أخبار لبنان

بو حبيب استقبل نظيره المصري: انخراطكم بمحادثات الدوحة يجسد حرصكم على وقف القتل

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب نظيره المصري بدر عبد العاطي، الذي زار بيروت اليوم، حاملا رسالة دعم من القيادة المصرية، وعقدا اجتماعا ثنائيا بحثا خلاله في الجهود القائمة حاليا، ومن بينها الجهود المصرية للتوصل إلى وقف لاطلاق النار في غزة وخفض التصعيد في المنطقة.

ثم عقد الوزيران بو حبيب وعبد العاطي اجتماعا موسعا ضم أعضاء الوفد المصري والجانب اللبناني، تلاه مؤتمر صحافي مشترك.

وثمن بو حبيب “الزيارة المهمة للوزير عبد العاطي في هذا الظرف الحساس والخطير الذي يمر به لبنان والمنطقة”، مشيدا ب”التعاون والتنسيق الدائمين مع الأخوة في مصر”.

وأكد “حاجة لبنان إلى دعم عربي ووقوف أشقائه العرب الى جانبه من أجل كبح جماح عدوان إسرائيل ووضع حد لاعتداءاتها وإعادة الهدوء الى جنوب لبنان”.

وشدد بو حبيب على “ضرورة أن تستأنف اللجنة الوزارية العربية الخماسية المكلفة التواصل مع سوريا أعمالها في أقرب فرصة للبحث في كل الملفات العالقة، ومن بينها أزمة النازحين ولمساعدة سوريا على استعادة عافيتها ووحدتها واستقرارها”.

من جهته أكد عبد العاطي “دعم مصر الكامل للبنان وإدانتها أي اعتداءات على أراضيه، وبذلها كل جهد ممكن في سبيل تجنيبه الحرب، لأن استقرار لبنان وأمنه مصلحة مصرية وعربية”.

وأوضح أن “القاهرة تسعى من خلال محادثات الدوحة الى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، وتأمل في توافر النوايا الحسنة والإرادة السياسية من قبل الاطراف المعنية لإنجاح هذه المحادثات وتجنيب المنطقة آتون حرب شاملة”.

كما جدد “تأييد مصر الكامل لمطالب لبنان بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وبتمديد ولاية قوات اليونيفيل لسنة أخرى”.

 وعن ملف النازحين السوريين، أعلن عبد العاطي أن “مصر ستستمر في دفع الدول الغربية لدعم العودة الآمنة للنازحين وإطلاق مشاريع التعافي المبكر في سوريا”.

مؤتمر صحافي مشترك

بعد اللقاء، عقد بو حبيب وعبد العاطي مؤتمرا صحافيا مشتركا استهله بو حبيب بكلمة قال فيها: “معالي الأخ والصديق وزير خارجية مصر الشقيقة الدكتور بدر عبد العاطي، لا داعي ربما للترحيب بكم، إذ أن المصري في لبنان من أهلِ البيت، وأنتم أخ بدر، معالي الوزير، في بيتكم وبين أهلكم، وهذا شعورنا نحن اللبنانيين عندما نكون في مصر”.

اَضاف: “ما يجمع لبنان ومصر ليس مجرد قرب في الجغرافيا ومياه بحر واحد نتشاطرها، إن ما يجمع البلدين هو علاقات متينة وروابط قوية غائرة في الزمن، من فينيقيا ومصر الفرعونية، مرورا بعصر النهضة في البلدين، وما بعده، وإشعاعهما الثقافي والأدبي والفني، والصحافي المشترك في العالم العربي”.

وتابع: “لقد فتحت مصر منذ زمن، ولا تزال، قلبها وأبوابها للبنانيين الذين كانت لهم مساهمات كبيرة منذ القرن التاسع عشر في ميادين الثقافة والاعلام والاعمال والصناعة والتجارة وغيرها. ولطالما كانت مصر سندا قويا يتكئ ويعتمد عليه أخ مرت عليه أزمات عدة، ولا يزال يعاني من أخرى، فلبنان واللبنانيون لا يسعهم أن ينسوا مسارعة مصر في كثير من الأزمات والمآسي التي عصفت بهم الى مد يد العون لهم. كما لا يسعهم أن ينسوا دورها في الكثير من المبادرات والحلول لأزماتهم السياسية، وآخرها اللجنة الخماسية للمساعدة في انتخاب رئيس للبنان، والتي تشكلون أحد أركانها”.

وأردف: “ما زيارتكم اليوم معالي الوزير، في هذا الوضع الدقيق والخطير الذي يمر به لبنان والمنطقة، سوى تأكيد إضافي على وقوف مصر الى جانب لبنان ودعمها له، فشكرا لكم على وجودكم في بيروت، والشكر الأكبر لسيادة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي على اهتمامه الكبير بلبنان وبالحفاظ على الاستقرار فيه. إن لبنان الذي يواجه عدوانا إسرائيليا أودى بحياة مئات المدنيين، يعول على الجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر، مشكورة، لوضعِ حد لهذا العدوان والتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. وما انخراطكم في محادثات الدوحة التي بدأت أمس سوى تجسيد لحرصكم على وقف القتل والدمار الذي تمارسه اسرائيل في غزة وخفض التصعيد الاقليمي وتجنيب المنطقة الغرق في مستنقع حرب قد تكون مدمرة”.

وقال: “لقد سمعنا منكم معالي الوزير خلال زيارتي الأخيرة للقاهرة قبل أيام، أن الدعم السياسي للبنان مهم وضروري، وأن الدور العربي فيه يجب أن يكون قويا وفاعلا. من على هذا المنبر نضم صوتنا الى صوتكم ونجدد دعوتنا لأشقائنا العرب للوقوف الى جانب لبنان من أجل كبح جماح عدوان إسرائيل ووضع حد لاعتداءاتها وإعادة الهدوء الى جنوب لبنان”.

أضاف: “إن عودةَ الهدوء لا تقتصر فقط على وقفِ العدوان وإنما أيضاً على تطبيقِ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل شامل وكامل. ولقد أكدتم معالي الوزير، خلال لقائنا في القاهرة، أن تنفيذ هذا القرار يجب أن يشمل الأطراف المعنية كافة، وليس لبنان فقط. لذلك، فإن لبنان يعول على دور مصر المحوري، إقليميا ودوليا، لممارسة الضغوط على إسرائيل لإلزامها تنفيذ هذا القرار بكل مندرجاته”.

وتابع: “من المسائل المهمة أيضا لتثبيت الهدوء في جنوب لبنان هي قوات اليونيفيل، وفي ما نحن على بعدِ أيام قليلة من تصويت مجلس الأمن على تمديدِ ولاية قوة الطوارئ الدولية، فإننا نعيد التأكيد والتشديد على موقف لبنان المتمسك بتمديد ولاية هذه القوة لسنة أخرى، ونتمنى من أعضاء مجلس الأمن الموافقة على هذا التمديد. كما نعول على مصر لدعم موقف لبنان ومسعاه في هذا الشأن”.

وأردف: “في الختام، لا يسعنا، ورغم الوضعِ الخطير الذي يمر به لبنان، أن ننسى أزمة أخرى لا تقل خطورة، وهي أزمة النزوح السوري، التي نعاني وإياكم من تداعياتها وآثارها وأعبائها، والتي نأمل أن تتضافر كل الجهود الإقليمية والدولية، لا سيما الجهود العربية، وبشكل عاجل، لإيجاد حل سريع لها، بعيدا من التسييس. ونشددُ في هذا الإطار على ضرورة أن تستأنف اللجنة الوزارية العربية الخماسية المكلفة التواصل مع سوريا أعمالها في أقرب فرصة للبحث في كل الملفات العالقة، ومن بينِها أزمة النازحين، ولمساعدة سوريا على استعادة عافيتها ووحدتها واستقرارها. أشكركم مجددا على زيارتكم التي تعني الكثير بالنسبة إلى اللبنانيين”.

عبد العاطي

ثم القى الوزير المصري كلمة شكر فيها بوحبيب على “ترحيبه وتعبيره في كلمته عن العلاقات المميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين”، وقال: “هذه العلاقات ممتدة منذ الاف السنين ولبنان دائما وابدا في قلوبنا، لبنان مركز الثقافة والفكر والاشعاع والحضارة في منطقتنا العربية. نحن نعتزّ بلبنان ونعتز بعلاقتنا الوطيدة معه ومع شعبه العظيم والعزيز والشقيق لنا. من هذا المنطلق وفي اطار هذه العلاقات الاخوية والعلاقات التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، كلفني فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بالمجيء الى هذه العاصمة العظيمة والقريبة لقلوبنا بيروت، لننقل رسالة دعم وتأييد، رسالة تضامن من مصر حكومة وقيادة وشعبا للقيادة والحكومة والشعب اللبناني العزيز والشقيق في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان ومنطقتنا العربية”.

اضاف: “هناك ازمات عديدة تمر بها المنطقة نخشى ان يكون لها انعكاسات سلبية على امن واستقرار لبنان، وهو امر لا تقبل به مصر فأمن وسيادة واستقرار لبنان هو مصلحة مصرية اكيدة، ومصلحة عربية اكيدة. مصر لن تتوانى عن بذل كل الجهد الممكن لنجنب لبنان وشعبه الشقيق ويلات اي تصعيد غير محسوب واي انفجار للاوضاع. ونجدد مرة اخرى التأكيد على موقف مصر الثابت انه لا بد من معالجة اصل المشكلة واصل الداء في هذه المنطقة ولب الصراع في المنطقة، القضية الفلسطينية قضيتنا وقضية العرب الاولى، ومن دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة لن تنعم هذه المنطقة بالأمن والاستقرار، ومن دون اقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني على ارض فلسطين الطاهرة وعاصمتها القدس الشرقية لن يتحقق الامن والسلام الدائم في المنطقة”.

وتابع: “نجدد مرة اخرى ان وقف العدوان على قطاع غزة ووقف القتل للمدنيين من ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من السيدات والاطفال والابرياء المدنيين هو اصل المشكلة والمصدر الاساسي للتوتر والتصعيد في المنطقة، ومن هنا تبذل مصر بالتعاون مع شقيقتها قطر وبالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية، كل الجهد في اطار سرعة التوصل الى صفقة تفضي الى وقف فوري لاطلاق النار ووقف اعمال القتل للمدنيين وتبادل الاسرى والرهائن. هذا هو المفتاح لبداية الحل في هذه المنطقة وبداية تخفيض التصعيد وبداية منع انزلاق المنطقة الى اتون حرب شاملة لايعلم الا الله مداها وما ستسفر عنه من قتل وتخريب ودمار. سنستمر في هذا الجهد ونأمل ان يتوافر حسن النية والارادة السياسية للتوصل لهذه الصفقة العادلة التي لا بد وان تفضي الى وقف فوري لإطلاق النار ووقف القتل للمدنيين الفلسطينيين وهذا سيؤدي بطبيعة الحال الى تخفيض حدة التوتر في المنطقة ووقف التصعيد”.

وقال: “مصر تؤكد دائما على إدانة اي فعل يمس سيادة لبنان ويمس التراب اللبناني، ومن هنا ندين بلغة واضحة اي استهداف لعمليات داخل الاراضي اللبنانية وآخرها العدوان على الضاحية الجنوبية  في العاصمة بيروت، وكذلك ندين بشكل كامل سياسة الاغتيال والتي لن تؤدي الا الى التصعيد في المنطقة. لذلك نحن نعمل على بذل كل الجهد بالتوصل الى اتفاق فوري لاطلاق النار”.

اضاف: “كما ذكر اخي العزيز معالي الوزير بوحبيب مصر تدعم بشكل كامل التمديد لبعثة اليونيفيل لمدة عام، وهذا امر مهم جدا لضمان الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية اللبنانية، ندعم هذا الامر بقوة وبعثتنا الدائمة في نيويورك ستبذل كل الجهد لضمان هذا التمديد، ايضا مصر تدعم بكل قوة تنفيذ القرار 1701 لانه الضامن الاساسي للاستقرار، ولكن نؤكد مرة اخرى على اهمية تنفيذ القرار بكل جوانبه ومن دون اجتزاء وان يكون التنفيذ من الطرف الآخر والاطراف الاخرى وليس الطرف اللبناني فقط. هذا موقف ثابت ونأمل كل الخير وكل التقدم للبنان وكل الامن والاستقرار وان شاء الله نأمل ان تُكلل الجهود الثلاثية المبذولة حاليا بالنجاح وان تُفضي الى اتفاق لوقف اطلاق النار بما يجنب المنطقة الويلات والتخريب والتدمير، ولكن يتعين كما ذكرت ان تكون هناك نوايا حسنة وارادة سياسية للتوصل الى مثل هذا الاتفاق”.

اضاف: “كما ذكر معالي الوزير تحدثنا في موضوع النزوح واهمية العودة الآمنة والطوعية للاشقاء الى وطنهم، ونستمر في هذا الجهد ونؤيد مشروعات التعافي المبكر ما يضمن توفر البيئة المؤاتية لكل النازحين واللاجئين لكي يعودوا الى اوطانهم”.

وختم: “مرة اخرى اشكر معالي الوزير على كرم الضيافة وحسن الوفادة وهذا امر ليس بغريب على الشعب اللبناني العظيم والشقيق. ومرة اخرى كل الحب والود والتقدير والتمنيات القلبية والصادقة بالامن والاستقرار للبنان والرفاهية للشعب اللبناني الشقيق”.

الاسئلة والاجوبة

وسئل عبد العاطي عن الموقف الرسمي المصري في حال اصرت اسرائيل على البقاء في معبر فيلادلفيا، فقال: “هناك طبعا تحركات تقوم بها مصر ومواقفنا ثابتة ومعروفة وهناك قواعد معمول بها ولا نقبل بتغييرها على الارض وسنستمر في التمسك بمواقفنا، ومرة اخرى كل ما نريده هو سرعة التوصل الى صفقة تفضي الى وقف لاطلاق النار وايضا تبادل الاسرى والرهائن”.

وردا على سؤال قال: “تعلمون ان الرئيس عبد الفتاح السيسي يجري اتصالات على مدار الساعة مع كافة القادة والزعماء سواء في المنطقة العربية او على المستوى الدولي، هناك اتصالات مكثفة يجريها السيد الرئيس وهو كلفني ايضا باتصالات مكثفة وقمت بزيارة طهران وتبادلت الأحاديث الهاتفية لاكثر من مرة مع وزراء خارجية دول: ايران، والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، ومع كافة الوزراء الاشقاء العرب ومع الوزير بوحبيب الذي قام بزيارتنا وكذلك مع وزير المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن، والاتصالات كلها هدفها التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار ووقف التصعيد، وهذه الاتصالات مستمرة لتجنيب لبنان ويلات اي تصعيد، فكما ذكرت امن لبنان هو مصلحة مصرية اكيدة ومصلحة عربية اكيدة والوضع في جنوب لبنان يهمنا بالتأكيد”.

اضاف: “نحن نعمل من خلال كل الاتصالات التي نجريها على المستويين الاقليمي والدولي لوقف التصعيد والاعمال العدائية المرفوضة وسنستمر بذلك حتى نحقق هدف وقف اطلاق النار توطئة للتوصل الى حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن اقامة الدولة الفلسطينية، لن نقبل بمفاوضات ممتدة عبثيا كما حدث في الماضي ولكن نؤكد مرة اخرى ان الهدف هو تنفيذ حل الدولتين ما يتطلب توافر الارادة السياسية الجدية لتحقيق ذلك”.

وقال الوزير المصري ردا على سؤال: “المفاوضات مستمرة ونستمر في تقديم الافكار للتوصل الى وقف لاطلاق النار، هذه مسألة مهمة جدا كما ذكرت وتفاصيل الصفقة معروفة ولا بد من توفر الارادة للوصول الى هذه الصفقة بما يؤدي الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح جميع الرهائن والاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية”.

وختم: “نحن نتحرك بشكل جدي وفوري مع اشقائنا في قطر واصدقائنا في الولايات المتحدة، للعمل على سد الفجوات القائمة بطرح حلول لا تمس الثوابت، هناك ثوابت كما ذكرت خصوصا فيما يتعلق بالامور المرتبطة بتشغيل معبر رفح والمواقف المصرية ثابتة وواضحة، وفي النهاية نحن ننسق مع الاطراف المعنية حتى يكون هناك حلول تفضي الى وقف لاطلاق النار في اسرع وقت ممكن”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى