جاليات

مهرجان Orientalys من على مرفأ مدينة مونتريال يجمع الشعوب وعلى تعددها على ثقافات وحضارات فسيفسائية

اختتمت مساء الأحد فعاليات مهرجان أوريانتاليس (Orientalys)  الذي اقيم في رصيف الساعة (Quai de l’Horloge) في مرفأ المدينة القديم في مونتريال في نسخته الرابعة عشرة والذي استمر لاربعة ايام متتالية.

يسمح المهرجان الثقافي الفني بامتياز باكتشاف ثقافات الدول العربية والمشرقية كما المغاربية حيث يشكل بتنوعه فسيفساء جمالية فيها الكثير من المعارف ما يتيح للجميع التعرف على دول جديدة دون ان يتكبدوا عناء ومصاريف السفر سواء الى لبنان ،فلسطين ،العراق،ام الجزائر ،المغرب،تونس وغيرها الكثير من الدول.

ولم يستطع المطر الغزير والطقس الرديء الذي وان سرق بعض وهج من الحضور ان يثنيا من عزيمة مسؤولي الخيم الذين تحدّوا وبكل بثقة وثبات لاكمال رسائلهم التي لا تخلو من التشويق والانتظار والفرح،فكانت كل خيمة بانتظار اهل بلدها والجوار حيث كانت الاهلا وسهلا التعويض الرائع لكل من دفعته حشريته وحب اطلاعه للزيارة والاكتشاف والعروض الموسيقية والفنية المجانية الفرح الذي اجتمع عليه الكثير من المنتشرين من  اصول عربية وكنديين وسياح تخطى عددهم الالاف ما اعطى المهرجان وبحق هوية خاصة ومتميزة.

الكلمة نيوز جالت في المهرجان وجاءت بالوقائع التالية:

بداية كان اللقاء مع مدير جمعية الخدمات العامة لإدماج المهاجرين الكاتب حسام مقبل الذي بدا سعيدا بنتائج الفعالية التي حققت مبتغاها رغم المطر الذي عرقل حركة الزوار قليلا الا ان ما عادت وجمعته حول عرضها للتاريخ المصري والحضارة المصرية والثقافة المصرية، والترويج لمصر عبر أنشطة مختلفة لهو دليل ساطع على هذا النجاح.

ومما قاله: “نعم انا مصري وافتخر ،احب بلادي وكل ما يمت لثقافتها وحضارتها بصلة ،لاجلها انا مستعد للخدمة المجانية والتطوع ودون اي مقابل،من هنا كان الحماس للمشاركة في فعالية المهرجان لهذا العام من خلال الخيمة المصرية ودائما تحت اسم  “جمعية الاندماج وخدمة المهاجرين في كندا”.

وأضاف قائلا :”مشاركتنا اليوم جاءت لتقديم  لمحة عن الحضارة المصرية لكل من زار المهرجان سواء من خلال بعض المعروضات الفرعونية وغير الفرعونية، أوراق البردى،او من خلال ألعاب للأطفال ككتابة الاسم بالهيروغليفية، مع مجموعة أفلام تسجيلية عن حضارة مصر وعن شخصيات مصرية أثّرت في المسيرة الإنسانية”.

وختم مشددا على اهمية اطلاق مثل هذه الفعالية الهامة في كندا فهي بالنسبة له تساهم اولا بتعريف الاجيال الجديدة على تاريخ بلادها الغني لاسيما اؤلئك الذين ولدوا في كندا ،ثانيا عيش بعض لحظات الحنين الذي يعشعش في القلوب المتعطشة لبلادها وحضارتها وثقافتها وثالثا تعريف اهل البلد على ام الدنيا -مصر التي نفخر بانتمائنا لهويتها هذا طبعا لما تقدمه من تيادل ثقاقي متميز بين الدول يغنيك احيانا عن القراءة والسفر فكل ما هو معروض بالعين المجردة يعطيك القدرة على فهم مكنونات بلادنا والبلاد المشاركة في المهرجان”.

اما رئيسة الجمعية العراقية انتصار الناصري فقالت “الف ليلة وليلة” هو العنوان الذي اخترناه لمشاركتنا في فعالية المهرجان لهذا العام ،لما تعنيه المَرويات للعراقيين وهي فكرة وجدناها ليست جديدة فحسب انما ممتعة ويتذكرها الناس لاي دولة عربية انتموا “.

وأضافت قائلة:”لقد حضرت الحنة في الفعالية ولاقت اقبالا من الناس للتعرف عليها وعلى ما تعنيه في مجتمعاتنا اما الحكواتي الذي لطالما انتظره جمهور المهرجان فقد تغيّب بسب وعكة صحية ألمّت به ما دفعنا للاستعاضة عن فقرته باخرى موسيقية  ذات علاقة بالتراث العراقي كما مجموعة من القصص على شكل بوسترات مقروءة تحدثت عن بلاد الرافدين بشكل ممتع ودقيق فكان الجو مليئا بالحماس ،ما افرحنا خاصة واننا استطعنا ان نجذب الاطفال من خلال الرسم على وجوههم واياديهم، كون انشطتنا هذه تصب دفعة واحدة في خانة التعريف بحضارتنا وثقافتنا وما الذي قدمناه للعالم على مرّ الزمان .

وختمت بالقول :” لقد تميزت خيمتنا هذا العام بتضافر جهودنا نحن الجمعية العراقية -مونتريال ومركز الجالية العراقية في مونتريال حيث عملنا معا على احياء فعاليات خيمتنا العراقية من باب توحيد الجهود والتأكيد على اهمية العمل سويا من اجل بلدنا  العراق ،كما اود ان اختم بالقول انه كان لمشاركتنا العام الماضي وما لقيته من اصداء ايجابية اثرها الطيب علينا ما دفعنا للمشاركة هذا العام فالاقبال كان ولما يزل كبيرا وهو ما يدفعنا للتفكير بعناوين جديدة للعام المقبل باذن الله”.

وعن حضور الخيمة الفلسطينية في المهرجان تحدثت الإعلامية هديل بلبيسي قائلة:

“نحن نشارك كل عام في فعالية هذا المهرجان بهدف نشر تراثنا ورفع علم فلسطين خاصة وان ارضنا لما تزل ترزح تحت الاحتلال منذ اكثر من 75 سنة ولليوم وليس منذ ٧ أكتوبر كما يتماهى للبعض، فصراعنا اليومي هو صراع بقاء ووجود”.

وأضافت :”للاسف،توشحت خيمتنا هذا العام  بالوشاح الأسود حدادا على ارواح شهدائنا في غزة كما لنعطي انطباعا حقيقيا لكل زوار المهرجان عن مدى حزننا وألمنا بخسارة اهل واحباب جرّاء هذه الحرب البشعة ما دفع بالكثير منهم ومن مختلف الجنسيات لدخول الخيمة والبحث عن سبب هذا الوشاح”.

وختمت بالقول:” داخل الخيمة وحدها غزة كانت الحاضر الذي لا يغيب ،ومن خلال خريطة لكل فلسطين استطعنا ان نعرّف   الناس على بلدنا وعلى غزة تحديدا وتحدثنا معهم واستمعنا الى ما يقولون ،هذا واردنا هذا العام ان تكون مشاركتنا متميزة حيث أفردنا زاوية للرسائل وكان الاقبال اكتر من رائع،فالناس متعاطفة ،متألمة كتبت لفلسطين ودعت للتحرير القريب”.

وفي الختام توقفت  بلبيسي عند زيارة عدد كبير من الشخصيات الناشطة الفلسطينية للخيمة والتي تحدثت عن فلسطين وشرحت للزوار بعضا من تاريخها ،آملة ان تكون خيمة العام المقبل خيمه فرح بالنصر.

وعن الخيمة اللبنانية تحدثت السا خليل التي تشارك في هذه الفعالية لاول مرة مع زميليها جوني الحاج وبيار موسى قائلة : “تكمن اهمية هذا المهرجان الشامل في القاء الضوء على حضارة وثقافة الدول العربية وغيرها الكثير من الدول ،وانا كناشطة لبنانية احببت المشاركة مع زميليّ لنقدم للعالم  أجمل صورة عن بلادنا وحضارتها وتراثها. 

ان كل خيمة من الخيم المشاركة لهي بالفعل واحة صغيرة يلتقي حولها الكثير من الزوار لاي دولة انتموا ،اما خيمتنا فقد استطاعت ان تجذب الكثير منهم لما تحمله من فرح وغنى وحب للحياة لا سيما وان الموسيقى التي قدمناها والمترافقة مع الطبول وحلقات الدبكة والتي ادخلت الفرح الى القلوب ،جعلت من خيمتنا وبكل فخر اقول “قلب المهرجان النابض”.

وأضافت تقول:”لقد لاحظنا تهاتفا للتعرف على موسيقانا ،حكايانا ،مطبخنا،ثقافتنا وكل ما يمت للبناننا بصلة،فحتى المطر لم يمنع الفرح عن زوارنا الذين اكملوا دبكاتهم ورقصهم من داخل الخيمة ما افرحنا كمشاركين في الفعالية خصوصا واننا لاحظنا ان بلادنا باتت مقصدا وملتقى للكثيرين سواء من الكنديين انفسهم ام من العرب وحتى من اللبنانيين المنتشرين منذ سنوات طويلة في كندا والذين يجمعهم حب الوطن والتغني بامجاده.”

 وعما ميز الخيمة هذا العام  اجابت خليل قائلة :”لقد ركّزنا هذه السنة على تنظيم حوارات في الخيمة مع لبنانيين لمعوا في كندا، وتحديدًا في كيبيك، حيث استقبلناهم واستمعنا الى قصصهم وتعرفنا الى نضالهم ونجاحهم في بلادهم الحاضنة ليكونوا عبرة والهام لكل مهاجر جديد ،منهم عضو بلدية لافال الين ديب، مؤسس فريق الحكمة مونتريال شارل عون ،أحمد المصري ،راشيل بصيبص ،ريم غنّوم وفرقة شوا شين التي اسست اول مسرح ارتجالي في كندا ، وغيرهم من الشباب الذين وصلوا حديثا الى كندا وعرفوا كيف يخطون خطواتهم بثبات وعزم نحو تحقيق ذواتهم،فكما هو معروف عن اللبناني حبه للموسيقى والفن والحياة فهو ايضا مفطور على الثقافة والعلم والابداع.

وختمت بالقول:”بلادنا تتألم وباظهار صورتها الحقيقية ونشر ثقافتها وحضارتها نستطيع ان نخفف القليل من اوجاعها على امل ان تحمل خيمتنا العام المقبل كل اخبار الفرح والقيامة لبلدنا الذي كان ولما يزل من أجمل البلدان”.

يذكر ان المقابلات التي اجراها كل من السا خليل وجوني الحاج كانت بالتعاون وبرعاية استديو حلوم لصاحبه حلوم شحادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى