد حزبه وإظهار أنّ “ترودو يضعف كندا”

انتخب حزب المحافظين الكندي (PCC – CPC) عضو مجلس العموم إرين أوتول زعيماً جديداً له خلفاً لزعيمه المستقيل أندرو شير.
وفاز أوتول من الجولة الثالثة في انتخابات تبارز فيها أربعة مرشحين، فحصد 57,01% من أصل مجموع النقاط البالغ 33800، فيما حلّ الوزير الفدرالي السابق بيتر ماكاي ثانياً بعد أن حلّ أولاً في الجولة الأولى.
وخرجت المحامية لسلين لويس من المنافسة في الجولة الثانية بعد خروج عضو مجلس العموم ديريك سلون في الجولة الأولى.
وبموجب النظام الانتخابي لحزب المحافظين يحصل كلّ مرشّح على الزعامة على 100 نقطة لقاء فوزه بأيّة واحدةٍ من الدوائر الانتخابية الـ338 في كندا، وبغضّ النظر عن عدد أعضاء الحزب في الدائرة. وبالتالي يكون الفوز من نصيب المرشّح الذي يجمع أكثر من 16.900 نقطة.
وأعلن الرئيسان المشاركان للجنة الحزبية المنظمة للسباق الانتخابي، ليزا رايت ودان نولان، فوز أوتول بُعيْد الواحدة من فجر اليوم فيما كان يُتوَقَّع صدور النتائج النهائية بحدود السادسة من مساء أمس.
فقد تأخر فرز الأصوات بسبب عطل حلّ بإحدى الآلات المستخدمة لفتح الظروف التي تحتوي أوراق الاقتراع التي أرسلها الناخبون، ما تسبب بتمزيق آلاف الأوراق وأجبر اللجنة على إعادة كتابة أسماء المرشحين المذكورة في تلك الأوراق يدوياً.
وجرى الاقتراع بواسطة البريد بشكل كامل بهدف تجنّب مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ المسبّب لجائحة “كوفيد – 19”.
“إلى ملايين الكنديين الذين لا يزالون مستيقظين والذين ألتقيهم للمرة الأولى، صباح الخير! اسمي إرين أوتول، وسترونني وتسمعونني غالباً في الأسابيع والأشهر المقبلة”، قال أوتول الليلة الماضية في العاصمة الفدرالية أوتاوا عقب الإعلان عن فوزه.
وبفوزه في السباق الانتخابي يصبح أوتول زعيم المعارضة الرسمية في مجلس العموم وثالث شخص يُنتَخَب لقيادة حزب المحافظين لولاية كاملة، لا لمرحلة انتقالية، بعد ستيفن هاربر وأندرو شير منذ أن أبصر حزب المحافظين الحالي النور في كانون الأول (ديسمبر) 2003 نتيجة اندماج حزب التحالف الكندي (Canadian Alliance) بالحزب التقدمي المحافظ الكندي (PC).
وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها أوتول للفوز بزعامة حزب المحافظين، فهو شارك في السباق الانتخابي ما قبل الأخير على زعامة الحزب الذي جرى في أيار (مايو) 2017، وحلّ فيه ثالثاً.
وظلّ أوتول قريباً من المرشّح الفائز آنذاك أندرو شير الذي فاز بزعامة الحزب في الجولة الأخيرة بوجه ماكسيم برنييه بفضل دعم مناصري أوتول له بعد خروج مرشّحهم من السباق في الجولة ما قبل الأخيرة، فيما كبر الخلاف لاحقاً بين شير وبرنييه إلى أن انشق هذا الأخير عن المحافظين وأسّس حزباً جديداً.
ويمثّل أوتول في مجلس العموم دائرةَ “دورهام” (Durham) في أونتاريو، كبرى المقاطعات الكندية العشر من حيث عدد السكان وبالتالي من حيث حجم التمثيل في مجلس العموم، منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بصورة متواصلة، إذ فاز بمقعدها في ثلاثة انتخابات.
ويفيد تقرير لوكالة الصحافة الكندية أنّ أوتول نجح في التمايز عن ماكاي في كيبيك، ثانية كبريات المقاطعات، بعد أن كان ماكاي، ابن مدينة نيو غلاسكو في كبرى مقاطعات كندا الأطلسية الأربع نوفا سكوشا، يعوّل عليها وعلى سواها لحشد الأصوات.
ألوبا كلارك، العضو السابق في مجلس العموم عن إحدى دوائر كيبيك العاصمة، رأَس حملة أوتول في مقاطعة كيبيك وأخبر وكالة الصحافة الكندية قبل صدور النتائج الليلة الماضية أنّ أوتول حقق في الأشهر الماضية “اختراقاً” في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
وأوتول من مواليد مونتريال، كبرى مدن كيبيك، عام 1973، ولغته الأم هي الإنكليزية كما أنه يجيد الفرنسية. وكان والدُه جون أوتول عضواً في الجمعية التشريعية لمقاطعة أونتاريو طيلة عقديْن من الزمن، منذ 1995 ولغاية 2014 بشكل متواصل.
وقبل دخوله المعترك السياسي في عام 2012 كان إرين أوتول ضابطاً في سلاح الجوّ الكندي، وعيّنه ستيفن هاربر وزيراً لشؤون قُدامى المحاربين عام 2015، في آخر سنة من ولايته الحكومية الثالثة والأخيرة.
وعُيِّن أوتول ناطقاً باسم حزب المحافظين للشؤون الخارجية عام 2018، فيما كان الحزب يُشكل المعارضة الرسمية بوجه حكومة الحزب الليبرالي الكندي (PLC – LPC) برئاسة جوستان ترودو التي استلمت السلطة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.
وفي خطاب الفوز الليلة الماضية هاجم أوتول حكومة الأقلية الليبرالية برئاسة ترودو والحزبَ الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، بقيادة جاغميت سينغ والكتلة الكيبيكية الداعية لاستقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية والتي يقودها إيف فرانسوا بلانشيه.
لكن قبل قرع طبول المعركة الانتخابية المقبلة لإزاحة الليبراليين من الحكم سيتعيّن على أوتول رصّ صفوف حزبه، فماكاي الذي حلّ ثانياً في السباق الانتخابي كان المرشّح الذي يحظى بأكبر دعم في أوساط نواب الحزب عند انطلاق السباق.
“اليوم تعطونني مهمة واضحة: أن أوحّد حزبنا وأدافع عن قيمنا وأُظهر مرةً أُخرى أنّ جوستان ترودو يُضعف كندا”، قال أوتول.
“لكن لن أكتفي بانتقاد الليبراليين، سنقترح تصوراً لكندا أكثر قوة واتحاداً وازدهاراً، تصوراً إيجابياً من المحافظين”، أكّد الزعيم الجديد لحزب المحافظين الكندي.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى