الميلادمناسبات

غارو صليبيان

صحافي

غارو صليبيان: الميلاد هو مساعدة الآخر وأنا أعيشه كل يوم

يحتفل العالم بأسره بميلاد ربنا يسوع المسيح في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام في ما يحتفل الأرمن به في السادس من شهر كانون الثاني، من باب المحافظة على التقليد الكنسي العام المطبق حتى القرن الرابع ميلادي حيث كان الإحتفال بالميلاد يتزامن مع الإحتفال بعيد الظهور والمعمودية (الغطاس) في السادس من الشهر.

وتعود بي الذاكرة إلى الميلاد في لبنان حيث كانت الجوقات الغنائية المتنوعة تجوب شوارع برج حمود وبيروت الضيقة في الأحياء الأرمنية، تنشد أغاني الميلاد وتوزّع البهجة والفرح على الناس حيث كانوا يمرون، وكم كان لافتًا، عيش الأجواء الروحية وبامتياز، بعيدًا كل البعد عن فكرة توزيع الهدايا التي كانت محصورة في ليلة الخامس والعشرين من الشهر السابق أو في ليلة رأس السنة من باب المحافظة على الروح الميلادية الحقيقية.

كما وأذكر جيدًا كيف كان أهلي يقومون بنقل الشعلة من الكنيسة إلى بيتنا حيث تجسد النور الذي أضاء الطريق للمجوس للسير باتجاه ملاقاة الطفل يسوع، وكيف كانوا ينقولون الماء المبارك الذي يرمز إلى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن، والذي كان يعتمد كعلاج للروح والآلام الجسدية.

الميلاد ولدى أي من الطوائف هو نفسه، بروحيته وتعاليمه الرائعة، إنه عيد مخلص العالم يسوع المسيح الذي علّمنا معنى التواضع بولادته بمزود صغير والتضحية بصلبه عنّا على الصليب.

أمّا بالنسبة لي، فأنا أعيش الميلاد كل يوم، فعندما نساعد من يحتاجنا، نحب من لا يحبنا، نطعم دون أن نسأل أوَ ليس هذا الميلاد؟ المسيح في قلوبنا كل يوم، هو بشرى للإنسانية جمعاء، جاء من أجل الإنسان ودون أن يفرّق بين دين وآخر.

أجمل هدية أطمح اليها هي العون الدائم من الله، أطلب منه أن يمدّني بالقوة والنشاط ويساعدني للإهتمام دائمًا بأخي الذي يحتاجني، فالهدايا المادية جميلة لكنها آنية، أما المعنوية والالهية فرابحة ودائمة ولا تزول. تلقّيت هدية جميلة هذا العام هي عودتي الى العمل. نعَمْ الله كثيرة وإيماني به كبير.

كل عام والجميع بألف خير.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى