جاليات

مؤتمر صحافي مشترك لمساندة عائلة عبدالله التي لما تزل تعاني من اصابة افرادها باطلاق النار

نظّم المنتدى الاسلامي الكندي CMF ومركز العمل البحثي حول العلاقات العرقية CRARR مؤتمرا صحفيا استنكروا فيه المعاملة التي تعرض لها والد الأسرة حسام عبد الله ونجله عبد الرحمان، في أعقاب تبادل إطلاق النادر المأساوي والذي اصيب في خلاله اثنان من أفراد عائلة عبد الله أمام منزلهم اثناء مطاردة قوات الشرطة لاحد المطلوبين الفارين قرب منزلهم،مساء يوم الاحد في الرابع من شهر آب – أغسطس،شارك في المؤتمر الوالدة سيرين الجندي، والابنة جنى عبد الله، رئيس المنتدى الإسلامي الكندي سامر المجذوب، مسؤول العلاقات في المنتدى محمد الجندي، والمدير التنفيذي لجمعية CRARR فو نيمي.

 الوالدة سيرين الجندي 

استهلت الوالدة  الحديث بالقول ” منذ ثلاثة أسابيع ، تغيرت حياتنا وبدأت كوابيسنا. كاد زوجي وابني أن يقتلا برصاص أسلحة مجهولة ،حتى الآن. وعلى الرغم من إصابتهم بجروح خطيرة، فقد تم التعامل معهم كمشتبه بهم، حيث تم تقييد أيديهم وتركهم على الأرض لمدة ساعة تقريبًا. كان من الممكن أن ينزفوا حتى الموت ، وكابوسنا لم ينته عند هذا الحد. اليوم أود أن أتحدث عما حدث منذ أن كادت تلك الرصاصات أن تحرمنا من زوجي وابني. أحيانًا ما تكون تحقيقات شرطة كيبك SQ و مكتب التحقيقات المستقلة BEI محبطة وتثير المخاوف لأنه لا يتم إخبارنا بالكثير، على الرغم من أننا ضحايا العنف المسلح. بل تم تحذيرنا من أن التوصل إلى هذه النتيجة قد يستغرق عاما كاملا، ولن يتم تقاسم نتائجها معنا جميعا”.

وأضافت متسائلة:” كيف يمكن أن نثق في النظام القضائي؟ أين الشفافية؟ أين المساءلة؟” لافتة  الى انه ” من الواضح أن حقوق ضحايا أعمال العنف لا تزال امتيازات مجردة في مجتمعنا، لأنه ليس لدينا الحق في الحصول على المعلومات”،مشيرة الى ان ” الصعوبات لا تنتهي عند هذا الحد. اذ “وعندما تحدثت إلى دائرة تعويض ضحايا الجريمة IVAC ومراكز مساعدة ضحايا الجريمة CAVAC بشأن قلقنا بشأن فقدان دخل الأسرة لأن زوجي لن يتمكن من العمل لأسابيع، قيل لنا أولاً أن نلجأ إلى الأصدقاء وعائلتنا “للحصول على بعض المال”. وكان علينا أن نناضل من أجل الحصول على إعانات ضحايا الجريمة لأنه قيل لنا أننا لسنا ضحايا حقيقيين. لماذا ؟”.

في الختام ” نحن لا نشعر بالامان حتى في منازلنا. نعيش الخوف حتى عندما نسمع المفرقعات او عند سماع اي صوت قوي”.

الابنة جنى عبد الله 

 وتحدثت الابنة جنى عبد الله عن الحادثة التي اصابت العائلة قائلة: ” منذ ثلاثة أسابيع بالضبط ، أصيب أخي برصاصة في ظهره، واصيب والدي بخمس رصاصات.بقيت بجانبه لمحاولة معرفة مكان الألم، لكن اطلاق النار كان لا يزال يدوي وكان رجال الشرطة يصرخون في وجهي للخروج من هناك. دخلت إلى المنزل ويداي ملطختان بدماء والدي . لمدة ساعة بعد ذلك، استلقى والدي وأخي على العشب خارج المنزل، وكانا ينزفان بشكل واضح، وفي كل مرة حاولنا التحدث إليهما من بعيد لمعرفة ما إذا كانا ما زالا واعين، كانت الشرطة تصرخ علينا. وبعد ساعة، اقتربت الشرطة من والدي وأخي . أخبر والدي الشرطة عندما اقتربوا منه أنه ضحية وأنه يسكن هنا ويمكنهم التحقق من هويته. قال لهم: “أنا أتألم، أنا ضحية”، لكنهم رغم ذلك أداروه بالقوة وقيدوا يديه. ومن جهة أخي، يتذكر أنه تم اعتقاله باعتباره “المشتبه به رقم واحد، الذي يرتدي سترة بيضاء” وأنه كان مكبل اليدين أيضًا. ولم تقم الشرطة بإزالة الأصفاد في المستشفى إلا عندما تأكدت من هويته” وفي المستشفى توسلت والدتي للأطباء لرؤية ابنها وزوجها، أخبرها الأطباء أننا بحاجة إلى إذن من الشرطة وأخبرتنا الشرطة أن إذن الأطباء هو ما يجب أن نحصل عليه” .

وتابعت تقول:” منذ ذلك الحين، كان والدي في العناية المركزة، ويوم السبت خضع للعملية الجراحية الرابعة. اضطرت عائلتنا إلى إيقاف جميع أنشطتنا اليومية العادية، العمل والتدريب والمدرسة، بسبب المآسي التي حلت بنا. في الأسابيع الثلاثة الماضية، عشنا في حالة من الألم والخوف والتوتر والقلق والغضب. كعائلة عادية مجتهدة وملتزمة بالقانون، وكضحايا للعنف المسلح، نستمر في التساؤل عن سبب حدوث هذا لنا ،ماذا فعلنا حتى يُطلَق النار على والدنا وشقيقنا ويكادان أن يُقتَلا، ثم تُكبَّل أيديهما من قبل الشرطة بينما لا يزالان ينزفان على الأرض والرصاصات داخل أجسادهما؟”.”ماذا سيحدث لنا؟ خضع والدي للعمليات الجراحية أربع مرات، ولا نعرف متى سيعود إلى المنزل، وما إذا كان يستطيع المشي كما كان من قبل. يتحدث الأطباء عن أشهر من إعادة التأهيل قبل أن يتمكن من استعادة وظائفه الطبيعية. وهو المعيل الرئيسي لعائلتنا.

وأضافت متحدثة عن المعاناة التي تلاحق العائلة من الناحية النفسية والفكرية والجسدية وحتى المادية وحتى الدراسية مشيرة الى توقفها عن متابعة دراستها الجامعية بسبب ما تمرّ به من ازمات تراكمت بفعل الحادث الاليم الذي تعرضت له العائلة.

وختمت قائلة:”نعم، بصفتي ضحية للعنف المسلح، علمت أن CAVAC أمرت والدتي بالذهاب إلى العائلة والأصدقاء والطلب منهم بعض المساعدة  أخبروني أنني قد لا أكون مؤهلة للحصول على تعويض لأنني لم أكن ضحية،اما ما سيغطى من نفقات العلاج فقد قيل لنا مغطاة إن 94 دولارًا فقط ، و46 دولارًا للعلاج الطبيعي والعلاج المهني. ومع ذلك، فإن أرخص جلسة علاج طبيعي هذه الأيام هي 100 دولار.

سامر المجذوب 

رئيس المنتدى الإسلامي الكندي سامر المجذوب قال ” نحن هنا لنقف الى جانب العائلة وتقديم دعمنا لها . لا يوجد كلمة يمكن ان تعبر عن المحنة التي اصابتها.  هذه المحنة تفوق الوصف ونحن كجالية علينا واجب ان نظهر دعمنا. وهم يجب ان يحصلوا على الدعم الحقيقي المادي وغيره، لا ان يُطلب منها ان تذهب الى بنك الطعام للحصول على الدعم “. واوضح المجذوب ” لا مشكلة مع بنك الغذاء ولكن لا يتم التعاطي مع العائلة المفجوعة بهذه الطريقة”. ولفت الى ان ” ما جرى لم يصب العائلة وحدها بل اصاب الحي باكمله كما اصاب الجالية”. وختم بالقول ”  لا نريد ان نشير باصابع الاتهام لاحد ولكن نستحق ان يكون التحقيق شفافا وان نحصل على اجابات واضحة “.

محمد الجندي

 واشار مسؤول العلاقات في المنتدى محمد الجندي الى ان اجتماع اليوم انما هو لمساندة العائلة الموجوعة وللتحدث عن هذه المحنة، ولكن أيضًا للتحرك . فوالد الأسرة لا يزال في المستشفى، في حالة حرجة ولكنها مستقرة. والجروح التي يحملها ليست جسدية فحسب، بل إنها عاطفية أيضًا، وقد تركت هذه المأساة عائلة عبد الله تواجه خسائر مالية كبيرة”،مطالبا بإجابات واضحة على هذه المأساة  وبتحقيق العدالة، وتقديم المسؤولين عنها  إلى العدالة وإلقاء الضوء الكامل على ما حدث”.

وختمقائلا ” اليوم، ندعوكم إلى دعم هذه العائلة الكيبيكية من خلال GoFundMe، لمساعدتها على التغلب على هذه المحنة الإنسانية والاجتماعية والمالية. وبصفتنا مواطنين، تقع علينا مسؤولية ضمان عدم مواجهة أي عائلة أخرى لمثل هذه المأساة. معًا، يجب أن نتحرك لضمان تحقيق العدالة وتمكين هذه العائلة المدمرة من البدء في إعادة بناء نفسها”.

فو نيمي 

ثم كانت كلمة للمدير التنفيذي لجمعية CRARR فو نيمي دعا فيها الى وجوب  معالجة الأسئلة والمخاوف التي أثارتها عائلة عبد الله بشكل كامل وسريع من أجل ضمان الوصول الفعال إلى الجريمة. كما طالب بمساعدة الضحايا ودعمهم، والحفاظ على ثقة المواطنين في الشرطة ونظام العدالة ،لافتا الى انه على  IVAC وCAVAC تقييم الاحتياجات الحقيقية للأسرة بحساسية ومرونة أكبر، ومراجعة مدى ومدة الدعم الذي تكون الأسرة مؤهلة له”.

وتابع يقول :” يجب توفير معلومات كافية وفي الوقت المناسب عن التقدم المحرز في التحقيقات لأفراد الأسرة، لا سيما عندما تكون نتائج الاختبارات الباليستية وحق أفراد الأسرة في الحصول عليها “.

وعن معاملة الشرطة للأب والابن المصابين بجروح خطيرة أثناء إطلاق النار وبعده قال فو نيمي ” إن إجراء تحقيق مستقل ونزيه من قبل سلطات غير الشرطة أمر ضروري لضمان الدقة في مراجعة إجراءات الشرطة وموثوقية ومصداقية عملية التحقيق و نتائجها، وفي نهاية المطاف، المساءلة”.

وختم فو نيمي بالتأكيد على ان جمعيته  CRARR ستساعد الأسرة في الحصول على خدمات الدعم التي تحتاجها بالإضافة إلى المعلومات والمساءلة التي تطلبها من السلطات المختلفة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى