جاليات

من قلوبنا في المغتربات سلام لأيقونة الحب والجمال والسلام السيدة فيروز

هي سفيرتنا إلى النجوم، سفيرة الأحلام،هي صوت لبنان، صوت الأوطان، صوت الحب، هي وهي وهي، هي فيروز، الحلم الذي لا ينطفئ والصلاة الدافئة بصوتها الملائكي، نعايدها من مغترباتنا متمنين لها دوام الصحة والعافية لتبقى الأمل الذي نشدوه والسلام العابق بكل أنواع الحب والإيمان.

أحببناها منذ طفولتنا، حملناها في ضمائرنا وفي قلوبنا، ومع “ردني إلى بلادي”، “خدني اشلحني بأرض لبنان”، “بحبك يا لبنان”، عشنا العذاب في مغترباتنا،عذاب العودة المحفوفة بالمخاطر وعذاب الإغتراب المشبع بالحنين والذكريات لتبقى هي وصوتها ورسائلها على تعدّد عناوينها الرابط المتين في ما بين بلداننا البعيدة وبلدنا الأم لبنان.

من موقع “المنبه” أردناها إلتفاتة خاصة بعيد “جارة القمر” السيدة فيروز مع أسماء رافقتها حضورًا وإيمانًا في تقرير بدأناه مفعمًا بالحب وأنهيناه معطرًا بالورد.

الفنان رجا بدر: السيدة فيروز رمز من رموز بلدي الحبيب

سألنا الفنان رجا بدر الذي رافق السيدة فيروز في عدد من مسرحياتها عما يتذكره من تلك الحقبة الجميلة أجاب: “عندما اختارني الأخوين رحباني لأكون فردًا من أفراد فرقتهما المسرحية، وأسندوا إلي دورًا رئيسيًا في مسرحية ميس الريم، كان الموضوع بالنسبة لي بمثابة الصدمة الإيجابية، لأنه حدث هام في مسيرتي الفنية، وأول ما خطر في بالي يومها هو الوقوف أمام السيدة فيروز، وهو الحلم الكبير الذي لطالما رافقني منذ بداياتي، وقد تحقق، حتى أنه لما يزل في مخيلتي حتى اليوم لرهبته وجماليته. كان الوضع بالنسبة لي ضرب من الخيال،عشت فيه انخطافًا تامًا وإحساسًا لا يمكن وصفه وتخيله”.

وأضاف: “لم يعتريني أي شعور بالخوف، فأنا معتاد على المسرح، لكن عشت رهبة ممزوجة بشيء من اللاتفسير، فيها نوع من أنواع النشوة الغريبة الممزوجة بالراحة خصوصًا وأنها كانت تشجعنا وتتعامل معنا عائلة واحدة”.

وعما لو تمنى أن يتشارك معها ديو غنائي على غرار الديو مع أختها الفنانة هدى اجاب: “الأعمال التي جمعتني مع الفنانة هدى كانت جدًا ناجحة ولاقت استحسان الجمهور وقد كنت مرتاحًا ومطمئنًا لأني كنت في المكان الصحيح وكنت أنفذ ما يرونه لي مناسبًا من أدوار، فالهم كان خدمة العمل ونجاحه وكلنا نعمل معًا بهذا الاتجاه. وصدقًا أقول لقد كان يكفيني فخرًا أن أكون عنصرًا في مدرسة الأخوين رحباني والسيدة فيروز”.

وحول الإحتفال بعيدها إذا ما تزامن مع أحد الأعمال المسرحية وبعض جوانب شخصيتها أجاب: “غالبًا ما كان يقتصر عيدها على المقربين منها، أما أن نحتفل كفرقة فلم يحصل إطلاقًا”.

وأضاف: “تتمتع فيروز بشخصية مميزة جدًا يطغى عليها الطابع الجدّي خصوصًا في العمل، فهي لا لا تحب “ال شو اوف” ولا الإحتفالات الرنانة،

لكنها في بعض الأحيان وفي أثناء الإستراحة بعد التمارين كانت تطلق بعض الكلمات الطريفة ما يضفي على الجلسة جوًا من الفرح والراحة”.

وحول إذا ما كانت أغاني فيروز لا زالت رفيقته في مغتربه أجاب: “الزمن الماضي لا يفارق خيالي إطلاقًا، دائمًا حاضر معي “عايش بمخيلتي” ما من يوم يمر ويعود مثله والزمن الجميل لم ولن يتكرر”.

نحن جيل تربّى على الكلمة والأغنية، ولطالما اعتقدنا أننا بهما نستطيع بناء وطن، توعية الناس، تشييد قلاع وحصون، لكن الحقيقة مختلفة وفي وطن الأوهام، الأحلام تبقى أحلام، وأغاني السيدة فيروز تحمل الحب، الغربة، الفراق، الحنين، الطرقات العتيقة وسلال العنب والتين والساحات، منذ صغري وأنا مولع بأغاني السيدة فيروز وهي رفيقة صباحاتنا وأحلامنا، ليمدها الله بالعمر الطويل ولتكن الصحة والعافية رفيقتا دربها لتبقى رمزًا عاليًا شامخًا من رموز وطني الحبيب لبنان.

خبير التجميل طوني ديب: الى الرهبة تتمتع فيروز  بذكاء حاد وخفة ظل لا تضاهى

رافق طوني ديب السيدة فيروز سبعة عشرة عامًا، فقد عمل كراقص في فرقتها ومن ثم كخبير تجميل إستشاري كونها تفضل الإهتمام “بمكياجها” بنفسها، عنها سألناه وبلهجة المحب المشتاق للفن الأصيل أجاب: “هي كما يعرفها الجميع جدية في فترة التمارين، قليلة الكلام ودائمًا أجوبتها على قدر السؤال، لا تحب التدخّل في حياتها الشخصية لا سيما في ما يتعلق بالمقابلات الصحفية، أما ما لا يعرفه الناس فهو خفّة ظلها، هضامتها، إنها  صاحبة نكتة بعيدًا عن جو العمل، قريبة من القلب، سريعة الخاطر بشكل غريب، ذكية تستطيع فهم الناس بسهولة”. واضاف: “لفيروز رهبة لا يمكن لأحد ان يفهمها، فهي ما إن تطل حتى يعم سكون غريب في ما بيننا، ونحن معتادون على هذا، لكن ما إن تبتسم حتى يتغير الجو وتعود الحياة إلى طبيعتها”.

سألناه الغيض من هذا الفيض أجاب: “فيروز من الفنانات القلائل التي تعطي كل دور حقه، فهي لا تحب المظاهر ولا البهرجة إذ يمكنها ان تلعب دورًا ما في نفس الملابس، فمثلًا في مسرحية “الشخص” لم تبدل فستانها البسيط احترامًا للدور الذي تلعبه بينما في مسرحية “بترا” كانت الملكة بكل احتراف”.

واضاف: “فيروز مؤمنة جدًا، تصلي دائمًا وراضية بكل صلبانها، تحب الوحدة خصوصًا قبل أي عمل مسرحي. تهتم كثيرًا بتقديم الواجب، العزاء، المرض، والفرح لأنها إنسانة حقيقية، علاقتها بفرقتها أكثر من رائعة، تهتم فينا فردًا فردًا، وكما هي سيدة مسرح دون منازع ، هي أيضًا سيدة منزل من الطراز الرفيع تهتم بتفاصيل مطبخها، عائلتها وخصوصًا إبنها “هلي” الذي تحرص على العناية به والإطمئنان عنه كل دقيقة، ضيوفها لا سيما على مائدة الطعام بحيث تهتم بنفسها بأطباقهم ونوع مشروباتهم”.

فيروز لا قبلها ولا بعدها أحد، تعرف ماذا تريد وما لا تريده، تشرف على الفرقة الموسيقية بطريقة لو أحدهم أخطأ في مكان ما تصلح له نوتته، مخارج حروفها سليمة لا أحد كمثل حرفيتها، “يوم خلقها الرب من المؤكد أنه كسر القالب”.

ومن جعبة ديب أيضًا استوقفنا حدثان إن دلّا على شيء فعلى رهبة وتأثير سيدة الغناء بجمهورها أينما حلت ففي البُصرة في سوريا، دخلت الأيقونة المسرح الممتلئ بأكثر من خمسين ألف متشوق لفنها، لتفاجأ بصراخ يعلو “بص شوف فيروز بتعمل ايه” وبإيماءة واحدة من يدها توقف العازفون مقابل نظرة جانيبة نحو جمهورها الذي تهاوت صيححاته مع تصفيقه الى عالم مجهول، وعمّ سكون جليل معلنًا جهوزية تامة بانتظار الإستمتاع بذاك الحفل الفريد.

أما في لندن فقد وصلناها لإحياء حفلين اثنين، وكانت البطاقات على تنوع أمكنتها وأسعارها مباعة منذ شهر من بدء الحفل ما أثار حفيظة احد الكتاب الانكليز الذي تساءل عن ماهية هذه الفنانة القادمة من الشرق التي فتحت لها أبواب المسرح على مصراعيه وبيعت كل بطاقات حفلها، ليعود ويكتب في اليوم الثاني مقالًا تحدث فيه عن تواضع هذه الفنانة، صوتها الآثر وحضورها الخلاق ومما قاله: “الواحد بس يطلع بعيونها بتاخدو مدري لوين” خاتمًا مقاله “بضحكاتها القليلة أضيء المسرح وانشرح”.

وفي الختام توقف ديب عند زيارة ماكرون التاريخية للسيدة فيروز قائلًا: “لم تغني فيروز يومًا للزعماء، للرؤوساء، للملوك، إنما غنت للشعب، للناس فكانت صوتهم وذاكرتهم وليس بالغريب زيارة ماكرون لها، فهي رمز لبنان، هي الأرزة، هي العامود السابع لهياكل بعلبك، لقد اختارها الله هي والرحابنة ليصنعوا لبنان الجميل .

سعيد الحاج – شاعر المنبر: لك أقول

لَو فيروز مْنحكيها                       أيقونِه مِنلاقيها
مْنِقرا الأيقونه ومِنشوف            لبنان ومجدو – فيها

من مملكتو مش من هون            انْعَطِيت صوت ولحن ولون
غَنّت – غِنْيِت كل الكون                وما في كون بْيِغنيها

تزامن عيد الإستقلال                  بعيدك يا فيروز وقال
لَو متلك كان عندي رجال             بميدان النخوِه – أبطال
ومتل الأرزه ما بْتنطال                 كنت حروف الإستغلال
من صفحاتي بِمحيها

فيروز بعمر النسرين                  غنّت لِ عيون الحلوين
ولولا هاجمها تشرين                بتبقى شمعة حب ولين
ووين ما كنّا موجودين                منطلب من رب التكوين
عمر وصحّه يعطيها

النائب زياد أبو لطيف: رسمت لنا فيروز “الوطن الكذبة الحلوة” والآمال على المغتربين بترسيخ دعائم تحقيقه

رائعة “ذهب أيلول” هي الأقرب إلى قلبي رغم عشقي لكل أغاني السيدة فيروز، فهي رفيقة مشواري الصباحي وجلساتي المعطرة بالحنين والذكريات، بهذه العبارة بدأ النائب زياد أبو لطيف حديثه عن سيدة الغناء ورفيقة كل الأجيال مستذكرًا الكثير من أبيات شعرها غنتها بصوتها المصلي بحرفية عالية ساهمت في تكريسها أيقونة الغناء دون منازع.

وأضاف: “تحاكي فيروز الإنسان في كل إنسان، تحاكي الحب الأول ، ترسم لبنان الأصيل، تصف الشجرة والنهر والتلة والنسمة والطفل، تحاكي الأولاد على البيادر، تمشط شعر يارا، رسمت فيروز لنا وطنًا ، لا بل شكلت وطنًا لم ننخدع به، لأنه كمثل الحلم الذي نريده ونتمسك بتحقيقه”.

وعن الأغنية التي تدمع عيناه كلما استرق السمع اليها أجاب: “ستي يا ستي” فهي تحاكي يومياتنا وطفولتنا الجميلة، إنها زمن “ريحة الطيون” بالأقبية وهل من توصيف أجمل من هذا؟ أحب هذه الأغنية كثيرًا فهي تعيدني إلى القرية حيث جدتي لأمي وذكريات الطفولة التي أمضيتها في حضنها الدافئ في ذاك الحي الفقير المشبع بالحب والحنان والأمان والطمأنينة.

ومن الأغاني التي تفرحني ولها خاصية عندي “أسامينا” و “لما عالبال” من ألحان الراحل فيليمون وهبي.

وعما الذي يقوله لأبناء بلده المنتشرين في العالم حول حلم العودة إلى الديار أجاب أبو لطيف: “اذا كانت السيدة فيروز والرحابنة رسموا لنا الوطن الحلم، وفي ما لو أراد اللبنانيون العودة إلى الديار، عليهم أولًا وأخيرًا أن يكونوا على قدر هذا الحلم، والعمل على تحقيقه لأنه “الوطن الكذبة الحلوة” ولأن الأمل والإتكال على هؤلاء المغتربين لإعادة بناء الوطن، أو ما تبقى من هذا الوطن، من لبناننا، لبنان الزمن الجميل”.

وفي سؤال حول رائعة “بحبك يا لبنان” التي جابت البحار والمحيطات وغناها العالم بأسره في ما تمادى سياسيوه بتدميره وعث الخراب فيه أجاب: “في الحقيقة يفتقد لبنانيو لبنان إلى الوطنية، فالوطنية والمواطنة أمران مهمان جدًا، وإذا كانت المرأة وطن والأم وطن، اذًا علينا ان نعامل لبناننا كأم، وعندها يكون عندنا مواطنة حقة”.

وعن زيارة الرئيس ماكرون القيّمة للسيدة فيروز أجاب: “أتصور أنه بزيارته إنما حاول تذكير اللبنانيين بأن الفن جمال، والطريق لبناء وطن هو بالعودة إلى الجمال، فبوابة لبنان الحلم، هي من باب الفن والتراث والموسيقى وليس من بوابة السياسيين الفاسدين الذين خربوا البلاد، ففي رسالته دعوة واضحة، لا بل رسالة مرمزة مشفرة للعودة إلى الأصالة، إلى الصلاة بخشوع، إلى العنفوان الذي كرسه صوتها في كل أنشودة حملناها في ذاكرتنا وذكرياتنا.

وفي الختام تمنى أبو لطيف العمرالطويل لسيدة الغناء الأصيل، فهي وبالتأكيد دخلت التاريخ من بابه العريض ولها بالفعل يليق التكريم.

فكتور دياب: مع صوت فيروز نعيش السلام والحب والحنين             

وحول تأثير بعض كلمات أغاني السيدة فيروز كمثل “ردني الى بلادي” و “خدني شلحني بأرض لبنان” على المغتربين للعودة الى لبنان أجاب الصحافي فكتور دياب قائلا:”ربما لا يدرك البعض أثر الكلمة الكبير في حياتنا اليومية، فبعضها قد يغير مسار حياتنا نحو الإيجابية أو السلبية، وعلى الرغم من ذلك يرى البعض أن الكلام يبقى كلامًا مهما حدث رغم تأثيراته العديدة..
يقول علماء الاجتماع ان قوة الكلمة تعادل أو ربما تتفوق على أي قوة أخرى توصل لها الإنسان، لأنها تمس الروح والعقل والقلب، فيكون تأثيرها أكبر إذ تحفز الجسد لفعل أو رد فعل، أما بقية القوى الأخرى فإنها تمسّ الجسد فقط وقد تفنيه، فلا تكون بمستوى التأثير الذي تلحقه الكلمة.
هذا بالطبع مع التسليم المطلق بأثر الموسيقى الهام التي تحفز العقل، فإذا شعرت بأن ذاكرتك تخونك فربما تساعدك الموسيقى على تحفيز دماغك، وقد وجد الخبراء أن الألحان تستطيع تحفيز عدة مناطق في الدماغ ومن بينها المنطقة التي تسيطر على الذاكرة الطويلة الأمد.

أغنية ردني الى بلادي هي دعوة مفتوحة للعودة الى الديار وهل أجمل من هكذا دعوة لحنًا وأداء؟ لا سيما عند قولها:
مرة وعدت تاخذني قد ذبلت من بعادي وأرمي بي على ضفاف من طفولة غدادي نهرها ككف من أحببت خير الوصادي. كل بلاد الدنيا جميلة لكن أجمل من وطني لا
كلمات وألحان الأخوين الرحباني أعطت حنيناً مشفوعًا بصدق المحبة وجاء صوت فيروز ليحمل القلب إلى قمة الشوق. أما أغنية خدني ازرعني بأرض لبنان بالبيت يلي ناطر التلّي
إفتح الباب وبوّس الحيطان وإركع تحت أحلى سما وصلي
بالطبع لهذه الكلمات وقع خاص في حياة كل لبناني بعيد عن أرضه وماضيه وذكرياته.
وأضاف: “أشعر بفخر واعتزاز لدى سماعي لأغاني السيدة فيروز ويذكرني كل عمل مسرحي ولاسيما جسر القمر 1962، الليل والقنديل 1963، بياع الخواتم 1964، أيام فخر الدين 1966، هالة والملك 1967 أغاني المسرحيات بمراحل حياتي التي انطبعت فِي حنايا صدري وتركت في داخلي أعمق الأثر منها: الشخص 1968، جبال الصوان 1969، يعيش يعيش 1970، صح النوم 1971، ناس من ورق 1972، ناطورة المفاتيح 1972، المحطة 1973، لولو 1974، ميس الريم 1975، بترا 1977”.
وعن الأغاني التي تعني لدياب أجاب: “لبيروت من قلبي سلام لبيروت، لأنها تصور لي البحر والبيوت وتأخذني إلى سلام دافئ لطالما كنت أبحث عنه هي بدفء صوتها أن تلعب دورًا رائدًا في دفتر حنيني. .
بحبك يا لبنان، طريق النحل، أنا عندي حنين، راجعين يا هوى، وغيرها الكثير من الأغاني التي رافقتنا ولما تزل في أدق تفاصيل حياتنا وأينما كنا.

وعن الأغاني التي لطالما جلبت السعادة لقلبه يقول دياب: “يا مختار المخاتير ربما لأن السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في بيوت الغرباء. مع صوتها الملائكي نشعر بالدفء والحنين والفرح وكثيرًا ما ترافق صباحاتنا ومثلها يومياتنا ونعيش الفرح الحقيقي الدائم”.
وفي الختام تحدث دياب عن أهمية عيد الأيقونة اللبنانية قائلًا: “الميلاد يحمل الفرح والهدايا وكل المشاعر الجميلة، وعيد ميلاد السيدة فيروز هو أمل دائم بحياة أفضل، عيدها عيد ميلاد حياتي مع أنني لم ألتق بها البتة فهي  أيقونة من أيقونات يومياتي كان صوتها ولما يزل يرافقني في كل يوم وفي مناسبات كثيرة.
المطر، والقهوة، والقراءة، أشياء تخبرنا أن السعادة  بحاجة إلى البشر. وإلى الكبار بتاريخهم الناصع البياض بأعمالهم ورقيهم فيروز موسوعة تحمل الأصالة وتعتز بها الأجيال وتفتخر.

الفنان زياد ايماز: ليتنا في اغترابنا لا نستمع إلا لصوت فيروز لأنها الوطن الذي نحلم

بداية توجه الفنان زياد ايماز بمعايدة من القلب للسيدة فيروز التي تعني له الكثير متحدثًا عن ذاك الرابط المتين في ما بين لبنان وفيروز وعن رائعة “يا جارة الوادي” التي دخلت التاريخ بعد أن أهداها اياها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب وغنتها  بصوتها الملائكي لمدينة زحلة. وأضاف: “هذه الأغنية تعني الكثير لأهل زحلة والتي نعتبرها إلتفاتة خاصة لبلدتنا نظرًا لأهميتها التاريخية والجغرافية، كما وأننا نعتبر أنفسنا من المحظوظين أننا استطعنا أن نحوز أغنية بهذا الحجم من الجمال مغناة بأجمل صوت في العالم بأسره، وقد دخلت التاريخ وهذا شرف كبير لنا ولزحلة.”

وعما تعنيه أغاني فيروز تحديدًا في المغتربات أجاب ايماز: “فيروز هي لبنان وأغانيها تعني لي الكثير، فهي تعيدني إلى أرضي، إلى الحنين، إلى الذكريات الجميلة، ففي صوتها أمان لا يفقه إلا الملائكة فقط، ويا ليتنا في اغترابنا لا نستمع إلا لأغانيها ويا ليت السياسيين في لبنان يحذوا حذوها ويدعونا نعيش الحب والسلام”.

خذي مثلًا أغنية “عا إسمك غنيت”هي تجسيد لرسالة فيروز ولعطاءها الفني الذي كرسته أولًا للبنان ومن ثم لأهله وجباله وشطئانه و، و،هذه الأغنية فيها من الوطنية ما نعتز به. لقد قررت السيدة فيروز ان تؤدي رسالتها على مذبح الوطن بكل شفافية وعطاء لا متناهي، وأنا شخصيًا أحب هذه الأغنية كثيرًا وتعني لي الكثير، حتى أنني أدمع كل مرة أستمعت إليها أو حاولت غنائها، إنها تحية كبيرة للأخوين رحباني الذين بفضلهم الكبير تكمل رسالة السيدة العظيمة مسارها. وتحية لأرواح من أعطوا لبنان وما بخلوا.

وأضاف: “غنت فيروز كل المواضيع الإنسانية التي ترافق الإنسان في كل مراحل حياته منذ الولادة حتى الممات. غنت الفرح، الحزن، الوجع، الوطن، …وفي كل أغنية تنقلنا من اغترابنا إلى أرضنا وماضينا وذكرياتنا، فهي إن غنت الأم نعود إلى أحضان أمهاتنا وإن غنت الأب نشعر بدفء وجوده وإحساس الأمان معه وعندما تغني للوطن نرفع  كأسه لفوق إلى حيث الأمان لا ينتهي”.

وفي الختام تحدث ايماز عن فرصة ذهبية خسرها بسبب ظروف خاصة يوم اختير من بين الكثير من الأصوات ليشارك في مسرح الرحابنة، حيث لم يستطع المشاركة وبقي الموضوع غصة في قلبه. وأضاف: “فيروز، سفيرتنا إلى ما أبعد من النجوم وتمنى لها العمر المديد والصحة والأمان”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى