أخبار كندا

استقالة الرئيس الجديد للجنة الكندية لحقوق الإنسان

وافق أمس الرئيس الجديد للجنة الكندية لحقوق الإنسان، بيرجو داتاني، على الاستقالة من منصبه بعد أن اُجري تحقيق في تصريحاتٍ سابقة له متعلقة بإسرائيل.

وكان وزير العدل الكندي عارف فيراني قد أعلن تعيين داتاني في هذا المنصب في 14 حزيران (يونيو) الفائت. ثمّ أطلق تحقيقاً خارجياً بشأن تصريحات داتاني بعد أن أعربت منظمات يهودية كندية وحزبُ المحافظين الكندي (حزب المعارضة الرسمية) عن قلقها من أنشطةٍ سابقة لداتاني، من ضمنها مزاعم عن تعليقات له معادية لإسرائيل.

ولم تجد شركة المحاماة التي أوكل إليها الوزير فيراني إجراء التحقيق أيَّ مؤشر على أنّ داتاني كان أو لا يزال يضمر معتقدات معادية للسامية، ولا أيَّ دليل على أنّ لديه تحيّزات لا واعية أو واعية تجاه اليهود أو الإسرائيليين.

وخلصت شركة المحاماة في تقريرها الذي نُشر على الملأ ​​يوم أمس إلى أنه ’’عند مراجعة العمل الأكاديمي للسيد داتاني، (نجد أنه) انتقد إسرائيل، وخاصة معاملتها للفلسطينيين‘‘.

إلّا أنّ التحقيق وجد أنّ داتاني ’’تعمّد التقليل من أهمية‘‘ تلك الانتقادات عندما تمّ استجوابه بشأنها.

’’لكي نكون واضحين، نرى أنّ مشاركته في الدفاع (عن الفلسطينيين) والانتقاد (الموجه لإسرائيل) لا تؤدّي بالضرورة إلى استنتاج مفاده أنّ السيد داتاني لا يستطيع أداء دور رئيس اللجنة‘‘، قال التقرير.

وتناول التقرير المطوّل بالتفصيل 14 ادعاءً موجهاً ضد داتاني، بما في ذلك تعليقات أدلى بها على وسائل التواصل الاجتماعي وأماكن أُخرى تحت اسم ’’مجاهد داتاني‘‘ ويعود تاريخها إلى أكثر من 10 سنوات.

يُشار إلى أنّ بيرجو داتاني تربّى على الديانة الهندوسية قبل أن يعتنق الدين الإسلامي عام 2001 ويتخذ لنفسه اسم ’’مجاهد‘‘.

ووجدت شركة المحاماة أنّ تفسير داتاني لعدم استخدام اسم ’’مجاهد داتاني‘‘ في طلبه وفي فحص خلفيته ’’يفتقر إلى المصداقية‘‘.

فهو بدلاً من ذلك عرّف عن نفسه باسم ’’بيرجو مجاهد داتاني‘‘ على الرغم من ظهوره في العديد من الندوات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم ’’مجاهد داتاني‘‘.

’’بناءً على موازنة الاحتمالات واستناداً إلى مجمل الأدلة، نجد أنّ السيد داتاني حذف عمداً ذكر (اسم) ’مجاهد داتاني‘ في استمارة الموافقة على التحقق من الخلفية (وفي سواها) ولم يكشف في أيّ وقت من عملية تقديم الطلب أو المقابلة عن أنه استخدم في الماضي اسم ’مجاهد داتاني‘‘‘، جاء في تقرير التحقيق الذي أجرته شركة المحاماة والذي نشره وزير العدل أمس.

بعد تلقيه نتائج التحقيق، أبلغ وزيرُ العدل الرئيسَ الجديد للجنة الكندية لحقوق الإنسان في رسالة بتاريخ 31 تموز (يوليو) أنّ النتائج تثير قلقاً جدياً بشأن صراحته خلال عملية التعيين.

وكان من المقرر أن يبدأ داتاني مهامه الجديدة يوم الخميس الفائت، فيكون أول شخص مسلم وينتمي لأقلية عرقية يتبوأ منصب رئيس اللجنة الكندية لحقوق الإنسان. لكنه وافق على أخذ إجازة فيما كان الوزير فيراني يفكر في ما يجب فعله بعد التحقيق.

’’النتائج تتحدث عن نفسها‘‘، قال وزير العدل يوم أمس.

’’لقد قبلت قرار السيد داتاني بالتنحي من منصب رئيس اللجنة. وكما قلت سابقاً، إنّ الحفاظ على ثقة جميع الكنديين في اللجنة الكندية لحقوق الإنسان يظل رأس أولوياتي‘‘، أضاف الوزير فيراني .

ونفى داتاني في رسالة إلى الوزير فيراني أن يكون عدمُ ذكره اسم ’’مجاهد‘‘ متعمَّداً، مضيفاً أنه اعتمد هذا الاسم الأوسط في أوائل عام 2001 عندما اعتنق الإسلام وأنه لم يُطلب منه في طلب التقدّم لمنصب رئيس اللجنة سوى ذكر اسمه الأول.

وقال داتاني للوزير إنّ بحثاً سريعاً بواسطة محرك ’’غوغل‘‘ عن أيّ من الأسماء التي قدّمها كان سيوفّر كلّ المعلومات عن مجاهد داتاني خلال ثوانٍ.

’’أظلّ مؤمناً برسوخ في عمل اللجنة وتفويضها وأهميتها لديمقراطيتنا‘‘، أضاف داتاني في رسالته إلى الوزير فيراني.

المصدر راديو كندا الدولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى