مناسبات

“يللا عـ الدايم دايم” ما يبقى حدا نايم، كل غطاس والجميع بألف خير

ما هو عيد الغطاس وما هي رمزيته؟
يحتفل المسيحيون في السادس من كانون الثاني من كل عام بعيد الغطاس.
”إن عيد الغطاس أو عيد الدنح “كلمة سريانية وتعني ايضًا عيد الظهور والإشراق والاعتلان، وكلمة “غطس” تعني النزول في الماء والخروج منه، وهذا العيد هو استباق لموت السيد المسيح وقيامته، وفي هذا اليوم تمت معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في الأردن وبدأت رسالته بالظهور إلى العلن.

إذًا رسالة المسيح بدأت مع سر العماد التي بها يتوب الإنسان عن خطاياه القديمة ويصبح إنسانًا جديدًا. ويعتبر هذا العيد اعتلانًا لسر الثالوث الأقدس الذي ظهر للمرة الأولى في عماد يسوع المسيح وفي هذا العيد فاض الروح القدس على يسوع وعلى الكنيسة جمعاء”.

عادات تتعلق بالعيد

في هذا العيد، تعدّ النساء المأكولات كبركة العيد ومنها الزلابية التي كانت تحضّر على شكل أصابع ويقال عنها  “أصبع يوحنا المعمدان” الذي يدل به يوحنا على يسوع، ويسهر المؤمنون حتى منتصف الليل، وكان هناك عادة قديمة تتمثّل بالإحتفال بالقداس الإلهي إلى جانب عين المياه ويتبارك من هذه المياه المرضى والمواشي والمؤمنون، واستبدلوا هذه العادة بالإحتفال بالقداس في الكنيسة، ويتقبل الكثير من الأطفال سر العماد في هذا العيد”.

كانت الخميرة تبقى في بيوت أجدادنا من سنة الى أخرى ينقلوها من عجنة الى عجنة كل السنة حتى ليلة عيد الغطاس، فكانوا يبدلونها. وبحسب التقاليد المتوارثة ليلة الغطاس كان كل بيت يعجن كمية قليلة من الطحين ويلفّها بقطعة قماش تعلّق على الشجرة إلّا شجرة التين وشجرة الخرنوب لكي يباركها المسيح عند مروره منتصف الليل وتصبح خميرة تستعمل طوال السنة. وكان يقوم بالعجن الأطفال الصغار لكونهم الأقرب الى المسيح عمرًا وبراءة.

أما لماذا لا تعلق العجينة في شجرة التين أو الخرنوب فتقول الحكاية:

كان أجدادنا يعتبرون أن شجرة التين ملعونة وعصية ولا تركع لحظة مرور المسيح لأن يهوذا بعدما أسلم يسوع في بستان الزيتون شنق نفسه فيها، فلعنها المسيح.

وبالنسبة لشجرة الخرنوب، فإن الرب يباركها من دون أن تسجد له لأنها تكون مليئة بالثمار ولها مثل يقول:”حاملة ومرضعة وعـ كل كتف أربعة” نظرًا لكثرة ثمارها.

ومن المعروف أنّ الأجراس تُدقّ عند منتصف الليل وتُقام القداديس الإحتفالية بمرور يسوع.. ويقال أنّ ليلة الغطاس لها شأن عظيم عند المسيحيين، لا ينام الناس فيها، حتى مرور “الدايم دايم” لمباركة المنازل ومن فيها، التي تبقى مشعة بالأنوار وشبابيكها مفتوحة للزائر المقدس.

أما نهار العيد، فيجلب الناس قناني المياه للصلاة عليها خلال قداس العيد والتبرّك منها، عبر رش المنازل ومغارة الميلاد وشجرته والحقول بالماء المقدس، لكي يطرح الرب البركة فيه.

ولأن ليلة الغطاس مقدّسة كان يتوجّب على المؤمنين السهر والصلاة حتى منتصف الليل لحظة مرور السيد المسيح لأن النائم لا تشمله البركة. كانوا يحرّكون المؤونة الموجودة في بيوتهم من طحين، وحبوب وعرق ونبيذ، وكل ما لديهم من مؤونة… حتى يمر المسيح ويباركها قائلًا: «دايم دايم»، فتفيض البركة فيها.

وفي اليوم التّالي، يستبدل النّاس عبارة «صباح الخير» بعبارة «دايم دايم».

حلويات العيد:

تهتمّ النّساء في هذا اليوم، بإعداد «بركة العيد» الخاصة بهذه المناسبة كالزّلابية والعوَّامات والمعكرون وأصابع العروس والقطايف والمشبّك وكعكة الملوك… ولهذه المأكولات دلالة، وهي تغميس العجينة بأشكالها المختلفة بالزيت وإعادة إخراجها تذكيرًا بفعل اعتماد السيد المسيح. والزّلابية تحديدًا تدلّ على شكل الأصابع، ترمز إلى إصبع القدّيس يوحنّا المعمدان، عندما جاء السيد المسيح ليعتمد على يديه، أشار إليه بإصبعه وقال: «هذا هو حمل الله».

دايم دايم

وهناك ردّة تقال:

“يللا عالدايم دايم      ما يبقى حدا نايم،

عجين يفور بلا خمير   شجر يسجد للدايم

إقلي بخوتك يا فقير        وكثّر من العزايم،

المي مقدسة تصير،     عم بترفرف الحمايم،

شوفوا الله بقلب كبير   وضووا شموع كثير كثير،

ما تناموا الليلة بكير     تا يبقى الدايم دايم…”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى