نم قرير العين نزار قباني، فطالما هناك من يغنّيك بإحساس مرهف وبأصوات واثقة متمكنة كصوتي نجلا جفّال ورامي بدر وفي عقر دار مونتريال حيث ينتشر عبق الثقافة الغربية في كل الارجاء، لطالما الموسيقى العربية بالف خير ورسالتك بعيش كل تفاصيل المرأة مع الحفاظ على رهافتها والتفنن في عشق كل مفاتن جمالها وانوثتها بأكثر من كل الخير.
شهدت مونتريال عرسا ثقافيا فنيا بطلاه الفنان اللبناني رامي بدر والفنانة التونسية نجلا جفال اللذان كرّما شاعر المرأة نزار قباني في أمسية رائعة حملت عنوان Balkis Chante Moi Ton Corps وذلك على مسرح بلازا في وسط المدينة، حضره جمهور غفير من مجبيه ومحبي صوتي الفنانين المنتشرين الذين أنشدا باقة منوعة من الاغاني المعتقة بالسحر والجمال اخذا فيها الحضور الى رحلة عربية، الى الديار الام، حيث الحب والوجد على طريقة النجم الساحر كاظم الساهر.
أطل رامي ونجلا بأغنية على طريقة الديو “رسالة من تحت الماء” للراحل عبد الحليم حافظ، فعلّموا في أذهان الحاضرين حضورا وجمالا هي بصوتها الساحر العذب وهو بصوته الحنون المتمكّن قبل ان ينتقلا في حديقة قباني الشعرية والساهر الفنية ما بين “أشهد أن لا أمرأة” و “اني خيّرتك فاختاري”، “زيديني عشقا”، “مدرسة الحب”، “قولي أحبك” ليختتما مع “قارئة الفنجان” فقلبا الدنيا ولما تزل، حتى لكأن الحلم كان جالسا مستمتعا بعد غياب فرضته الجائحة الملعونة وكسره الشوق لفن أصيل بات عملة نادرة في ايامنا الصعبة اليوم.
انتهى حفل العطش للحياة وللموسيقى أمس، حفل مساعدة الشمس على الشروق بصوت دافىء اميره ذاك الرامي وقوي مشعاع ملكته تلك النجلاء والذي جمع على ثقافة الموسيقى حنينا ومحبة لشعوب عربية تقاطرت لتشهد على وعد باعادة الحياة لكل من غاب عنا من الرعيل الاول بالجسد لكنه باق في حناجرهم الصادحة والى الابد.
شكرا رامي ونجلا ليس منا قط نحن من شهد ذاك العرس الفني الجميل انما نيابة عن الشاعر المتيم بالمرأة شاعر الحب والغرام نزار قباني.
