إن هذا اليوم هو اكثر من مناسبة للإحتفال بولادة الإتحاد الكندي، إنّه ذكرى للإحتفال بالديمقراطيّة والتعدديّة والإنفتاح والقيم الكنديّة المبنيّة على احترام حقوق الإنسان وقبول الآخر.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن اتقدّم بالشكر والتقدير لكندا شعباً وحكومات متعاقبة لاحتضانهم اللبنانيين خلال الأزمات التي عصفت بلبنان وأدّت الى هجرات متتالية منذ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا.
ولا يمكن فصل تاريخ الجالية اللبنانيّة عن تاريخ كندا التي واكبت تطوّرها وساهمت بنهضتها. فبعد مرور 15 عاماً على تأسيس الإتحاد الكندي عام 1867 وطأت أقدام أوائل المهاجرين هذه الأرض الطيّبة عام 1882. وقد سمح النظام الكندي المتعدّد والمتسامح والمضياف بانخراط اللبنانيين في المجتمع الكندي في كافة الميادين وتبوئهم أعلى المراكز في القطاعين العام والخاص. وفي نفس الوقت أتاح لهم هذا النظام الحفاظ على هويتهم وثقافتهم، حيث بنوا مؤسساتهم الدينيّة والإجتماعيّة والخيريّة. وقد أصبحوا قيمة مضافة لكندا من جهة وسنداً لوطنهم الأم في الأزمات والمحن من جهة أخرى.
ولكي نردّ الجميل والعرفان لكندا على ما وفّرته لعائلاتنا وأولادنا من حياة رغيدة وكريمة، يجب علينا احترام قوانينها والإخلاص لها ونشر قيمها السامية أينما كنا وأينما حللنا.
عاشت كندا وعاش لبنان
فادي زيادة
سفير لبنان لدى كندا
