جاليات

مبادرة تضامنية مطعم Tasty Laval يخصص أرباحه لدعم لبنان في محنته

في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، قام أصحاب مطعم Tasty Laval بمبادرة فردية استثنائية للتضامن مع وطنهم الأم تمثلت بتخصيص أرباح يومين كاملين من عملهم لدعم جهود الإغاثة ومساعدة المتضررين ،من الأزمة في لبنان. وجاءت هذه المبادرة بدافع الحس الوطني والإنساني، حيث أكد أصحاب المطعم أنهم يرغبون في أن يكونوا جزءاً من حل يسهم في تخفيف معاناة الشعب اللبناني في هذه المحنة.

وحول هذه المبادرة تحدث احد القيمين عليها بالقول:”انها مبادرة فردية بدافع الواجب والوطنية حيث قمنا بتخصيص ايرادات مطعمنا وعلى مدى يومين كاملين لمساعدة اهلنا ،على ان تذهب مساعداتنا لشراء حليب وحفاضات للاطفال وادوية للمرضى ،يقوم بتأمينها مجموعة من الاطباء والصيادلة الذين يقومون بدورهم بمبادرات فردية تصب في نفس الاتجاه فتواصلنا معهم ،نحن نرسل المال، وهم يسعون لتأمين الحاجيات الاساسية للاطفال والمرضى.”

وحول نجاح المبادرة قال: “لقد استطعنا أن نجمع ما تيسّر بفضل تعاون الناس معنا. على سبيل المثال، رفض تاجر الخضار أخذ مستحقاته، معتبراً أن ما يقدمه هو من باب المساهمة. كما ساهم تجار اللحوم والدجاج بتخفيض أسعار بضائعهم، وكان لبائع الخبز، وهو من الجنسية اليونانية، مساهمة أيضاً. أما زوّار المطعم فقد ساهموا من خلال ترك البقشيش، وبفلس الأرملة، استطاعت هذه المبادرة أن تجمع ما هو أكثر من مجرد مال، بل جمعت قلوباً توحّدت على العطاء.”

وفي الختام، أكد القيّمون على المبادرة أنهم على استعداد لتكرار هذه التجربة مرة أخرى في حال أراد أي مطعم آخر القيام بمثل هذه المبادرة. كما أنهم لن يتوانوا عن تقديم أي دعم ممكن لأي جهة تسعى لتنظيم مبادرات مشابهة، حرصاً منهم على مواصلة مدّ يد العون لمن هم في حاجة إليها.

 

هذه المبادرة جاءت لتؤكد على أن العطاء يمكن أن يكون في أي مكان، وأن أفراد الجاليات المغتربة يظلون مرتبطين بوطنهم الأم، يسعون جاهدين لمد يد العون في أوقات الحاجة.

وفي هذا السياق، أعرب أصحاب المطعم عن شكرهم العميق لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، سواء من الزبائن الكرام أو العاملين في المطعم والموردين الذين لم يتوانوا عن المساهمة بقدر استطاعتهم. وأضافوا أن هذه المساعدة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تكون بلسماً لألم طفل أو عوناً لمريض في لبنان، مؤكدين أن الوطن يبقى في القلب، وأن أي مساعدة لا تعتبر كافية أمام حجم المعاناة التي يواجهها أهلهم في لبنان، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح وجاء في الرسالة:

أمّا بعد… على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم. واللبنانيون على اختلاف مشاربهم وأينما حلّوا هم أهلٌ للعزم والكرم والعطاء.”

“فبعد إعلاننا عن مبادرة أطلقناها لمساعدة أهلنا في لبنان والوقوف إلى جانبهم في هذه الظروف الصعبة، وعلى مدى يومين، لبّى الكثيرون من الجالية اللبنانية والعربية في مونتريال نداء الواجب وبادروا إلى مدّ يد العون.”

وجاء في الرسالة: “نحن في مطعم Tasty Laval نودّ أن نقدم جزيل الشكر إلى زبائننا الكرام وإلى كل من شاركنا فرحة العطاء والمساعدة رغم الغصّة في قلوبنا حزناً على وطننا لبنان. والشكر موصول إلى كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة من العاملين في المطعم والموردين الذين حرصوا على المساهمة كلّ بما أمكن. كما نشكر أيضاً موقع Sada Online ممثلاً بالأخ الحاج حسين حب الله مشكوراً الذي ساهم بنشر المبادرة لتصل إلى أكبر عدد ممكن من أبناء الجالية، كما نشكر موقع Al Kalima Online ممثلاً بالسيدة جاكلين جابر مشكورةً على تسليط الضوء على المبادرة.”

وإذ لفت البيان إلى أنه “يهمنا أن نؤكد أن أي مساعدة من جانبنا، وإن عظمت، تبقى دون المستوى المطلوب، وإن صغرت فإنها قد تكون سبباً في تسكين ألم طفل أو مريض”، أكد أن “الشكر الكبير يبقى لأهلنا الصامدين، الصابرين، والصادقين في لبنان، ومن ورائهم الرجال الرجال الثابتون على حدود الوطن، الذين أعاروا الله جماجمهم وغضّوا أبصارهم دفاعاً عنّا جميعاً. هم أهل الجود إذ يجودون بأنفسهم، وهم أهل العطاء إذ يقدّمون أرواحهم فداءً للوطن. هم الذين قيل فيهم، رغم تواضعهم، إنه لو حُمّلوا على الجبال لأزالوها. فنِعْم الرجال ونِعْم الحماة. وللبنان نقول كما قال جبران: ‘لو لم يكن لبنان وطني لاخترتُ لبنان وطناً لي.’ فهو ليس مجرد المكان الذي وُلدنا فيه ونسكن فيه، إنما هو من يسكن فينا.”

وختم البيان: “وأخيراً، وليس آخراً، ندعو الله أن يحفظ لبناننا من كل سوء، وأن يُعيد الأمن والأمان لأهلنا هناك. كما ندعو الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى فعل الخيرات، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين… والسلام”.”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى