مناسبات

لميا شارلوبوا

Consultante en relations publiques, conférencière, auteur et journaliste

لميا شارلوبوا: عيد الميلاد هو الإرتباط العائلي الوثيق

الميلاد بمعناه الديني هو ولادة السيد يسوع المسيح، أما بالنسبة لي فهو ذاك الإرتباط العائلي الوثيق الذي يجمع كبار وصغار العائلة في لقاءات فرح ومودّة.

من أجمل الذكريات التي لا زلت أحملها في قلبي منذ صغري، تلك المتعلقة باجتماعاتنا ليلة عيد الميلاد ومشاركتنا الجماعية بالقدّاس الالهي منتصف الليل ما كان يشعرنا بالدفء والطمأنيتة وبخصوصية فرح العيد والأجواء المحيطة به.

ومن طرائف عيد الميلاد التي لا زالت تعنّ على بالي وأتعلم منها الدروس والعبر وعلى مرّ السنوات، تلك الطرفة المتعلقة بليلة إحدى ليالي عيد الميلاد، إبّان فترة الحرب، وكانت السهرة عند جدتي التي قررت الإحتفال بالعيد ولو برمزية صغيرة، فزيّنت نباتات البيت، وحضّرت عشاء العيد مع الـ “بوش دو نويل” الذي استعاضت  لتزيينه بالبطاطا الحلوة عوضًا عن الكستناء، وكانت سعيدة بعدم انتباهنا لما قررته، لتنتهي السهرة بحفلة ضحك وتسالي لا زالت ذكرياتها تلازمني حتى اليوم مستخلصة منها عبرة واضحة مفادها أن الدواء لخلاصنا من همومنا ومآسينا هو الفرح والدعابة والحب ثالثهما.

في الماضي كان العيد بالنسبة لي نكبة ومأساة إن لم استطع ان أقضيه في بلادي وسط أهلي وأحبتي، وكنت ابدأ السهرة بالبكاء وأنهيها بما يشبه النحيب، فالميلاد ها هنا لا يشبه ذاك الذي نحبّه هناك حيث الأهل والأحبّة والعاطفة ثالثهما، لكن مع ولادة ابنتي تغيرت  حياتي وبات العيد أجمل والفرحة أكبر خصوصًا بعد اتخاذي قرار تخصيص هذه الفترة المجيدة من السنة لتعريفها على عاداتنا وتقاليدنا ومعاني وأهداف هذا العيد بالنسبة الينا.

هديتي في العيد دائمًا وابدًا، للنعمة التي أهدتني اياها السماء، ابنتي، التي أعطت لحياتي معنى وقوة، فلها الحب والفرح والكل من كلي. هي هديتي ولها أهدي كل شيء.

وفي الختام، أجمل الهدايا التي لطالما انتظرتها، ولن أتوانى لحظة واحدة عن التفكير بها هي عودة السلام والطمأنينة إلى بلدي لبنان، لا أعتقد ان هدية في العالم أثمن من هذه والتي يأملها كل مغتربي لبنان على تعدّد مشاربهم.

معايدة من القلب لكل الناس على أمل ان يعمّ السلام في ربوع لبناننا الحبيب فنحتفل بالعيد على أرضه ووسط أهلنا وأحبابنا فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى