جاليات

“ليلة من الضحك والمرح مع طوني أبو جودة وندي أبو شبكة في قلب مونتريال”

احتضنت مدينة مونتريال، وفي ليلة حضر فيها الضحك والفكاهة والخفة المطعّمة بالمرح عرضاً “ستاند أب كوميدي” مميزا أضاءه نجما الكوميديا اللبنانية طوني أبو جودة وندي أبو شبكة في أجواء مليئة بالحماس، قدم خلاله الثنائي مجموعة من المشاهد الكوميدية التي تناولت بذكاء مواضيع اجتماعية وثقافية متنوعة استمتع معها الحضور بأداء كوميدي فريد يمزج بين السخرية والطرافة، في تجربة جعلت من العرض ليلة لا تُنسى ضمن مشهد الترفيه المتنوع الذي تشتهر به مونتريال.

“كلوب صودا” في مونتريال كان احد شهود تلك الامسية الاستثنائية ما بعد اوتاوا وما قبل تورنتو، وعلى مدرّجاته غفا القلق والتوتر لساعتين من الوقت تنفس خلالها مغتربو لبنان الصعداء جرّاء الاحداث الدامية في لبنان، تاركين حزنهم وخوفهم والكثير من انقساماتهم على أعتاب تلك اللحظات الكوميدية التي جمعتهم بضحكات صافية وأمل متجدد في عتمة الغربة.

أطل ندي ابو شبكة وفي جعبته الكثير من خفة الظل، فهو المقيم الدائم في لبنان ويعرف تماما كيف ينقل صورة وواقع اهلنا فيه دون ابتذال او تهكم، وبعبارة” أهم شي رصيدك بالحياة هو محبة الناس ،هالمحبة اللي وصّلت ابني ليعمل تدفئة وتبريد في معهد فني وعمرو خمس سنين بس استطاع ان يخطف الاذان والضحكات الى وماذا بعد؟ اما عبارة  “لا حرب في بلادنا” في ظل الاجراءات الهشة المتبعة من الحكومة في مثل هذه الحال فاستطاع ان يشدّ الحضور الى فقرته المحمّلة بكل الوان الفرح والتي تنقّل خلالها ما بين مواضيع المدارس، المستشفيات، البحر، العائلة بتعابيرها من مثل شو نايم؟ اه جيت؟ اشتراك الموتور بيدق عالباب وبيسألني شو بالبيت؟ لارد عليه بالقول لا والله يا ريت احكيني بعد شوي، وعلى محطة البنزين الدولاب منفّس بيسألك مننفخو؟ شو بترد عليه: نفّس الباقيين بيصيروا متل بعض، وغيرها من التعابير الحياتية اللبنانية اليومية التي ساهمت باعلاء جرعات الضحك بين الحاضرين.

لم يتأخر طوني ابو جودة عن جمهوره اطلاقا، فمذ لحظة دخوله المسرح بدأ بالحديث عن التعايش في لبنان وفي كندا، تحدث عن الاغاني المتعلقة بوضع لبنان من مثل اهلا بهالطلة وغيرها، اما تقليد الشخصيات فلها فقرتها الخاصة هو المعروف بدقته في هذا الفن الساخر الجريء، فقلّد رجال السياسة من مثل الدكتور سمير جعجع ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، قلّد منظمي الحفلات حيث يقوم النادل بكل الادوار: المغني، عامل الاستقبال، الـ DJ، مدربي الحياة، قلّد ممارسي اليوغا والسياسيين ليختم بأغنية لمايكل جاكسون فيما يحاول التعامل مع حاجته لدخول الحمام، مقدما نوعا جديدا قديما من الفكاهة التي احبها الجمهور ولطالما انتظر ما يخفف عنه عبء الوضع الامني في لبنان هو البعيد عن ارضه الام واهله.

“مرة جديدة، استطاعت غادة خليفة، مديرة شركة Innovent المتخصصة في تصميم المشاريع والفعاليات، أن تحقق نجاحًا لافتًا في تحديد خياراتها ورهانها مع الكوميديين والكوميديا في كندا، لتطرح نفسها واسم شركتها كمنافس قوي وذو مكانة خاصة في عالم الإدارة الفنية المتنوعة.”

الكلمة نيوز” حضرت الامسية وكان لها اللقاء التالي مع طوني وندي.

طوني 

لنتحدث قليلا عن تجربتك بالكوميديا في كندا وبماذا تختلف عنها في لبنان؟

تجربتي في كندا تعود الى العام 2019 حيث قدمت اول عروضي الكوميدية فيها ومن ثم في العام 2000، واليوم في العام  2024 وفي كل مرة يكون العرض وتفاعل الجمهور احلى واحلى من المرة السابقة لان الجمهور اللبناني والجاليات العربية في كندا ممن يتابعني ويحب ما اقدمه وهي طوّاقة للفرح والكوميديا، يفرحون عندما نعرض لهم لانهم يشعرون انهم في لبنان وبالتالي ما نشعر به في وطننا نعيشه في كندا وكأننا في بيوتنا لاننا دائما وسط اهلنا وناسنا.

-بما يختلف الجمهور اللبناني في كندا عنه في لبنان؟  

الانضباط أهم ما يميز الجمهور اللبناني في كندا، كما انه غير سياسي ولا ينجرّ وراء الخلافات الدائرة التي اعتدنا عليها في بلادنا، في كندا لا حظر على مواضيع ولا اعتراض على اي نوع من انواع القصص التي يتناولها مسرحنا اطلاقا، وهو ما يساعدنا في ان نقدم عرضا فيه من الحرية ما يضحك الجمهور دون خوف من مشاحنات او خلافات تذكر وهو اكثر ما يميز عروضنا في كندا عنها في لبنان.

-كيف تجد دور الكوميديا بالتخفيف عن الضغوطات اليومية؟

الستاند اب كوميدي هو الوحيد الذي يستطيع ان يخفف من هذه الضغوطات، الكوميديا جاءت للترفيه ومن خلالها يستطيع الانسان ان ينسى بعضا من همومه ولو مهما كانت كبيرة، فالعروض الفكاهية والاستماع الى الموسيفى اللطيفة بامكانهما ان يلعبا دورا هاما في حياتنا اذ انهما وجدا للتخفيف من الالم والعذاب والضغوطات على انواعها، الكوميديا احلى وسيلة ونحن بحاجة لوجودها في حياتنا.

– ما هي النصيحة التي تقدمها للموهوبين في كندا في ظل افتقاد هذا النوع من الفكاهة؟

على الموهبين ان يقوموا بجهد اكبر لا سيما ان كانت هناك موهبة عليهم ان يعملوا على الانتشار من خلال وسائل التواصل ومن ثم ينقلونها الى المسرح.

-كلمة للجمهور الحاضر الليلة ولغادة السيدة التي ساهمت بإدخال البسمة الى الشفاه رغم الالم العاصف بنا جراء ما يحصل في لبنان؟

جمهور رائع، اريد ان اتوجه اليه بالشكر لانه لما يزل يؤمن بلبنان وبالموهبة النظيفة ،وللسيدة غادة اقول “يعطيك الف عافية” وشكرا لانك سمحت لهذه الفرصة ان تكون ونتواجد مع اهلنا في كندا على امل ان يكون لدينا عمل في السنة القادمة نتشاركه مع ابناء بلادنا والبلدان العربية.

ندي 

ماذا تقول للجمهور اللبناني الذي وجدناه متفاعلا معك وما روح الدعابة التي خففت عنه قليلا وجعه؟

اشكرهم لانهم جاؤوا وحضروا العرض، أريد أن أشكرهم على محبتهم وصدق مشاعرهم، نحن اللبنانيون معتادون ورغم كل القصص التي تمر بها بلادنا ورغم كل البعد عن ارضنا، نعرف كيف نبقي على الابتسامة ،على الضحكة ولا نستسلم ابدا، رغم الجراح والصعوبات التي نمرّ بها.

-هل  اساليب الكوميديا التي تعتمدونها في لبنان تختلف عنها  في كندا؟

اجاب ممازحًا: “الفرق بين ستاند اب الذي نعرضه في كندا عن الذي نعرضه في لبنان، اننا في لبنان نتقاضى مقابل اتعابنا الدولار على 1500 بينما هنا يتعاملون بالدولار فريش”، واضاف: لذا نجد ان ستاند اب هي نفسها، وفي كل بلد له خاصيته، وبالنسبة لي انها المرة الاولى التي ازور فيها كندا وأعرض على مسارحها وبالتأكيد سوف اعيد الكرّة لانها بلاد جميلة جدا وتجربتنا فيها رائعة.

-ماذا تقول للجمهور اللبناني وللسيدة غادة التي تحرص من خلال شركتها Innovent على تقديم فن بلادنا الراقي في مغترباتنا؟

اريد ان اشكر الجمهور العربي عموما واللبناني خصوصا الذي وعلى الرغم من انشغالاته ووجعه على ما يحصل في بلادنا حضر العرض الذي قدّمناه سواء في مونتريال او اوتاوا او كيبيك، فالجمهور اللبناني اينما كان “بيبيّض الوجه”.

كما واود ان اشكر السيدة خليفة التي ارادت ان نكون هنا ونلحظ محبة الناس لنا في كندا خصوصا وانه بالنسبة لي، موضوع السفر كان صعبا جدا الى كندا ولكنها عرفت كيف تقنعنا ان نحضر ونعرض وسط هذا الكم من الحب والحرارة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى