جاليات

غسان يمين يعيد إحياء روائع أزنافور في حفل مميز بكندا

أحيا الفنان اللبناني غسان يمين، وبدعوة من شركة Innovent ممثلة بمؤسِستها غادة خليفة، حفلًا ساحرًا في كندا أفرح فيه جمهوره المتنوع الذي غمرته مشاعر الحنين والشغف بأغاني أزنافور الخالدة هو الذي لطالما غنّاه وأبدع في تجسيد أغانيه بأسلوبه الخاص والمتقن.

غسان يمين، المعروف بعشقه للموسيقى الفرنسية وبمهارته في تقديم أغانيها الكلاسيكية، أبدع في إعادة إحياء روائع أزنافور حيث وقف ولمدة ساعة ونصف الساعة على مسرح “Place des Arts” في مونتريال لينقلنا بصوته الدافئ وأدائه المتقن إلى عوالم الرومانسية الحالمة، مخلّدًا إرث اسطورة الزمن الجميل في اذهاننا وقلوبنا وحتى في وشوشاتنا في تلك السهرة الفنية الاستثنائية

وقف يمين بسعادة عارمة امام جمهور لطالما انتظره بشغف ومع اغنيات «Hier encore» و «Comme ils disent» و «Dansons joue contre joue» و «For me, Formidable» «Mourir d’aimer» وغيرها من اغاني الحب والحنين لصاحب الاغنية الرومانسية ازنافور تنقّل مستريحا عند بعض من أغانيه الخاصة مثل «Femmes de ma vie» ،«Imperméable» ودون ان ينسى في لحظات معبرة، وقبل التوقف في محطات للحديث عن نشأة بعض الاغاني، تفاعل الجمهور مع اغنية La Boheme فرافقه فيها غناء وتمتمة فبدا في حفله المتمكن من ادارته ملكاً واثقا مما يقدمه هو الذي ترعرع وكبر على صوت من كان وسيبقى مثاله الاعلى في الموسيقى والفن.

“لبيروت” هي الاغنية التي خطفت الانفاس في هذا الحفل المشبع بالحب والاحساس، او ليست بلادنا معشوقتنا، فكيف له ان يغنيها وهو العالم بما تمرّ به من آلام وجراح دون ان تدمع العيون؟ وبلحظة واحدة اطفئت الانوار قبل ان يعمّ السكوت وتنطلق أنامل Guillaume Vincent خلسة مستسلمة لدورها في احياء وعيش حب من نوع آخر لا يشبه الا حبنا لبيروت، وبهذا المزيج المفعم بالتأثر غنى غسان يمين وابدع تاركا لصوته ان يوقظ فينا الحنين نحن الذين اشتقنا ليس لبيروت فقط انما لكل ما يمت لبلادنا بصلة.

رافق يمين على آلة البيانو العازف Guillaume Vincent وفي بعض المقطوعات انضم اليهما عازف الفلوت كيفورك كشيشيان فتمكّن الثلاثي الفني الخلّاق من نشر جو من الانسجام الموسيقي الذي أسر قلوب الحضور، ونجحوا في تقديم أداء ساحر جمع بين الإحساس العميق والتقنية العالية، ما جعل الأمسية أشبه برحلة في عالم الموسيقى الفرنسية، حيث امتزجت أصوات الماضي العريقة بإبداع الحاضر، وتركوا بصمة لا تُنسى في نفوس الحاضرين.

الكلمة نيوز التقت يمين الذي توجه بكلمة خصّ بها الجالية اللبنانية التي تحدّت الظروف النفسية التي تمرّ بها اليوم جرّاء ما يتعرض له لبنان من دمار وقتل واصابات بالقول: “ترددت كثيرا في ان ألغي الحفل او أبقي عليه، فما يمرّ به بلدنا وشعبنا وديارنا ليس بالامر السهل، لكن ارادة الحياة اقوى من كل ما يحصل فحسمت امري وقررت ان اضع الناس في صورة لبنان وفق ما اعرفه واعتدت عليه صورة الجمال والموسيقى والثقافة والسلام والامل بالمستقبل”.

وأضاف يقول: “اعتقد انها المرة الاولى التي اجد فيها هذا العدد من اللبنانيين في حفلاتي لان جمهوري في العادة من غير اللبنانين، وهذا بالطبع اعطاني شعورا بالفخر وأثّر بي كثيرا، من هنا كانت فكرة ان اغني لبيروت لاني اردت ان اوجهها لابناء بلادي في مغتربهم، وكم اتمنى ان يحمل لنا الغد الاخبار السعيدة فلولا الامل لما كنا ولما كانت الاجيال المؤمنة بالوطن تناضل لاجله، انه قدر وقوة اللبناني الذي يخلق من الضعف قوة ويعرف متى يقلب الصفحة على امل الا ندفع الاثمان الغالية اكثر مما دفعنا”.

وحول اذا ما كان سيقدم الدعم لمواهب فنية على غرار ما فعله ازنافور معه اجاب: “انا املك مدرسة لتعليم الموسيقى في لبنان ولدينا العديد من الفروع في المناطق حيث نقوم بتدريس الرسم، الرقص، الموسيقى، الغناء…. وقد تخرّج من مدارسنا الكثير من طلاب الموسيقى وهدفنا هو دعم هؤلاء الطلاب في كل المجالات الفنية ونخلق لهم فرص العمل كما تأمين الابواب التي من شأنها ان تساعدهم في انطلاقاتهم الفنية. وهنا اود ان الفت الى انني اقدم برنامجا موسيقيا عبر محطة ال MTV منذ ما يقارب ال12 سنة وهو البرنامج الوحيد في العالم العربي الذي يتناول موضوعات موسيقية مهمة من هذا النوع، وبالتالي هناك شخصيات فنية كثيرة انطلقت من برنامجي وبات لها بصمتها المتميزة في عالم الفن الحديث.

وفي الختام توجه يمين بالشكر لمؤسِسة شركة Innovent الفنية غادة خليفة على مهنيتها وحرفيتها في التعاطي مع الفنانين كاشفا عن سرّ جديد حيث قال:”صحيح انها المرة الاولى التي اغني فيها على مسارح كندا لكنها بالتأكيد لن تكون الاخيرة ،وتعاوني مع السيدة غادة سيكون تعاونا دائما وضمن جولات عالمية ستبصر النور قريبا”،اما للجمهور المتفاعل مع الحفل غناء وتصفيقا قال “انه لجمهور رائع،في العادة جمهوري  من غير اللبنانيين اكبر واوسع اما اليوم فكان الحضور شاملا وفي من ابناء بلادي ما جعلني افرح أكثر خصوصا بعد ان لمست هذا التفاعل سواء بالغناء او بالانسجام وأعدهم بحفل جديد اول ما تسنح الفرصة”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى